مورغان أورتاغوس تحذر ، الوقت ينفذ وللصبر حدود !!
مايو 23, 2025

مورغان أورتاغوس
بين ترحيبٍ شكلي وتحذير مبطّن، تحمل زيارات مبعوثة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب،
مورغان أورتاغوس إلى لبنان رسائل مزدوجة: إحداها تؤكد استمرار اهتمام واشنطن بلبنان،
الثانية تنقل نفاد صبر الإدارة الأميركية من التلكؤ اللبناني في تنفيذ الإصلاحات الجوهرية.
“حسناء الدبلوماسية الترامبية” لا تُجامل حين يتعلّق الأمر بالإصلاحات،
لا تُجيد فنون التلميح الدبلوماسي، بل تستخدم لغة واضحة وقاسية مستوحاة من قاموس ترامب السياسي،
تعكس امتعاضاً متراكماً من أداء الطبقة السياسية اللبنانية.
مورغان أورتاغوس : لا نتائج… لا ثقة
رغم إشاداتها الظاهرية بالحكم الجديد، لم تتراجع أورتاغوس عن عبارتها الشهيرة:
“نحن لا نركّز على ما يُقال لنا، بل على نتائج ما يُقال لنا.”
هذه العبارة التي أطلقتها في اجتماعات صندوق النقد الدولي،
لا تزال تمثّل الموقف الأميركي الثابت: لا ثقة من دون نتائج ملموسة.
وبحسب مصادر مطّلعة على أجواء زياراتها، فإنّ امتعاض أورتاغوس تضاعف مؤخراً نتيجة تجاهل الدولة اللبنانية للإشارات السياسية السريعة التي تشهدها المنطقة،
بدءاً من القمة الخليجية الأميركية في الرياض، وصولاً إلى التفاهمات الجديدة التي ترسم خريطة توازنات الشرق الأوسط.
مقعد لبنان الشاغر… وخسارة الفرص
لبنان، البلد المؤهل تاريخياً وثقافياً للعب دور استراتيجي في التفاهمات الغربية–العربية،
اختار أن يبقى في مؤخرة القطار، بل وخلف سوريا نفسها، التي نالت جرعة دعم مفاجئة في القمة السعودية.
مصادر مقربة من أورتاغوس كشفت أنّ المصافحة الرمزية بين دونالد ترامب وأحمد الشرع في الرياض، كان يمكن أن تكون “ثلاثية” لو عرف لبنان كيف يستثمر الفرص.
لكن الواقع شيء آخر: هيمنة حزب الله على القرار الرسمي وشلل الدولة عن التحرك السيادي.
الحزب يحاول تأميم الخسارة
تحذّر أوساط قريبة من واشنطن من أن حزب الله، الذي قضم السلطة حين كان قوياً، يحاول الآن تعميم خسائره على الدولة بعد انكشافه إقليمياً.
منطق “وحدي في الربح وشريك في الهزيمة” لم يعد مقبولاً لا عربياً ولا دولياً، خصوصاً مع تصاعد التنسيق الأميركي – السعودي حول لبنان، عبر التواصل المستمر بين أورتاغوس والأمير يزيد بن فرحان.
مفاوضات إيران… لا عزاء لحلفائها
رهانات “الحزب” على مفاوضات طهران – واشنطن تبدو خاسرة مسبقاً، لأن أي تسوية إيرانية–أميركية مرتقبة ستأتي ضمن ترتيبات إقليمية جديدة، حيث لا مكان للميوعة ولا للمناورات، بل لمعادلة واضحة:
“من معنا ومن علينا.”
إسرائيل تقصف… وأميركا تسأل .. و مورغان أورتاغوس تحذر
من ناحية أخرى، تنظر واشنطن إلى الغارات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب اللبناني ليس فقط كخروقات، بل كمؤشرات على فشل الدولة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، خصوصاً شمال الليطاني.
بينما يتولّى الجيش الإسرائيلي المهمة جنوباً، تبقى الدولة اللبنانية عاجزة، ما يمنح تل أبيب الذريعة للبقاء في النقاط الخمس المتنازع عليها.
وللتذكير، الأميركيون أبلغوا المسؤولين اللبنانيين استعدادهم لضمان انسحاب إسرائيل الكامل،
مقابل تنفيذ لبنان لخطوات سيادية متوازية، منها ترسيم الحدود البرية وتطبيق القرار 1701 بصرامة.
اقتصاد لبنان… بلا إصلاح لا إنقاذ
الشكوى الأميركية لا تقتصر على السياسة والأمن. فالاقتصاد أيضاً في قلب الأزمة.
تشريع قانون رفع السرية المصرفية وحده لا يكفي، تقول أورتاغوس،
إذا لم يُنفَّذ وتُستكمل باقي الإصلاحات، وعلى رأسها إعادة هيكلة المصارف ومعالجة الفجوة المالية التي تنخر الهيكل المالي للدولة.
في منتدى قطر الاقتصادي، كانت أورتاغوس صريحة حين كشفت أن لديها “خطة كبيرة للبنان قد تُغنيه عن صندوق النقد”،
شرط أن يتحوّل إلى بلد جاذب للاستثمارات بدلاً من استنزافه بالمزيد من الديون.
الرسالة الأخيرة من مورغان أورتاغوس : الوقت ينفد!
الرسالة الأميركية واضحة: لا تعافٍ اقتصادياً بلا قرار سيادي.
ولا بيئة آمنة للاستثمار من دون جيش واحد وسلطة واحدة وسلاح شرعي واحد.
ووفق المعطيات، فإن الزيارة المرتقبة لمورغان أورتاغوس إلى لبنان الشهر المقبل ستحمل رسائل حاسمة ونهائية.
فإما أجوبة واضحة وقرارات تُنفّذ على الأرض،
أو سيُفَوّت لبنان الفرصة الأخيرة، ويظل غارقاً في دوامة الأزمات… باختياره.