الفضة الاستثمار الواعد الذي سيتضاعف سعره خلال عام

الفضة الاستثمار الواعد الذي سيتضاعف سعره خلال عام

هل آن الأوان لتوجّه المستثمرين نحو الفضة بدلاً من الذهب؟

في ظلّ استمرار الشلل في القطاع المصرفي اللبناني منذ أكثر من ست سنوات،

ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية والسياسية في لبنان والعالم،

لم يعد الذهب وحده هو الملاذ الآمن للمستثمرين.

بل ظهرت الفضة كخيار واعد يُحتمل أن يشهد تضاعفًا في قيمته خلال عام واحد، وفق تقديرات عدد من الخبراء الاقتصاديين العالميين والمحليين.

لماذا تُعد الفضة استثمارًا آمنًا في الأزمات؟

يؤكّد الاقتصاديون أن الاستثمار في المعادن الثمينة،

وعلى رأسها الفضة، هو خيار منطقي في فترات عدم الاستقرار السياسي والعسكري والاقتصادي. ففي الأوقات التي يفقد فيها الناس الثقة في العملات والبنوك، تصبح السلع المادية، وخصوصًا المعادن، ملاذًا آمنًا لحماية رأس المال.

تاريخيًا، كانت الفضة من أكثر المعادن استقرارًا، وقد أثبتت قوتها في مواجهة التضخم وتقلبات السوق. وبحسب المحللين، فإن سعر الفضة على المدى المتوسط والبعيد يرتفع بوتيرة تفوق معدلات التضخم، ما يجعلها أداة استثمارية منخفضة المخاطر نسبيًا.

سبعة أسباب تجعل الفضة خيارًا استثماريًا ذكيًا

يُجمع الخبراء على وجود عدة أسباب تدعم التوجه نحو الاستثمار في الفضة، وأبرزها:

  1. التغلب على التضخم: قيمة الفضة ترتفع تدريجيًا، ما يساعد في الحفاظ على القوة الشرائية للأموال المستثمرة.
  2. علاقة عكسية مع الدولار الأمريكي: ارتفاع سعر الدولار قد يُضعف الفضة والعكس صحيح، ما يُتيح فرصة استثمارية عند تقلبات السوق.
  3. قيمة صناعية حقيقية: الفضة تُستخدم في صناعات متعددة مثل الإلكترونيات، الرقائق الدقيقة، المعدات الطبية، والمجوهرات.
  4. تنويع المحفظة الاستثمارية: بسبب ارتباط الفضة الوثيق بالدولار وسندات الخزينة الأمريكية، فهي تشكل أداة فعّالة لتنويع الاستثمارات.
  5. تقلب الأسعار يمنح فرص ربح أسرع: طبيعة الفضة المتقلبة تساعد المستثمرين على تحقيق أرباح أسرع من الأدوات الثابتة.
  6. خيارات استثمار متعددة: يمكن شراء الفضة بشكل مباشر عبر السبائك والعملات، أو من خلال الصناديق والأسهم المشتقة.
  7. سعرها منخفض مقارنة بالمعادن الأخرى: ما يجعلها مناسبة للمستثمرين الصغار والمتوسطين، وليست حكرًا على أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة.

هل الإنتاج العالمي للفضة يُلبي الطلب؟

يُحذر الخبير الاقتصادي اللبناني ميشال قزح من واقع خطير يتمثل في أن الإنتاج العالمي من الفضة لم يعد كافيًا لتلبية الطلب العالمي. في حديث لموقع “ليبانون ديبايت”، أشار قزح إلى أن الدول المنتجة للفضة بدأت منذ عامين باستهلاك مخزونها الاحتياطي، وهو ما يعني أن هناك فجوة متزايدة بين العرض والطلب.

ويضيف: “نتيجة هذا الخلل، من المتوقع أن يشهد سعر الفضة ارتفاعًا سريعًا ومضاعفة في قيمته خلال عام، بعكس الذهب الذي يصعد بوتيرة أبطأ نتيجة سياسات البنوك المركزية”.

مستقبل الفضة في ظل الاقتصاد الرقمي والسيارات الكهربائية

من جهته، يلفت نقيب تجار الذهب في لبنان نعيم رزق إلى أن مستقبل الفضة يرتبط بشكل كبير بالتطورات الصناعية، خصوصًا في مجال السيارات الكهربائية، التي تعتمد بشكل متزايد على الفضة في تصنيعها، إلى جانب صناعات تكنولوجية أخرى.

ويشرح رزق أن: “رغم أن سعر الفضة يرتفع بوتيرة أبطأ من الذهب، إلا أنه مرشح للارتفاع على المدى الطويل بسبب تزايد الطلب عليه في الصناعات المتقدمة”.

لكنه يشير إلى نقطة هامة تتعلق بتكلفة “المصنعية”، إذ يقول:

“عمولة أونصة الفضة هي 5 دولارات بينما سعرها نحو 36 دولارًا، أي أن العمولة مرتفعة نسبيًا. أما الذهب فسعر أونصته أكثر من 3300 دولار والعمولة نفسها تقريبًا، ما يعني أن تكلفة الغرام من الذهب كعمولة أقل بكثير مقارنة بالفضة”.

الفرق بين الاستثمار في الذهب والفضة

رغم أن الذهب والفضة يشتركان في كونهما ملاذين آمنين، إلا أن هناك اختلافات في طبيعتهما الاستثمارية:

  • الذهب: يُفضل للاستثمارات السريعة والأرباح الأكبر، نظرًا لقيمته العالية وتقلبه المعتدل.
  • الفضة: مثالي للاستثمار طويل الأمد، ويتيح الدخول بمبالغ صغيرة نسبيًا، لكنه يتطلب صبرًا وانتظارًا لتحقيق الربح.

وبالتالي، فإن قرار الاستثمار يعتمد على أهداف المستثمر: إذا كان الهدف هو حماية رأس المال على المدى الطويل بميزانية محدودة، فإن الفضة خيار مناسب جدًا. أما إذا كانت الغاية تحقيق أرباح كبيرة وسريعة، فقد يظل الذهب الخيار المفضل.

هل الاستثمار في الفضة مناسب للبنانيين اليوم؟

في ظلّ الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها اللبنانيون، وخاصة تقييد الودائع في المصارف، وتقلّب سعر الصرف، يبحث الكثيرون عن بدائل للحفاظ على مدخراتهم. ومع ارتفاع أسعار العقارات، وضعف سوق الأسهم، وعدم الثقة في النظام المالي، قد تكون الفضة خيارًا فعّالًا لأصحاب الميزانيات المتوسطة والصغيرة.

لكن من المهم التأكيد على ضرورة تنويع الاستثمارات، وعدم الاعتماد فقط على معدن واحد. إذ يُنصح دائماً بتوزيع رأس المال بين الذهب والفضة والعقارات، وربما العملات الرقمية لمن يتقن هذا المجال.

الفضة ليست فقط خيارًا بديلاً… بل قد تكون فرصة ذهبيّة

في وقت تسود فيه الشكوك حول النظام المالي العالمي، وتشتد فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية، تبرز الفضة كخيار استثماري ذكي وواعد. ومع التوقعات بارتفاع أسعارها وتضاعف قيمتها خلال عام، من الممكن أن تمثل فرصة حقيقية للمستثمرين الباحثين عن الأمان والربح معًا.

لبنان اليوم