لدى نتنياهو الكثير ليكسبه من استمرار الحرب

Telegram     WhatsApp

ذكر موقع “Responsible Statecraft” الأميركي أن “اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على وشك الانهيار، لأسباب كانت متوقعة عندما تم التوصل إلى الاتفاق في كانون الثاني. وبعد مرحلة أولية استمرت ستة أسابيع، وانتهت للتو، تصور الاتفاق مرحلتين ثانية وثالثة من شأنها أن تشهد إطلاق سراح المزيد من الرهائن من قبل الجانبين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وخطة إعادة الإعمار. ولكن هذه الأجزاء من الاتفاق كانت مجرد خطوط عريضة أو بيانات عن الأهداف، مع الحاجة إلى مزيد من المفاوضات لحل كل التفاصيل. في الواقع، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه أسباب شخصية وسياسية قوية لإبقاء إسرائيل في حالة حرب، بما في ذلك حاجته إلى الحفاظ على ائتلاف مع اليمين المتطرف في حكومته التي تتمثل سياستها في غزة في القضاء على جميع الفلسطينيين في القطاع”.

وبحسب الموقع، “لنتنياهو الحوافز لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن يصبح من الممكن تنفيذه على نحو يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية. إن هذا التخريب جار على قدم وساق. فقد انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً طوال المرحلة الأولى بهجمات جوية وبرية أسفرت عن سقوط ضحايا. ومع عدم استسلام حماس للإغراء بالرد بأعمال عدائية شاملة، يحاول نتنياهو الآن التخلص من المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق واستبدالهما بشيء أكثر إرضاءً لإسرائيل. وبدلاً من التفاوض على تفاصيل المرحلة الثانية، كما يقتضي الاتفاق، يدفع نتنياهو بصيغة تتضمن وقف إطلاق نار لمدة خمسين يوماً، يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول نهاية هذه الفترة. وفي ظل عدم وجود أي بند في اقتراح نتنياهو بشأن الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة أو وقف دائم للأعمال العدائية، فإن هذه الصيغة تشكل بكل وضوح رفضاً واضحاً من جانب حماس، وسوف يعني هذا تخليها عن أوراق المساومة المتبقية لديها دون مقابل. ووصفت حماس اقتراح نتنياهو بأنه “محاولة مكشوفة للتنصل من الاتفاق والتهرب من المفاوضات في مرحلته الثانية”.”

وتابع الموقع، “في غضون ذلك، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى لاتفاق كانون الثاني. ففي الأسبوع الماضي أشارت إسرائيل إلى أنها لن تسحب قواتها، كما هو منصوص عليه في الاتفاق، من ممر فيلادلفيا، وهي منطقة تقع على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. وفي هذا الأسبوع بدأت إسرائيل في منع دخول كل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. إن الحوافز التي تدفع نتنياهو إلى استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة بدلاً من التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى سلام دائم لا تزال قوية الآن على الأقل كما كانت في منتصف كانون الثاني. والعامل الأكبر في هذه المعادلة هو احترام إدارة ترامب للتفضيلات الإسرائيلية، حيث أيد التطهير العرقي الكامل لقطاع غزة بقدر ما يؤيده المتطرفون في حكومة نتنياهو. وهؤلاء المتطرفون متحمسون كما كانوا دائماً لاستئناف الهجوم المدمر على سكان قطاع غزة بعد تجويعهم أولاً وقطع الإمدادات من المياه والكهرباء. وبالتالي فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً في الأمد القريب لقطاع غزة هو استئناف الهجوم العسكري الإسرائيلي. ولن يكون لمثل هذا الاستئناف أي فرصة لتحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن المتمثل في “تدمير حماس” أكثر من الأشهر الخمسة عشر السابقة من الدمار”. 

وأضاف الموقع، “أما بالنسبة للسكان المدنيين في غزة، فبالرغم من أي استياء من حماس بسبب قرارها بشن هجوم تشرين الأول 2023 على إسرائيل، فإن هؤلاء المدنيين لم يُمنحوا أي بديل محفز لمواصلة المقاومة. إن الاتفاق الأصلي في كانون الثاني، على الرغم من كل نقاط ضعفه، كان يمثل أفضل ما يمكن للدبلوماسية الدولية أن تنتجه في ذلك الوقت لإدارة مأساة غزة على الفور. والواقع أن حقيقة أن الاتفاق لم يتم التوصل إليه إلا بعد أسابيع عديدة من الوساطة والمفاوضات تظهر أنه كان أقصى ما يمكن انتزاعه من الأطراف، بما في ذلك حماس، على الرغم من الضربات التي تلقتها خلال أكثر من عام من الحرب. والواقع أن الولايات المتحدة تتمتع بالنفوذ، وخاصة في ضوء مساعداتها العسكرية الضخمة لإسرائيل، لخلق الحوافز اللازمة لإبقاء الاتفاق ساريا وإحداث مفاوضات جادة بشأن المرحلتين الثانية والثالثة، ومن الواضح أن إدارة ترامب لا تستخدم هذا النفوذ. وفي الواقع، نتنياهو يقول إن صيغته البديلة لوقف إطلاق النار المؤقت دون إنهاء دائم للأعمال العدائية وعدم انسحاب إسرائيلي كانت إطارا اقترحه مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف”. 

وبحسب الموقع، “إن هذا التحول الذي اتخذته الإدارة الأميركية، فضلاً عن التداعيات المترتبة على معاناة أهل غزة، يحمل في طياته تداعيات على صدقية الولايات المتحدة. ذلك أن قيام الأخيرة بالمساعدة في تدمير اتفاق كانت قد ساعدت في التفاوض عليه من شأنه أن يؤدي إلى تضخيم الشكوك الأجنبية، والتي كانت موجودة بالفعل حول قدرة الولايات المتحدة واستعدادها للالتزام بتعهداتها. وإذا كان من الواجب أن نفكر في بدائل لاتفاق كانون الثاني بشأن غزة، فلا بد وأن ننظر إلى ما تفعله الدول العربية. فقد واجه العرب بعض التحديات في محاولة توحيد صفوفهم، ويرجع هذا في الأساس إلى اختلاف مواقفهم تجاه حماس والإسلام السياسي عموماً، ولكنهم في اجتماع القمة الذي عقد مؤخراً في القاهرة أيدوا خطة مصرية تتناول إعادة الإعمار والإدارة المؤقتة لقطاع غزة”.

وتابع الموقع، “لقد تجاهلت إدارة ترامب الاقتراح المصري وأكدت دعمها لفكرة الرئيس الأميركي بشأن ريفييرا في غزة. كما كرر المتحدث باسم البيت الأبيض الخط الغريب للإدارة بأن “غزة غير صالحة للسكن حاليًا”. لقد أكد البيت الأبيض هذا الأسبوع أن الإدارة عقدت محادثات سرية مع حماس، في اتصال ركز بوضوح على إطلاق سراح الرهائن وخاصة الأميركيين منهم. وحقيقة أن المسؤول الأميركي المعني كان الممثل الخاص لشؤون الرهائن وليس ويتكوف تشير إلى مثل هذه الأجندة. ولا يوجد ما يشير إلى أن موقف الإدارة الأوسع نطاقا قد تغير، حيث أصدر الرئيس ترامب بيانا عدوانيا يهدد فيه حماس ويقول إنه “يرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة” في غزة. ورغم أن الاقتراح المصري يستحق الاهتمام للتعامل مع الموقف الفوري، فإن الدعوات إلى أن يتقدم العرب بأفكارهم الخاصة غريبة إلى حد ما نظرا لأن جامعة الدول العربية أنتجت قبل أكثر من عقدين من الزمان اقتراح سلام يقدم السلام والاعتراف الكامل بإسرائيل من قبل كل الدول العربية إذا أنهت تل أبيب احتلالها للأراضي الفلسطينية وقبلت بدولة فلسطينية. ولا يزال هذا الاقتراح على الطاولة”. 

 


يحدث الآن

01:45
لا يوجد اي اشتباك مباشر حتى اللحظة بين جبل محسن وباب التبانة والرصاص الذي يسمع مصدره الجيش اللبناني لضبط الوضع
01:25
اتصالات مكثفة بين المجلس الاسلامي العلوي في طرابلس والحكومة اللبنانية وقادة الاجهزة الامنية لضبط الوضع في طرابلس حي البقار
23:57
الرياضي يفوز على الحكمة بفارق ٢٧ نقطة فقط لا غير
23:33
تصاعد الهجمات على حواجز ومراكز الامن العام في دير الزور بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قسد والفصائل الموالية
23:31
حملات إعتقال بحق السوريين المتواجدين في العراق المناصرين والمؤيدين للحملات العسكرية بسوريا من قبل قوات الأمن العراقية
23:29
الجيش الاسرائيلي يتوغل بتجاه صيصون الآن بريف درعا الغربي
23:21
“فوكس نيوز” عن شهود عيان في سوريا: تقديرات بأن 4000 مواطن قد قُتلوا في المناطق الساحلية السورية
23:07
البيت الأبيض ردًّا على رفض إيران دعوة ترامب للمفاوضات: إيران يمكن التّعامل معها عسكريًّا أو من خلال إبرام اتفاق ونأمل أن تضع شعبها ومصالحها العليا فوق الإرهاب.
22:43
مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للدوحة يوم الاثنين في محاولة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

حمل تطبيق الهاتف المحمول