هل العالم أمام نكبة ثانية؟


ذكر موقع “Middle East Eye” البريطاني أنه “في كل عام، يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة أيار 1948، عندما أدى قيام دولة إسرائيل إلى تهجير أكثر من 750 ألف شخص، وهدم مئات القرى، والاستيلاء على ما يقرب من 80 بالمائة من فلسطين التاريخية. وفي هذا العام، يحيي الفلسطينيون ذكرى هذا الحدث في ضوء النكبة الثانية المستمرة، والتي ربما تكون الأكثر فظاعة والأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني. واليوم، بعد مرور 76 عاماً على النكبة الأولى، لا تزال الجراح مفتوحة، حيث حرم ملايين اللاجئين الفلسطينيين من حقهم في العودة إلى وطنهم، في حين احتلت إسرائيل بقية أراضيهم في سعيها المستمر لمحو الشعب الفلسطيني”.

وبحسب الموقع، “هذا العام، لا يحتاج أحفاد النازحين الفلسطينيين إلى إحياء ذكريات الكارثة المؤلمة، لأنهم يعيشونها من جديد. وفي الحقيقة، كل جيل فلسطيني مقدر له أن يعيش نكبته الخاصة، وهذه المرة، ترتكب إسرائيل عمليات إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً للفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية المحتلة. وبعد شن حربها على غزة، أمرت إسرائيل سكان شمال ووسط غزة بمغادرة منازلهم، مما دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى التحرك جنوبا.واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية العائلات أثناء فرارها. إن هذه الحملة لتهجير وقتل الفلسطينيين، مع منع معظم السكان من العودة إلى منازلهم، تذكرنا بنكبة عام 1948”.
عنف المستوطنين
وبحسب الموقع، “تحدث كبار المسؤولين الإسرائيليين علناً عن نكبة ثانية، حيث وصف وزير الزراعة آفي ديختر تهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب بأنه “نكبة غزة 2023″، ودعا عضو الكنيست آرييل كالنر إلى نكبة ثانية في غزة. وتستمر الحرب على غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، وأدت إلى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، وجرح ما يقرب من 80 ألفاً، وتشريد نحو مليونين.ويعاني الفلسطينيون من الجوع والعطش وغياب الرعاية الصحية، كما وتضررت أو دمرت مئات الآلاف من المنازل. إن النازحين الجدد في غزة هم أحفاد أولئك الذين هجروا قسراً من مسقط رأسهم في عام 1948، ولا يزال بعضهم على قيد الحياة، بعد أن شهدوا النكبة الأولى ثم نزحوا مرة أخرى”.
وتابع الموقع، “رغم أنها لسيت سيئة كما هي الحال في غزة، إلا أن الظروف في الضفة الغربية المحتلة مروعة أيضًا. كل يوم، تستولي السلطات الإسرائيلية على المزيد من الأراضي في المناطق الريفية لبناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة. كما ويقيّد الجيش الإسرائيلي حياة الفلسطينيين من خلال إقامة الحواجز والبوابات الحديدية للحد من حركتهم، بينما يهاجم أيضًا مخيمات اللاجئين، ويقتل الشباب، ويهدم المنازل والبنية التحتية. في غضون ذلك، أصبح المستوطنون أكثر عدوانية وجرأة في مهاجمة الحقول والقرى الفلسطينية”.
شيطنة الأونروا
وبحسب الموقع، “نحتفل بذكرى النكبة هذا العام وسط تهديد إسرائيل بتفكيك وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التي تعرضت لحملة شيطنة إسرائيلية واسعة النطاق ومنهجية وغير عادلة. وتقوم إسرائيل بعرقلة عمل الأونروا بشكل نشط، وتمنعها من توزيع المساعدات وتتهمها بـ “معاداة السامية” و”الإرهاب”. ولطالما نظرت إسرائيل إلى الأونروا كشاهد ورمز لحلم العودة الفلسطيني، ووجدت من خلال الحرب على غزة فرصة لتفكيك عملها. والحقيقة أن إسرائيل تريد إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وحلم حق العودة بشكل نهائي”.
وتابع الموقع، “لم ينس الفلسطينيون الكارثة التي أدت إلى تهجيرهم قبل 76 عاما، ويعيش أحفادهم كلاجئين في مخيمات داخل فلسطين التاريخية وخارجها. إن الجيل الجديد من اللاجئين الفلسطينيين يقاوم النسيان والاستسلام، كما ويرفض الانكسار ويحلم بالعودة والعدالة والحرية. واليوم، بعد مرور سبعة أشهر على تهجير أهالي شمال غزة إلى الجنوب، يُطلب منهم مغادرة رفح والعودة إلى المناطق الوسطى. إنها رحلة عذاب شاقة، طريق الآلام للنكبة الثانية، لكن هذه المرة، لا يوجد مكان آمن، ولا وسيلة نقل لإخراج الفلسطينيين من رفح وهم ينتظرون مصيرهم المحتوم”.
وختم الموقع، “يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع حدوث نكبة جديدة، خاصة أنه المسؤول عن خلق هذه الكارثة”.

 

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

«
زر الذهاب إلى الأعلى