الوجه المظلم للعلاقات العاطفية مع الذكاء الاصطناعي

Telegram     WhatsApp

في زمنٍ بات فيه الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد تقنية، تحوّلت بعض الروبوتات إلى ما يشبه “شركاء عاطفيين” للبشر، تُحاكي التعاطف، تُجيد الإصغاء، وتُقدّم دعماً نفسياً على مدار الساعة. لكن، وراء هذا الحضور الدائم والودّ الظاهري، يختبئ خطر خفي يُهدد جوهر العلاقات الإنسانية.

دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، سلّطت الضوء على تصاعد ظاهرة التعلّق العاطفي بأنظمة الذكاء الاصطناعي، محذّرة من تداعيات نفسية واجتماعية وأخلاقية قد تكون كارثية.

أصدقاء مثاليون… ومضلّلون!

قدرة الذكاء الاصطناعي على تقمّص دور الصديق أو الشريك العاطفي تكمن في محاكاته للرعاية والاهتمام. ولكن هذه العلاقة، رغم سهولتها وجاذبيتها، تقوم على وهم. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك مشاعر، ولا ضميراً أخلاقياً، ولا مسؤولية قانونية.

المخاطر تتجاوز الانجذاب العاطفي، لتشمل:

  • نشر معلومات مغلوطة (هلوسات الذكاء الاصطناعي) تُقدَّم بثقة تامة.
  • نصائح خطرة كالتوصية بأدوية غير مرخصة.
  • تعزيز العزلة الاجتماعية عبر الابتعاد عن التفاعل البشري الطبيعي.

الباحث دانييل شانك، الذي قاد الدراسة، وصف هذه الظاهرة بأنها “صندوق باندورا جديد” في العصر الرقمي، يُفتح على عالم من التحديات النفسية والأخلاقية.

الحدود تتلاشى: من دردشة إلى ارتباط عاطفي

مع مرور الوقت، يُسقط المستخدم مشاعره على الروبوت، ويمنحه صفات الشريك المثالي: لا يُصدر أحكاماً، يُصغي دون ملل، ويتكيّف مع حالته النفسية. هذه السهولة تغري الكثيرين بتفضيله على البشر، خصوصاً في لحظات الوحدة أو الألم.

لكن هذا التعلّق قد يؤدي إلى تشوّه إدراك المستخدم للواقع، وخلق توقعات غير واقعية لعلاقات مستقبلية. وفي حالات نادرة ولكن خطيرة، تسببت هذه الروابط في مآسٍ كحالات انتحار.

غياب الضوابط… وتعاظم التأثير

تُركّز أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية على أمر واحد: إطالة مدة التفاعل. لا تهدف إلى دقة المعلومات، ولا سلامة المستخدم، مما يجعلها أكثر تأثيراً من الأخبار والمحتوى التقليدي.

ورغم انتشارها، تفتقر هذه الأنظمة إلى رقابة واضحة أو أُطر مساءلة قانونية، وهو ما يثير قلق الباحثين.

دعوة للتحرك قبل فوات الأوان

يطالب الخبراء بإجراء أبحاث عاجلة حول:

  • التأثير النفسي للعلاقات مع الكيانات الرقمية.
  • الفجوة بين تطور التقنية وبطء التنظيم القانوني.
  • ضرورة إنشاء تشريعات تحمي المستخدمين من التعلّق العاطفي الضار، والتضليل الممنهج، والاستغلال التجاري لعواطف البشر.

ففي عالم يُروَّج فيه للروبوتات كأصدقاء، لا بد أن نتذكّر: هذه الكيانات، مهما بدت قريبة، تظل بلا قلب… ولا ضمير.


يحدث الآن

18:22
الخارجية العمانية: المفاوضات تهدف لاتفاق يضمن خلو إيران من السلاح النووي ورفع العقوبات
17:29
الكرملين: الرئيس بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بدءاً من اليوم حتى 21 نيسان
17:27
عراقجي: الجولة الثالثة من المحادثات النووية الأميركية-الإيرانية ستستضيفها عمان يوم السبت المقبل.
16:38
جنبلاط يردّ على أورتاغوس: “الأميركية القبيحة”
16:34
حركة “حمـ.ـاس” تعلن مقتل العنصر المكلف بحماية الرهينة ألكسندر عيدان
16:30
بدء خروج الوفود من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة من مقر إقامة السفير العماني
14:29
مسيّرة إسرائيلية تلقي قنابل صوتية بالقرب من منازل جاهزة في ميس الجبل جنوب لبنان
13:57
جنبلاط رداً على سؤال حول تعليقه على رد اورتاغوس على كلامه بقولها “المخدرات مضرة وليد”: “لم اطلع عليه”
13:13
علقت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، عبر حسابها على منصة “إكس” على نص مقابلة لرئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط يقول فيها أن شروطها (أورتاغوس) على لبنان مستحيلة، وكتبت أورتاغوس: “المخدرات مضرة وليد”.

حمل تطبيق الهاتف المحمول