من هجوم الحديدة إلى غارة عدلون.. إسرائيل تستدرج توسعة الحرب!

Telegram     WhatsApp

بوتيرة تصاعدية مناقضة لكلّ ما يحكى عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يفترض أن تنعكس على مختلف جبهات القتال المفتوحة، حملت الأيام القليلة الماضية تطورات “نوعية” على خط المواجهة بين العدو الإسرائيلي ومحور المقاومة، بدءًا من اليمن مع تسجيل أول هجوم إسرائيلي من نوعه على الإطلاق استهدف مدينة الحديدة، وصولاً إلى لبنان، مع الغارة العنيفة التي استهدفت ما قيل إنه مخزن ذخيرة في عدلون.

 
فإذا كان صحيحًا أنّ إسرائيل نفذت خلال العقود الماضية، العديد من الهجمات العابرة للحدود ضدّ ما تعتبرها “أهدافًا مشروعة”، بمعزل عن الموقع الجغرافي، إلا أنّ الهجوم على ميناء الحديدة، وإن جاء ردًا على تصعيد جماعة الحوثي ضدّها، وقد وصل إلى ذروته من خلال الهجوم على تل أبيب قبل أيام، إلا أنّه يُفهَم في السياق العام، تصعيدًا نوعيًا وغير مسبوق، ولا سيما لما ينطوي عليه من دلالات يجوز وصفها بـ”الحربية بامتياز”.
 
ويسري الأمر نفسه على غارة عدلون، التي بدت بحدّ ذاتها تطورًا خطيرًا في سياق المواجهة المفتوحة مع “حزب الله”، حتى إنّ البعض صنّفها على أنّها “الأعنف” منذ بدء الاشتباكات بين الجانبين، وهو ما تجلى في حالة الذعر التي أثارته بين السكان مع الانفجارات التي توالت في أعقابها، وهو ما يطرح السؤال عن ماهية المخطط الإسرائيلي في هذه المرحلة، وما إذا كانت تل أبيب “تستدرج” فعلاً توسعة الحرب، أو ما اصطلح على وصفه بـ”وحدة الساحات”…
 
“رسائل” هجوم الحديدة
 
 مع أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تفرّع عنها من جبهات قتال عابرة للحدود، شهدت على ما يخطر ولا يخطر على البال على مرّ أكثر من تسعة أشهر من المواجهات، مع كلّ ما حملته من مجازر مروّعة ومآسٍ إنسانية، إلا أنّ الهجوم الإسرائيلي المباشر على مدينة الحديدة اليمنية شكّل برأي كثيرين، “منعطفًا خطرًا” في مسار المواجهة، ولو أنّه بدا في الظاهر ومن الناحية العملية، “ردًا” على تصعيد جماعة الحوثي، من خلال الهجوم على تل أبيب.
 
يقول العارفون إنّ العدو الإسرائيلي أراد من خلال هذا الهجوم توجيه أكثر من “رسالة”، أولها إلى جماعة الحوثي بطبيعة الحال، مفادها أنّ أيّ تصعيد من جانبها سيُقابَل بتصعيد مضاد، بلا قواعد اشتباك ولا أسقف ولا خطوط حمراء، ولا سيما أنّ هناك انطباعًا بأنّ دخول الحوثيين على خط المواجهة أزعج الإسرائيليين منذ اليوم الأول لما عُرِف بـ”حصار” البحر الأحمر، وصولاً إلى هجوم تل أبيب الذي فاجأهم، وأحرجهم إلى حدّ بعيد.
 
لكن أبعد من “الرسائل” الموجّهة للحوثيين أنفسهم، يتحدّث العارفون عن رسائل توجّهها إسرائيل من خلال هجوم الحديدة، لسائر القوى في المنطقة، بدءًا من إيران، التي تتهمها بالوقوف خلف عمليات جماعة الحوثي، وصولاً إلى “حزب الله” في لبنان، وذلك في سياق “الحرب النفسية” المستمرّة مع الأخير، في رسالة يتوخّى منها الإسرائيلي القول إنّه لا يخشى “توسعة الحرب”، وهو مستعدّ لمثل هذا السيناريو، بل إنّه يكاد “يستدرجه”، إن جاز التعبير.
 
“خطورة” غارة عدلون
 
في السياق نفسه، جاءت الغارة الإسرائيلية على بلدة عدلون، التي قيل إنّها استهدفت مخزن أسلحة وذخيرة لـ”حزب الله”، من دون أن يؤكد الأخير هذه المعلومات، محمّلة بالدلالات “الخطيرة”، بدءًا من نوعية الاستهداف “الثقيل”، والذي يكاد يكون غير مسبوق، بالنظر إلى حساسيّة الأمر بالنسبة للحزب، وصولاً إلى ما يمكن أن ينطوي عليه من “خرق” لا يمكن الاستهانة به، على المستوى الاستخباراتي والتجسسي، إن صحّ التعبير.
 
لكنّ “خطورة” غارة عدلون تتجلّى أيضًا في الرسائل الإسرائيلية الكامنة خلفها، إذ تُظهِر الإسرائيلي مرّة أخرى يتجاوز قواعد الاشتباك غير المُعلَنة، بل الخطوط الحمراء، علمًا أنّ هذه الغارة جاءت بعيد ما صُنّفت “مجزرة الجميجمة” التي نجمت عن استهداف إسرائيل مبنى من ثلاثة طوابق، وقد أتت للمفارقة بعد يوم واحد من تهديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بضرب مستوطنات جديدة في حال واصل الإسرائيلي استهداف المدنيين.
 
وإذا كان هناك من يفهم عنصر “الاستفزاز” الواضح في التكتيك الإسرائيلي، على أنّه محاولة لجرّ “حزب الله” إلى “توسعة الحرب”، فإنّ العارفين بأدبيّات الأخير يؤكدون أنّ الحزب لن يقع في الفخّ، مع ثباته في المواجهة “المضبوطة” حتى إشعار آخر، وجهوزيته في الوقت نفسه للحرب “إن فُرِضت عليه”، علمًا أنّ هؤلاء يشيرون إلى أنه “قرن القول بالفعل” حين ضرب بالفعل في الأيام الأخيرة مستوطنات كان قد حيّدها سابقًا، ردًا على الغارات الإسرائيلية.
 
تستدرج إسرائيل “توسعة الحرب” من غزة إلى اليمن مرورًا بلبنان، في سياق غير مكتمل المعالم، بحسب ما يقول كثيرون، في ظلّ قراءات متضاربة للموضوع. ثمّة من يرى أنّ إسرائيل تريد “تسخين الجبهات” بالفعل، لكن من دون أن تتحمّل مسؤولية “الطلقة الأولى”، إن جاز التعبير. وثمّة من يرى في المقابل، الأمر “رفعًا للسقف” فقط لا غير، لتوظيفه في المفاوضات، في ظلّ انطباع بأنّ أحدًا لن ينجرّ إلى “الحرب الشاملة”، وهنا بيت القصيد!

 

[previous_post_link]


يحدث الآن

02:05
غارات إسرائيلية تستهدف ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن
01:35
الجيش الباكستاني: على الهند أن تنتظر ردنا الآن الذي سيأتي قريبا.
01:25
قناة ايران بالعربية: رسمياً بدء الحرب الباكستانية الهندية
01:21
تصعيد خطير بين الهند وباكستان.. الجيش الهندي يشن هجمات على أهداف استراتيجية داخل باكستان قرب العاصمة اسلام اباد
23:17
الكرملين: روسيا تعرب عن امتنانها لواشنطن والرئيس ترامب على جهود التسوية في أوكرانيا وترحب بأي جهود أخرى
22:45
وزير الخارجية العماني: بعد التنسيق مع إيران والولايات المتحدة ستنطلق الجولة الرابعة من المفاوضات الأحد المقبل في مسقط
22:43
يديعوت أحرونوت عن مسؤول: إسرائيل تدرس أيضا توجيه ضربات ضد أهداف إيرانية
22:41
رويترز عن مصادر: إيران تستعد لإرسال منصات إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا
22:39
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين: من المقرر أن نشن غارات أوسع على أهداف إضافية في اليمن
22:19
جريح إثر إشكال واطلاق نار في قضاء الكورة شمالي لبنان

حمل تطبيق الهاتف المحمول