اعادة الانتخابات في طرابلس ؟؟ صرخة من “لادي” وسط تجاوزات فاضحة
مايو 13, 2025

اعادة الانتخابات في طرابلس
اعادة الانتخابات في طرابلس ؟؟ ان مطالبة “لادي” بإعادة الانتخابات في طرابلس ليست مجرد صرخة من جمعية مجتمع مدني.
اطلقت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي) نداءً صريحًا يدق ناقوس الخطر،
مطالبةً بـإعادة الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة طرابلس،
بعد مرور أكثر من يومين على انتهاء الاقتراع دون صدور نتائج رسمية،
وسط تقارير مقلقة عن مخالفات وتجاوزات وصفتها بـ”الخطيرة” و”الفاضحة”.) نداءً صريحًا يدق ناقوس الخطر،
مطالبةً بـإعادة الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة طرابلس، بعد مرور أكثر من يومين على انتهاء الاقتراع دون صدور نتائج رسمية، وسط تقارير مقلقة عن مخالفات وتجاوزات وصفتها بـ”الخطيرة” و”الفاضحة”.
هذا الموقف غير المسبوق من جمعية رقابية معروفة بحياديتها، يعكس تدهورًا خطيرًا في العملية الديمقراطية في واحدة من أكبر وأهم المدن اللبنانية،
ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى شفافية الانتخابات البلدية الأخيرة ومدى احترامها للمعايير الأساسية للنزاهة والعدالة.
تأخير إعلان النتائج.. مؤشّر أول على الفوضى
منذ إغلاق صناديق الاقتراع مساء الأحد 11 أيار 2025، لم تُعلن بعد النتائج الرسمية للانتخابات في طرابلس،
ما أثار استغرابًا كبيرًا في الأوساط السياسية والشعبية. هذا التأخير، وفق ما أشارت إليه “لادي”،
لم يكن سوى البداية، إذ سرعان ما تكشّفت سلسلة من التجاوزات والإخلالات التي شابت مختلف مراحل العملية الانتخابية،
بدءًا من تحضيرات ما قبل الاقتراع وصولًا إلى عمليات الفرز وإعلان النتائج.
حرمان مندوبي لوائح من التصاريح: ضرب للشفافية
أحد أبرز المخالفات التي رصدتها “لادي” تمثّل في منع بعض مندوبي اللوائح المتنافسة من الحصول على التصاريح اللازمة لمواكبة العملية الانتخابية داخل الأقلام ومراكز الفرز.
هذه الممارسات تشكل، بحسب البيان، انتهاكًا صريحًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين،
وتُضعف الرقابة الشعبية على مجريات التصويت، مما يفتح الباب أمام شبهات التلاعب والتزوير.
أخطاء جسيمة في الفرز وإعادة عدّ الصناديق فهل تتم اعادة الانتخابات في طرابلس ؟
تؤكد “لادي” أن مرحلة الفرز شهدت فوضى لافتة، حيث اضطر المسؤولون إلى إعادة فرز العديد من الصناديق نتيجة أخطاء واضحة في العدّ،
وهو ما يطرح تساؤلات عن كفاءة العاملين في لجان القيد وعن مدى تدريبهم وجاهزيتهم لإدارة هذا الاستحقاق الحساس.
وفي هذا السياق، حذرت الجمعية من أن مثل هذه الأخطاء ليست مجرد خلل إداري،
بل تمسّ جوهر العملية الانتخابية وتمسّ بشرعية النتائج، خاصة في حال كانت الفروقات بين اللوائح المتنافسة ضئيلة.
هل سقطت الانتخابات في طرابلس عن معايير “الحرّة والنزيهة”؟
بناءً على رصد ميداني شامل من قبل مراقبيها المنتشرين في أقلام الاقتراع، أكدت “لادي” أن ما جرى في طرابلس لا يرقى إلى مستوى الانتخابات الحرة والنزيهة التي ينص عليها الدستور اللبناني والمعايير الدولية. وشددت على أن هذه التجاوزات المتكررة تُفقد العملية برمتها شرعيتها وتُقوّض ثقة الناخبين بها.
المطالبة ب اعادة الانتخابات في طرابلس : حل ضروري أم مغامرة سياسية؟
انطلاقًا من هذا الواقع، دعت “لادي” بوضوح إلى إعادة الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس بالكامل،
معتبرة أن هذا الخيار هو السبيل الوحيد لاستعادة ثقة المواطنين وضمان انطلاق عمل بلدي فعّال خلال السنوات الست المقبلة.
لكن تبقى هناك تساؤلات سياسية وقانونية حول قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ هذا المطلب،
في ظل تعقيدات إدارية وسياسية، وضعف الإمكانات المالية والتنظيمية.
اعادة الانتخابات في طرابلس وحدها لا تكفي.. التصحيح الجذري مطلوب
شدّدت الجمعية على أن إعادة الانتخابات يجب ألا تكون مجرد تكرار تقني لما جرى، بل يجب أن تترافق مع تصحيح جذري وشامل لكل العيوب التي شابت هذا الاستحقاق. وتحديدًا، دعت إلى:
- تدريب شامل وفعّال لموظفي الأقلام ولجان القيد.
- ضمان المشاركة الكاملة لجميع مندوبي اللوائح، دون استثناء.
- تطبيق صارم لمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين.
- ضمان الشفافية الكاملة في مراحل الاقتراع والفرز.
دور القضاء: مسؤولية المساءلة والمحاسبة
دعت “لادي” في بيانها إلى تحمّل السلطة القضائية مسؤوليتها في متابعة هذه التجاوزات، وفتح تحقيقات شفافة ومحاسبة كل من يثبت تورّطه أو تقصيره. وشددت على ضرورة أن تكون الانتخابات أداة لإعادة الثقة بين الدولة والمواطنين، لا مناسبة لزيادة الشرخ والانقسام.
الانتخابات البلدية محطة أساسية لإعادة بناء الدولة
تؤكد “لادي” أن الانتخابات البلدية والاختيارية ليست فقط مناسبة محلية، بل ركيزة أساسية في إعادة بناء الدولة ومؤسساتها،
خصوصًا في ظل حالة الانهيار الإداري والسياسي التي تعاني منها البلاد. ومن هذا المنطلق،
فإن أي تشويه لهذا الاستحقاق هو ضرب مباشر لمشروع الدولة والمؤسسات.
طرابلس نموذج أم تحذير؟
ما جرى في طرابلس لا يجب أن يُنظر إليه كحادثة معزولة، بل كمؤشر خطير على تآكل بنية الديمقراطية اللبنانية،
إذا لم يتم تداركه بسرعة. فطرابلس، باعتبارها ثاني كبرى مدن لبنان،
تُشكّل نموذجًا مصغّرًا عن التحديات التي تواجه الانتخابات في باقي المناطق،
ما يجعل من ضرورة المحاسبة والإصلاح مسألة وطنية وليست محلية فقط.
هل من يستجيب لنداء “لادي”؟
إن مطالبة “لادي” بإعادة الانتخابات في طرابلس ليست مجرد صرخة من جمعية مجتمع مدني،
بل نداء وطني ينبه إلى خطر محدق بالديمقراطية اللبنانية. فهل تتجاوب الجهات المعنية — لا سيما وزارة الداخلية والسلطة القضائية — مع هذا النداء، أم يُترك المواطن الطرابلسي مجددًا رهينة العبث الانتخابي؟
في بلد تُعتبر فيه الانتخابات من آخر مظاهر الحياة الديمقراطية المتبقية، تبقى الشفافية والمساءلة جوهرًا لا يمكن التهاون فيه، إن أردنا مستقبلًا انتخابيًا نزيهًا يعيد للمواطن إيمانه بالدولة.