لبنان اليوم

رودريغو يتمرد على ريال مدريد

في تطور مثير أثار جدلاً واسعًا بين جماهير ريال مدريد، كشفت تقارير صحفية إسبانية أن النجم البرازيلي رودريغو غوس يعيش واحدة من أصعب فتراته الكروية داخل أسوار النادي الملكي. اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا يبدو في طريقه إلى الرحيل، وسط توتر متصاعد بينه وبين إدارة النادي والجهاز الفني، خاصة بعد رفضه المشاركة في الكلاسيكو الأخير أمام برشلونة.

رودريغو يتمرد على ريال مدريد ويغيب عن الكلاسيكو ويشعل الجدل

أكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية المقرّبة من النادي الملكي أن رودريغو لم يكن مجرد مستبعد من تشكيلة الفريق، بل اتخذ قرارًا شخصيًا بعدم المشاركة في لقاء الكلاسيكو الذي جمع ريال مدريد بغريمه التقليدي برشلونة يوم الأحد الماضي، وانتهى بفوز برشلونة 4-3. واعتبرت الصحيفة أن رفض رودريغو اللعب “تصعيد خطير” من اللاعب البرازيلي، ما يشير إلى وجود خلافات حقيقية داخل غرفة الملابس.

هذا القرار لم يأتِ من فراغ، إذ يشعر رودريغو بتراجع مكانته في الفريق منذ بداية الموسم، خاصة مع بروز أسماء لامعة في التشكيلة الأساسية مثل جود بيلينغهام والوافد الجديد كيليان مبابي، بالإضافة إلى استمرار تألق مواطنه فينيسيوس جونيور.

بداية التهميش: من بطل إلى مقاعد البدلاء

منذ انتقاله إلى ريال مدريد في عام 2019 قادمًا من نادي سانتوس البرازيلي في صفقة بلغت قيمتها 45 مليون يورو، اعتبر رودريغو أحد أعمدة الفريق الهجومية. تمكن من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية، وكان له دور بارز في العديد من البطولات، خاصة دوري أبطال أوروبا.

لكن مع قدوم بيلينغهام في صيف 2023، ثم توقيع النادي مع كيليان مبابي في صيف 2024، بدأت أدوار رودريغو تقل تدريجيًا. ووفقًا لـ”ماركا”، فإن اللاعب يشعر بأن إدارة النادي لم تعد ترى فيه مشروعًا طويل الأمد، خصوصًا في ظل اعتماد المدرب كارلو أنشيلوتي -ومن بعده تشابي ألونسو المتوقع أن يتسلم المهمة الموسم المقبل- على ثلاثي هجومي يتكون من مبابي، فينيسيوس، وبيلينغهام.

رودريغو يتمرد على ريال مدريد وتدهور العلاقات داخل الفريق

إلى جانب تراجع دوره الفني، تحدثت الصحيفة عن توتر العلاقة بين رودريغو وزملائه، وتحديدًا مع فينيسيوس جونيور. كان اللاعبان يمثلان مستقبل البرازيل في ريال مدريد، لكن التنافس بينهما على مركز أساسي ألقى بظلاله على علاقتهما الشخصية.

كما أن اللاعب بات يشعر بأنه محاصر نفسيًا، بعد أن فقد الثقة من الجهاز الفني ولم يعد يتلقى الدعم الجماهيري الذي اعتاد عليه. ووفق تقارير أخرى، فإن رودريغو يلتزم منزله مؤخرًا ويبتعد عن الأنشطة العامة، ما يعكس حجم الإحباط الذي يعيشه.

أرقام رودريغو مع ريال مدريد: موسم متذبذب وإنجازات لافتة

رغم الأزمة الحالية، فإن أرقام رودريغو في الموسم الجاري لا تزال جيدة نسبيًا. فقد شارك في 50 مباراة في جميع البطولات، سجل خلالها 13 هدفًا وقدم 10 تمريرات حاسمة. أما على مستوى مسيرته الكاملة مع ريال مدريد، فقد خاض 267 مباراة، أحرز فيها 68 هدفًا وصنع 50.

تُوج رودريغو مع النادي بـ13 لقبًا، أبرزها:

• الدوري الإسباني: 3 مرات
• دوري أبطال أوروبا: مرتان
• كأس السوبر الأوروبي: مرتان
• كأس العالم للأندية: مرة واحدة

لكن هذه الإنجازات لم تكن كافية لضمان استمراره مع الفريق، في ظل التغييرات الهيكلية التي يشهدها النادي استعدادًا للموسم الجديد.

هل يرحل رودريغو في صيف 2025؟

تشير كل المؤشرات إلى أن رحيل رودريغو عن ريال مدريد بات وشيكًا. فقد أصبح خارج حسابات المدرب، وتدهورت علاقته بزملائه، كما يشعر بأن مشروع النادي الجديد لم يعد يشمله. وذكرت الصحف الإسبانية أن اللاعب يفكر بجدية في العروض المقدمة من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الفرنسي، حيث يمكنه استعادة مكانته الأساسية بعيدًا عن الضغوطات التي يواجهها في مدريد.

من المرجح أن يكون الصيف المقبل حاسمًا في مسيرة رودريغو، خصوصًا مع توجه إدارة النادي إلى بيع بعض اللاعبين لتمويل خطط تجديد التشكيلة. وفي ظل القيمة السوقية المرتفعة التي لا يزال يتمتع بها، قد يكون انتقاله فرصة لكل الأطراف.

لاعب مظلوم أم قرار فني؟

قضية رودريغو تفتح الباب مجددًا أمام النقاش حول طريقة تعامل الأندية الكبرى مع نجومها، خاصة أولئك الذين قدّموا الكثير في سن مبكرة. فهل يتم تهميشهم ببساطة عند ظهور أسماء جديدة؟ أم أن رودريغو لم يستغل الفرص التي أتيحت له هذا الموسم بالشكل الأمثل؟

يبقى مستقبل اللاعب مرهونًا بالأسابيع القليلة المقبلة. وإذا لم يحدث أي تغير جذري في العلاقة بينه وبين النادي، فإن جماهير ريال مدريد قد تودع أحد أبرز المواهب البرازيلية التي تألقت على أرضية “سانتياغو برنابيو”.