جهود إسرائيلية حثيثة لتمديد مهلة الـ60 يومًا… وإصرار لبناني على الالتزام الكامل باتفاق “وقف النار”
قبل ثلاثة أيام من انتهاء مدة الـ 60 يومًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بحسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني الماضي، ساد ترقب لجواب الإدارة الأميركية بشأن طلب إسرائيل تمديد مهلة وجودها في القطاع الشرقي من الجنوب.
وفي التّفاصيل، تبذل الحكومة الإسرائيلية جهودًا حثيثةً لإقناع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمديد مهلة وجود الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية في خمسة مواقع في الجنوب الى ما بعد الـ60 يومًا. لكن حتى مساء أمس كانت الردود الأميركية سلبية، ولم يمنح الرئيس ترامب موافقته على ذلك، بل يمارس ضغوطًا لحصول الانسحاب في موعده.
ويواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحذيراتٍ من المؤسَّسة الأمنية من البطء في الانسحاب من لبنان، مع نصائح بعدم مقاومة الضغط الاميركي لتنفيذ الانسحاب، كما أن رؤساء بلديات شمال إسرائيل يهدِّدون بعدم العودة من دون ضمانات أمنية.
ووفقًا للإعلام الإسرائيلي، فإنَّ الحكومة الاسرائيلية ستواصل المباحثات اليوم مع الاميركيّين لتمديد مهلة الانسحاب بذريعة عدم جهوزية الجيش اللبناني للانتشار.
وفيما استمر اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر حتى ساعة متأخرة من ليل أمس للبتّ في تمديد المهلة، تتصرف قوات الـ”يونيفيل” على أساس أن إسرائيل لن تنفِّذ الاتفاق فجر الاحد. إذ أعلنت قناة “كان” أن الجيش الاسرائيلي “يستعد لإطالة أمد بقائه في جنوب لبنان لتدمير بنى تحتية لحزب الله، وتم إبلاغ اليونيفيل والولايات المتحدة بذلك”.
موقف “الحزب”
من جانبه، اعتبر حزب الله، في بيان، أنَّ انتهاء المهلة “يُحتّم تنفيذًا كاملًا وشاملًا” للاتفاق. وأشار إلى أن تأجيل إسرائيل لانسحابها “يستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان الضغط على الدول الرّاعية للاتفاق، والتحرك بفعّالية بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً”.
واعتبر أن أي تجاوز للمهلة هو “إمعانٌ في التعدّي على السيادة اللبنانية ودخول إسرائيل فصلًا جديدًا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية لاستعادة الأرض”. وأكد أنه “لن يكون مقبولًا أي اخلال بالاتفاق والتعهدات، وأي محاولة للتفلّت منها تحت عناوين واهية”، ودعا إلى “الالتزام الصارم الذي لا يقبل أي تنازلات”.
موقف السلطة الرسمية
مما لا شك فيه أنّ هناك إصرارًا لبنانيًّا على الالتزام بالمهلة، الأمر الذي عبّر عنه رسمياً رئيس الجمهورية جوزاف عون باتصالات أجراها مع الأميركيين والفرنسيين لحثّ إسرائيل على الانسحاب.
كذلك، رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري، أثناء لقائه رئيس لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، أمس، تمديد الهدنة “ولو ليومٍ واحد”.
ونقلت عنه مصادر قوله لجيفرز “Deal is Deal”. غيْر أن زوار رئيس المجلس نقلوا انه لم يحصل على ضمانة اميركية بأنّ اسرائيل ستلتزم بالمدة.
إلى ذلك اكتفى بري بالقول بعد اللقاء “لا تعليق”، وهو تعليق يميل الى السلبية خصوصًا انه لم يسمع التزامًا قاطعًا من الوفد الاميركي الذي اشار الى استمرار الاتصالات مع الاسرائيليين، وفي حين انه شدّد خلال اللقاء على ان احدًا لا يمكنه ان يغطّي بقاء جنود إسرائيليين ساعةً واحدةً بعد الموعد المحدد، لفتت مصادر مطلعة الى انه كان يلمح الى نية ابناء القرى الجنوبية العودة الى بلداتهم حتى لو كان ذلك تحت النيران.
استعداد الجيش
في هذا الوقت، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة قبل الظهر، قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده، وتناول البحث التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق ترتيبات وقف إطلاق النار حيث إن الجيش انتشر في كل المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، وهو في جهوزية كاملة للانتشار على كامل تراب الجنوب.
وأكد وزير الدفاع “موقف لبنان الثابت بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه في الجنوب ضمن المهلة التي حددتها ترتيبات وقف اطلاق النار بحلول 26 كانون الثاني الجاري”.