خارطة التقسيم المسربة تثير القلق وتكشف خطة السيطرة الكاملة !!

Telegram     WhatsApp
خارطة التقسيم المسربة

خارطة التقسيم المسربة

في ظل تصعيد عسكري مستمر على قطاع غزة،

كشفت تسريبات دبلوماسية خطيرة عن خريطة إسرائيلية توضح خطة جديدة يُزعم أنها تمثل “المرحلة الثالثة” من العمليات، تحت عنوان “السيطرة الكاملة على غزة”،

والتي تحمل في طياتها مؤشرات مقلقة عن توجهات مستقبلية تهدد بتقسيم القطاع فعليًا إلى مناطق معزولة.

خطة إسرائيلية لتقسيم غزة، اليكم خارطة التقسيم المسربة

بحسب ما نقلته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية عن دبلوماسيين مطلعين،

تُظهر الخريطة المسرّبة تقسيم غزة إلى ثلاث مناطق مدنية خاضعة لسيطرة مشددة، مفصولة عن بعضها بأربع مناطق عسكرية مغلقة مخصصة للقوات الإسرائيلية.

يُمنع على المدنيين الانتقال بين هذه المناطق إلا بتصريح أمني، ما يعزز القلق من تطبيق سياسة فصل دائم قد ترسخ واقعاً جديداً على الأرض.

ممرات عسكرية تقسم القطاع

الخريطة تشير إلى نية إسرائيل بناء ممر عسكري جديد يمتد من جنوب غزة إلى وسطها، ضيّق نسبياً مقارنة بممر نتساريم القائم حالياً، والذي يبلغ عرضه نحو 4 كيلومترات.

الهدف الظاهر من هذا الممر هو تسهيل حركة القوات الإسرائيلية ومنع أي تواصل بين المناطق المدنية المختلفة.

يُتوقع، بحسب التسريبات، أن تبدأ الجرافات العسكرية بتسوية الأرض خلال الأسابيع القادمة،

تمهيداً لبناء البنية التحتية الخاصة بالممر العسكري الجديد،

ما يؤكد وجود نية إسرائيلية لتغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافية للقطاع بشكل فعلي.

منطقة عازلة أوسع ومواقع توزيع مساعدات

الخريطة المسرّبة تظهر أيضاً توسيعاً للمنطقة العسكرية شمال غزة،

خصوصاً فوق بيت لاهيا وبيت حانون، وذلك لإفساح المجال لإنشاء طرق عسكرية ومناطق تمركز.

يحيط بكامل القطاع شريط أبيض عريض، يُمثّل منطقة عازلة موسعة بين إسرائيل وغزة،

ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات العزل والاحتواء.

اللافت في الخريطة وجود ما يصل إلى 12 موقعاً داخل المناطق المدنية يُرجح أن تكون مخصصة لتوزيع المساعدات الإنسانية.

هذه المواقع ستُدار، بحسب الصحيفة البريطانية، من قبل شركات خاصة تُشرف عليها القوات الإسرائيلية،

في خطوة أثارت انتقادات حادة من المنظمات الإنسانية،

واعتُبرت محاولة للسيطرة على توزيع الغذاء والمساعدات بما يخدم الأجندة العسكرية.

“عربات جدعون”: الهجوم البري الشامل يبدأ وهذه خارطة التقسيم المسربة

أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا بدء “عملية برية واسعة” في شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن ما يُعرف باسم “عملية عربات جدعون”.

ووفق البيان الصادر عن الجيش، تهدف العملية إلى توسيع نطاق السيطرة وتكثيف الضربات البرية بعد شهور من العمليات الجوية المكثفة.

مفاوضات متعثرة في الدوحة

بالتزامن مع التصعيد، انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية مصرية – قطرية – أمريكية.

إلا أن المصادر من الجانبين أكدت أن المحادثات لم تُحرز أي تقدم ملموس، وسط تشدد في المواقف واستمرار العمليات العسكرية على الأرض.

الموقف الدولي: صمت حذر وانتقادات خجولة

ورغم المطالبات الدولية المستمرة بوقف إطلاق النار،

لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي واضح من الولايات المتحدة بشأن الخريطة المسرّبة،

التي اعترفت بها مصادر دبلوماسية على أنها جزء من خطة تم تداولها بالفعل خلال اجتماعات مغلقة.

الولايات المتحدة، التي تؤدي دور الوسيط في المفاوضات،

تواجه انتقادات واسعة من منظمات حقوقية بسبب دعمها اللامحدود لإسرائيل وعدم فرضها شروطاً لوقف إطلاق النار.

كما أن الخطة، بحسب مراقبين، قد تنسف أي أمل في إعادة إعمار غزة أو تحقيق حل سياسي دائم.

هل نحن أمام مرحلة جديدة من الاحتلال؟

وفقاً لمحللين سياسيين، فإن الخطة الإسرائيلية المسرّبة تكشف عن تحول خطير في طبيعة العمليات العسكرية،

من مجرد “اجتياح مؤقت” إلى واقع تقسيمي دائم على الأرض.

ففرض قيود حركة، وبناء ممرات عسكرية، وتحويل المدنيين إلى “كتل سكانية” محصورة تحت رقابة مشددة، يُعدّ فعلياً نوعاً من إعادة الاحتلال بأدوات جديدة.

انعكاسات إنسانية كارثية

إذا ما تم تنفيذ هذه الخطة، فإن سكان غزة – الذين يتجاوز عددهم 2 مليون نسمة – سيكونون محصورين في جيوب سكانية معزولة،

تحت رقابة عسكرية دائمة، وبلا أي ضمانات لحرية التنقل أو الوصول إلى الخدمات الأساسية.

هذا الوضع، إن تحقق، قد يُمهّد لموجة نزوح جديدة، ويجعل من أي حديث عن “حل الدولتين” مجرد سراب.


خارطة التقسيم المسربة

إسرائيل تخطو بخطى واضحة نحو فرض واقع جغرافي وأمني جديد في غزة،

تحت غطاء العمليات العسكرية والمساعدات الإنسانية.

والخريطة المسرّبة، إن كانت حقيقية، تكشف نوايا لتقسيم القطاع عمليًا وعزله،

في وقت تُغلق فيه أبواب الحلول السياسية ويتراجع الأفق الإنساني.

بين صمت دولي، وتعثر في المحادثات، وتصعيد على الأرض،

تبقى غزة رهينة مشهد غامض يُنذر بالمزيد من الدمار والانقسام.

هل سيتحقق هذا السيناريو؟ أم أن الضغوط الدولية ستوقف تنفيذ الخطة قبل فوات الأوان؟

المصدر: لبنان اليوم