نهفات لم ترصدها كاميرات المجلس!

Telegram     WhatsApp

في لبنان، حيث لا تخلو السياسة من المفاجآت، انعقدت جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة نواف سلام، وسط أجواء جمعت بين الجدية والمرح، لكن خلف الأرقام الخاصة بمنح الثقة، تحوّلت القاعة إلى مشهد أقرب إلى مدرسة، حيث تنافس النواب بين متابعة النقاش… وتصحيح المسابقات!

جرس… استراحة… حسابات!
بدت جلسة الثقة كأنها يوم دراسيّ طويل: جرس لبدء الجلسة، جرس للاستراحة، وآخر لاستدعاء “الطلاب” إلى مقاعدهم، وبينما قرأ رئيس الحكومة البيان الوزاريّ، انقسم النواب بين من يتابع بدقة وكأنه أمام امتحان مصيري، ومن غرق في عالمه الخاص.
ولأنّ الوقت محدود، قرّر “الناظر” نبيه بري تقليص المداخلات، ما أشعل موجة من الاجتهادات الحسابية. بعض النواب فتحوا تطبيق الـCalculator بجدية لاحتساب دقائقهم، وكأنهم يخشون أن ينتهي الوقت قبل تسليم “ورقة الإجابة”!

ناظر المجلس… بالورقة والقلم!
برّي لم يكتفِ بدور المنظم بل تصرّف كناظر صارم، مقاطعاً كلّ من تجاوز “الحدّ الزمني”. بل لجأ إلى تمرير ملاحظاته المكتوبة عبر أعضاء المكتب، في مشهد أعاد للأذهان ملاحظات الناظر المرسلة بالسرّ للمعلمين.

نوّاب بـ “دوام جزئي”!
ومن الطرائف، شوهد أحد نواب “حزب اللّه” يصحّح مسابقات طلابه في الجامعة خلال الجلسة. أمّا البعض الآخر، فاختار الترفيه بأسلوبه الخاص: نائب انشغل بلعبة Candy Crush، وآخر فضّل الشطرنج، وكأنهم يتعاملون مع الجلسة على أنها استراحة بين الحصص!

مصافحة؟ مش للجميع!
وفي لقطة مليئة بالرسائل، تجاهلت النائبة بولا يعقوبيان إلقاء التحيّة على رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد بوضوح، مفضّلة تحيّة وزير العدل. هذا التجاهل بدا متعمّداً، خصوصاً أنها سبق وصافحته عند صعودها المنصّة.

طلاب في رحلة ميدانية… ولكن!
على هامش الجلسة، جلس عشرون طالباً من كلية العلوم السياسية يراقبون المشهد من الـbalcon يومي الثلثاء والأربعاء، لكنّ حماستهم لم تصمد طويلاً، إذ بدأ الملل يتسلّل إليهم مع المداخلات الطويلة، إلى أن أنقذتهم المشاحنات الكلامية التي انتزعت منهم ضحكات خافتة.

التكنولوجيا… في خدمة “الدرس”!
وبينما التزم بعض النواب بالأوراق التقليدية، ظهر آخرون وهم يعتمدون على الأجهزة اللوحية لمتابعة البيان الوزاري. أمّا النائب جهاد الصمد، فاختار وسيلته الخاصة للتركيز: تسبيح مستمرّ بالمسبحة، والتي سقطت منه مراراً ليعيد جمعها بهدوء.

من الشوكولا إلى الـ “Halls”
يبدو أن الجلسات تحوّلت إلى كرنفال حلويات بامتياز، فبعد أن غابت إحدى النائبات مطلع اليوم الثاني للجلسة، افتقد زملاؤها كيس الشوكولا الشهير الذي وزّعته بسخاء في اليوم الأول، لكنّ الفراغ لم يدم طويلاً، إذ تولّى أحد نواب “اللقاء الديمقراطي” مهمة “الضيافة” هذه المرّة، حيث فتح حقيبته مراراً ليخرج منها علب “هولز” ويوزّعها بكرم على زملائه داخل الكتلة وخارجها وكأن الجلسة لا تكتمل إلّا بنكهة النعناع المنعش.
وفي مشهد آخر، وبينما كانت القاعة مشغولة بالنقاشات، شهدت المنصة خلوة “إقناع” جمعت النائبين سيزار أبي خليل وجورج عطالله مع برّي، حاول الاثنان تقديم مرافعة مطوّلة ليمنح أحدهما فرصة الحديث، لكن برّي، بصرامته المعتادة، قطع الطريق عليهما قائلاً: “باسيل حكي نص ساعة مبارح… بزيادة”.
أمّا المفاجأة، فكانت حضوراً وزارياً كاملاً في اليوم الثاني، على عكس اليوم الأول، حتى وزير المال ياسين جابر، الذي غاب بسبب المرض، عاد مرتدياً كمامة طبية كان يشرح سببها لكلّ من يسأله خلال الاستراحة، وحده وزير الخارجية يوسف رجّي تغيّب قبل ظهر اليوم الثاني للقاء دبلوماسي في القصر الجمهوريّ، كذلك الأمر اغتنم الفرصة برّي وخرج من القاعة ليلتقي في مكتبه وزير خارجية سلطنة عمان، وليأخذ “Break” قصيراً من المداخلات.
تولّى عندها نائب رئيس المجلس الياس بو صعب إدارة الجلسة… فانتهز أحد النواب المناسبة ليستفيد من “واسطة” معيّنة فطلب منه إدراج اسمه على لائحة طالبي الكلام قبل عودة الرئيس برّي… فانفجر الحضور بالضحك. وفي ختام مطلع الجلسة الأخيرة، كسر النائب قبلان قبلان التقاليد، متحدّثاً باسم كتلة “التنمية والتحرير” بدلاً من النائب علي حسن خليل، لكنّه اختصر الكلام تماشياً مع ضغط الوقت و “صرامة الناظر”.

ثقة أو لا ثقة… وثقة ونصف
قبل التصويت على الثقة، كان مجلس النواب تقريباً Full House كون الآلية هي التصويت بالمناداة، وكان لافتاً أن الحكومة حصلت على نصف صوت إضافي من خلال النائب عبد العزيز الصمد الذي قال بصوت مرتفع لحظة التصويت “ثقة ونصف”.
أيضاً خلال عملية التصويت، حاول أحد نواب “حزب الله” لفت النظر إلى إهمال مسألة العائلات المهجّرة من سوريا، فلم يفسح له بري المجال للحديث وأصرّ عليه بالتصويت ثقة او لا ثقة، في حين نهره رئيس كتلته محمد رعد على مرأى من الكاميرات. وبعد منح الثقة لحكومة سلام، وفيما كان النواب يتوجهون لتهنئة الوزراء، قال النائب سليم عون “الله يديم الوفق”.

مجلس أمّ صف دراسيّ؟
جلسات الثقة بحكومة سلام كانت أشبه بيوم دراسيّ طويل: نواب يتوزّعون بين الالتزام واللهو، وطلاب يحاولون فهم الدرس رغم الملل، أمّا الجرس، الذي دوّى أكثر من مرة، فبدا كأنه إعلان لنهاية حصة قد تقرّر مستقبل البلاد والعباد!


يحدث الآن

09:08
‏تحليق لطائرة استطلاع إسرائيليّة فوق منطقة حاصبيا العرقوب ومزارع شبعا.
08:42
وزير الطاقة الإسرائيليّ إيلي كوهين: لن ننسحب من محور فيلادلفيا قبل إعادة المُختطفين وإسقاط حمـاس وإخلاء غزة من السـلاح والسيطرة الأمنيًة الإسرائيليّة على القطاع.
22:25
الأخبار: سقوط قـذائف مدفـعيّة إسـرائيليّة في البحر قبالة رأس الناقورة.
20:32
حكومة الرئيس نواف سلام تنال ثقة مجلس النواب بتأييد 95 نائباً مقابل 12 “لا ثقة” و4 ممتنعين التصويت
19:58
سلام: باشرنا منذ تأليف الحكومة بحملة دبلوماسية واسعة وسنعمل على حشد الدعم لإلزام إسرائيل بوقف خرقها للسيادة والإنسحاب من أراضينا وتطبيق القرار 1701 وأكّدنا في البيان الوزاري حق لبنان الدفاع عن نفسه في حال الإعتداء عليه
19:56
سلام: عندما نقول “نريد” في البيان الوزاري فهذا ليس فعل تمنّ إنّما فعل إلتزام ولم يتضمّن البيان الوزراي السياسات التي تنوي الحكومة فعله في المرحلة المقبلة لأنّ البيان ليس خطة عمل إنّما يرسم طريق العمل
19:23
فيصل كرامي: نمنح الحكومة الثقة إيمانًا منّا بأنّ العهد الجديد بحاجة إلى تضامن

حمل تطبيق الهاتف المحمول