أعنف المعارك تدور الآن داخل روسيا

Telegram     WhatsApp

ذكر موقع الإمارات 24 أنّ أحد قادة القوات الخاصة الروسية خدم في 4 جبهات قتال عبر شرق أوكرانيا، منذ انضمامه إلى الهجوم الروسي قبل حوالي 3 سنوات. إلا أنه يؤكد أن أعنف المعارك التي شهدها تدور الآن داخل روسيا نفسها، حيث تكافح القوات الروسية لاستعادة جزء صغير من أراضيها من القوات الأوكرانية.

ويقول القائد العسكري لصحيفة نيويورك تايمز، إن المعركة المطولة من أجل بلدة سودجا الروسية المحتلة والمناطق الريفية المحيطة بها، أصبحت محوراً غير متوقع لهذه الحرب التي تدور حول مصير الدولة الأوكرانية.

وقد خصص الطرفان جزءاً كبيراً من احتياطاتهما المحدودة للسيطرة على سودجا، التي كانت سابقاً بلدة هادئة في منطقة كورسك، بالقرب من الحدود بين البلدين.

وقال القائد العسكري، الذي يقود حوالي 200 جندي في كورسك، إن هذه المعارك هي الأشد قسوة التي شهدها خلال العملية العسكرية الخاصة، وهو المصطلح الذي يستخدمه الكرملين لوصف الحرب. وطلب أن يُشار إليه فقط باسمه الحركي هاديس، وفقاً للبروتوكول العسكري.

وتعتبر منطقة كورسك حاسمة للطرفين، خاصة في ظل توقعات بمحادثات سلام وشيكة تعهد بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ويشير المحللون العسكريون إلى أن القوات الأوكرانية دفعت بأفضل وحداتها إلى كورسك، أملاً في استخدام السيطرة على المنطقة كورقة ضغط في المفاوضات.

ويمثل التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية، الذي يعد الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، إحراجاً مستمراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويسعى بوتين إلى طرد القوات الأوكرانية دون تقديم تنازلات لاستعادة الأراضي، ولهذا نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود، بمن فيهم مجندون ومتطوعون من كوريا الشمالية، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وصرح الفريق أبتى ألاودينوف، قائد وحدة القوات الخاصة أخمت من الشيشان، أن الأوكرانيين يريدون التفاوض من موقع قوة، مشيراً إلى أن وجودهم في كورسك قد يصبح موضع شك مع تصاعد القتال.

ومع ارتفاع المخاطر، يعتقد الجنود الروس في كورسك أن القتال سيزداد دموية. حيث قال هاديس، قائد وحدة أخمت التي تتكون في الغالب من بقايا قوات فاغنر، نتوقع باخموت جديدة، في إشارة إلى المعركة الطاحنة التي شهدتها مدينة باخموت الأوكرانية عام 2023، والتي انتهت بسقوطها بعد حصار دام 9 أشهر وأسفر عن خسائر فادحة.

وتحدث قائد روسي آخر، بشرط عدم الكشف عن هويته، وصف التكلفة المحتملة لهذه المواجهة بـ غير المعقولة، مضيفاً أن الدماء والضحايا ستكون بلا حدود.

ومع استمرار القتال، أصبح السكان المدنيون في كورسك وسودجا محاصرين بين الجيوش المتقاتلة. ويقدر أن ما بين 2000 إلى 3000 مدني روسي لا يزالون في المنطقة، غير قادرين على المغادرة بسبب سرعة التقدم الأوكراني وعدم قدرة الحكومة الروسية على إجلائهم في الوقت المناسب.

وتتهم كل من روسيا وأوكرانيا بعضهما البعض بالفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين، مما جعلهم يواجهون شتاءً قاسياً مع نقص الإمدادات الغذائية وغياب الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والتدفئة.

وبحسب الصحيفة، يحذر المحللون من أن اعتماد الجيش الروسي على القصف العنيف، إلى جانب إصرار أوكرانيا على الدفاع عن البلدة، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في روسيا منذ الحرب الشيشانية في التسعينيات. وبحلول أواخر كانون الثاني، كانت القوات الروسية على بعد بضعة أميال فقط من مركز البلدة.

وفي حين أن الهجوم الروسي لأوكرانيا تسبب في معاناة مدنية أكبر بكثير، إلا أن الدمار في كورسك وسودجا يعكس المآسي المتزايدة للحرب. ويؤكد محللون أن الهجوم الروسي على سودجا سيكون مكلفاً للطرفين، نظراً لنشر أوكرانيا قواتها الأكثر خبرة في المنطقة.

وفي ظل تصاعد العنف، وجه بعض سكان كورسك نداءات متكررة لفتح ممر إنساني لإجلاء أقاربهم المحاصرين في سودجا. تخشى ليوبوف، وهي أم لأربعة أطفال، أن يلقى والداها المصير نفسه الذي لاقاه العديد من الضحايا.

وفي شباط الجاري، أصابت صواريخ مدرسة داخلية في سودجا كانت تأوي حوالي 100 شخص نازح من القرى المجاورة، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل. في حين تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن القصف، قدمت أوكرانيا أدلة تشير إلى مسؤولية روسيا.

ويصف الناجون من المناطق المحاصرة تجاربهم المروعة. تقول زويا، البالغة من العمر 64 عاماً، إن الجنود الأوكرانيين كانوا ودودين في البداية عندما دخلوا قريتها بوغريبكي، لكن مع احتدام القتال، أصبح السكان المدنيون عبئاً عليهم أو حتى يُنظر إليهم كمخبرين محتملين.

وتعرض زوج زويا للقصف أثناء محاولته البحث عن الطعام، وتوفي بين ذراعيها. وتضيف أنها اضطرت في النهاية إلى الهرب سيراً على الأقدام لمسافة 5 أميال عبر الحقول المليئة بالدبابات المدمرة والجثث قبل أن تصل إلى القوات الروسية.

وأما ناتاليا، البالغة من العمر 69 عاماً والتي تستخدم كرسياً متحركاً، فقد وصفت معاناة مماثلة. تلقت المساعدة في البداية من الجنود الأوكرانيين، لكن مع احتدام القتال، تغيرت معاملتهم. وعندما اقتربت القوات الروسية، أخبرها الجنود أن عليها الفرار بأي وسيلة متاحة وإلا ستلقى حتفها. (الامارات 24)


يحدث الآن

16:52
“حمـ.ـاس”: نلتزم باتفاق غزة وعلى إسرائيل تنفيذ البروتوكول الإنساني
15:36
الرئيس عون: “انتقدونا إذا أخطأنا، ولكن ليكن نقدكم بنّاءً ومنصفًا، فالانتقاد البنّاء يسهم في تصحيح الأداء. هدفنا واحد مع رئيس الحكومة والوزراء الجدد، وهو تحقيق مصلحة لبنان”، وأضاف الرئيس عون: “انا بدِّي اترك بعد 6 سنين وضميري مرتاح”.
14:34
الرئيس جوزاف عون: “انا بدِّي اترك بعد 6 سنين وضميري مرتاح”
12:52
وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي لـ”بلومبرغ”: قواتنا لن تنسحب من مواقعها في جنوب لبنان في المدى القريب والتزامات لبنان لا تشمل إبعاد حـ.ـزب الله عن الحدود بل نزع سلاحه
12:23
إعلام ألماني: 15 إصابة بحادث الدهس في ميونخ
12:21
صحيفة ألمانية: إصابات عدّة نتيجة صدم شاحنة لحشد من الناس في مدينة ميونيخ

حمل تطبيق الهاتف المحمول