ما لم يكشفه نصرالله.. معطيات ميدانية بارزة


كلامُ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالأمس عن “وقائع ميدان جبهة جنوب لبنان” أكّد المؤكد من ناحية تثبيت 3 أمور أساسية، أولها أن “حزب الله” لديه مصانع صواريخ وطائرات مسيّرة في لبنان، وثانيها أن “حزب الله” حصل على أسلحة جديدة عبر سوريا، فيما الأمر الثالث يتعلق بمعادلة الحزب الجديدة المرتبطة بالمواجهة الجوية، البحرية والبرية ضد العدو الإسرائيلي.


الأمور هذه باتت ثابتة بحُكم الواقع، لكن كلام أمين عام “حزب الله” عن عديد “حزب الله” وتجاوزه الـ100 ألف مقاتل هي رسالة لا تحمل مضامين باتجاه إسرائيل فحسب، بل أيضاً باتجاه الداخل.. فماذا في حيثيات كلام نصرالله؟ وما الذي لم يقُله بشكل مباشر في خطابه؟

في المضمون باتجاه العدو الإسرائيلي، يتبين بشكل واضح أنَّ نصرالله أرسى وثبّت “قوة حزب الله البشرية”، وتقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكريّة لـ”لبنان24” إنّ أمين عام الحزب يتحدث عن هذا الأمر للمرة الأولى منذ بدء الحرب يوم 8 تشرين الأوّل الماضي، وتضيف: “كان نصرالله يتطرق دائماً إلى وقائع الميدان العسكرية، لكنه لم يكشف عن واقع الجبهة البشرية للحزب ولا عن اكتفاء الأخير بالمُقاتلين والفائض الموجود منهم”.

بحسب المصادر، فإن “حزب الله” وبهذا الكلام، يسعى لتثبيت نفسه كـ”قوة فاعلة” داخل لبنان، الأمر الذي سيؤثر على “باب التفاوض” مع العدو الإسرائيلي، وتضيف: “كلام نصرالله عن 100 ألف مقاتل وأكثر هو دلالة أيضاً على أن حديث إسرائيل عن سعيها للقضاء على حزب الله لن يكون بالأمر السهل، فالحزب ليس تنظيماً صغيراً، بل جهة تُصنّع، تُدرّب، تعمل في مجال التسليح، وبالتالي لم يعد دورها ينحصر في الإطار القتاليّ فحسب”.

كلامُ نصرالله أيضاً عن وجود مقاتلين كُثر ينوون الإنضمام إلى الجبهة يعتبرُ مؤشراً جيداً و”غير آمن” في المقابل. هنا، تقول المصادر إنَّ “إندفاع المنتمين للحزب” من أجل الإنضمام إلى جبهة جنوب لبنان، هو أمرٌ لا يمكن سوى اعتباره بمثابة “ورقة قوة” مملوكة لدى الحزب، وبمثابة تثبيت لقوته والاندفاع داخله. ولكن.. ماذا يعني انتشار عناصر الحزب استخباراتياً ضمن بيئاتهم الإجتماعية؟ الأساس هنا هو أن هؤلاء سيكونون تحت الرصد الإسرائيلي لا محالَ، فيما من الممكن أن يكون بعضُ المُستهدفين بقصف إسرائيلي سابق، يندرجون في إطار المقاتلين غير المرتبطين بالجبهة بعكس آخرين يواصلون نشاطهم فيها لفترات ليست بطويلة أيضاً. وعليه، فإن الثغرة الأمنية قد تبدأ من هنا ومن مناطق أشخاص قد يتحركون من أماكنهم العادية باتجاه نقاطهم العسكرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى كشفهم.

ماذا عن رسائل الداخل؟

بشكلٍ أو بآخر، ما يتبين هنا هو أن نصرالله أرسى معادلة “عددية” أمام الأحزاب الأخرى لاسيما على صعيد الحجم والقوة العسكرية أيضاً. بالنسبة للمناوئين للحزب، فإن مسعى “حزب الله” العسكري والتطويري على صعيد الأسلحة يعد أساسياً، لكن موضوع تنمية قدراته والحديث عن عديده البشري، هو أمر يعد موجهاً للداخل وتحديداً بعد تهديداتٍ أخيرة تحدثت عن وجود 20 ألف مسلح داخل “المناطق المسيحية” في لبنان.

الأمرُ هذا لم يقُله نصرالله ولم يتطرّق إليه، لكن المقصود منهُ كان واضحاً، فالحديث عن أكثر من 100 ألف مسلح وسط وجود إمكانية لإقتحام الجليل بواسطة عشرات المقاتلين، كلها عناوين واضحة لمسار مواجهة قد يتفاقم في أي لحظة، وقد يرسي تبدلات جديدة على صعيد المفاوضات وتحديداً بين وإسرائيل، وحتماً ما سيكشفه الميدان كثير ..

«
زر الذهاب إلى الأعلى