وقال: “إذا كان بوتين جادًا بشأن السلام، فالأمر بسيط للغاية: عليه أن يوقف هجماته البربرية على أوكرانيا ويوافق على وقف إطلاق النار”. لكن لا يبدو أن أيًا من النتيجتين مرجح، فبوتين يدّعي أنه منتصر. إذاً، لماذا يتوقف الآن ويعترف بالفشل بعد أن ضحى بحياة مليون شخص؟ إن مطالب الرئيس الروسي بمعالجة ما يسميه “الأسباب الجذرية” للحرب غير مقبولة بتاتًا. فهو يريد عودة الناتو إلى حدود عام 1997، مع انسحاب كل دول البلطيق وفنلندا والسويد. ويريد دمجًا كاملًا للأراضي المحتلة في روسيا، واعترافًا دوليًا بذلك. كما ويصر على عدم وجود قوات تابعة للناتو في أوكرانيا. أضف إلى ذلك، أنه يطالب بإعادة دمج أوكرانيا بأكملها في روسيا، وفصل الولايات المتحدة عن أوروبا”. 

وبحسب الصحيفة، “لقد حقق بوتين تقريبًا آخر هذه الأهداف، وتُقدّر وكالات الاستخبارات الغربية أنه يعتقد أنه قادر على تحقيق هدفه الرئيسي، لا سيما وأنه يحقق تقدمًا على طول معظم خط التماس. في الحقيقة، لقد تجاوز عدد الضحايا الروس مؤخرًا المليون، ويعلم بوتين أنه سيشهد صحوة عارمة مع “أمهات روسيا” بمجرد أن تهدأ رياح هذه الحرب، وسيسعى جاهدًا لاستغلال هذه اللحظة قدر الإمكان. إنه يُدرك تمامًا أن الأمهات الثكالى هنّ من أجبرن الكرملين على هزيمة نكراء والانسحاب من أفغانستان عام 1984 بعد أن تكبد الجيش الروسي 17 ألف قتيل”.

وتابعت الصحيفة، “على المملكة المتحدة وأوروبا، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو من دونه، دراسة كل الخيارات. لا يتفاعل بوتين إلا مع القوة. إن فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا أو نشر قوات الناتو على الأرض كفيلٌ بمنع التقدم الروسي غربًا. ولن يفكر بوتين جديًا في السلام إلا عندما يعلم أن الغرب سيلتزم التزامًا كاملًا بهذه المعركة. معظم من يدرسون بوتين وروسيا بتفصيل في أوروبا يعلمون أنه لن يتوقف عند أوكرانيا إذا استولى على كييف. في الواقع، يريد إعادة بناء الاتحاد السوفيتي، وقد قال ذلك لكل من كلف نفسه عناء تحليل خطاباته اللاذعة المتكررة على مر السنين. في الواقع، يبدو أن اهتمام ترامب الرئيسي بأوكرانيا هو تحقيق ربح سريع من المواد الأرضية النادرة في كييف. ومع ذلك، قال بوتين إن الرئيس الأميركي يستطيع الحصول عليها على أي حال”. 

وأضافت الصحيفة، “إن “الأسباب الجذرية” للصراع التي ذكرها بوتين هي ببساطة تفسير الكرملين لتوسع الناتو. لا يمكن لموسكو أن تقبل بأن يكون للدول الأخرى سلطة، كما ولا يمكن أن تقبل أن توسع الناتو مدفوع بسلوك روسيا المتسلط تجاه جيرانها، وليس لأن الحلف توسعي بطبيعته. لا يريد بوتين السلام، فهو لا يزال يسعى إلى تحقيق نصر كامل في أوكرانيا، ويعتقد أنه قادر على تحقيقه. إن الغرب بحاجة إلى فهم حقيقة موقف بوتين والتخطيط بناءً عليه”.