كيف تدفع البجعة السوداء العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟


 

وفي حديث للموقع، أشار محاضر الاستراتيجيات العسكرية بجامعة بورتسموث البريطانية فرانك ليدويدج، إلى أن هناك الكثير من المخاوف حول العالم من تزايد الصراعات المختلفة، وتصاعد أي منها إلى حرب إقليمية، سواء حرب غزة أو أزمة إيران أو صراع الغرب وروسيا في أوكرانيا أو الوضع في تايوان.

وأضاف ليدويدج أن “هناك الكثير من التقارير والمحللين الذين يخشون كون هذه النزاعات يمكن أن تنتقل إلى صراع أكبر بكثير لأنها مترابطة، لكن شعوري الخاص أن هذا غير مرجح، فلا أعتقد أن أيا من الصراعات سوف يتصاعد إلى حروب إقليمية”.

لكنه عاد ليشير إلى أن “تصعيد هذه الحروب دائما، أو أي حرب، يتوقف دائما على أحداث غير متوقعة، إما من الأحداث التي قد نعتقد أنها معقولة، أو تلك التي قد تعتبر غير عادية للغاية”.

وذكر أن تلك الحالة تسمى أحداث “البجعة السوداء”، وهي نظرية تشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة، و”هذه الأحداث لا يمكن التنبؤ بها”.

ويعتقد ليدويدج أن الحرب التي تمثل الخطر الأكبر على الاقتصاد العالمي ليست أوكرانيا أو غزة أو حتى التصعيد بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى، بل تايوان.

وقال: “أعتقد أنه حتى أدنى مستوى للصراع هناك، الذي سيتخذ شكل حصار، سيتصاعد بسرعة، وحتى لو لم يحدث ذلك فإن التأثيرات على التجارة العالمية ستكون أكبر بكثير وستتأثر سلاسل التوريد والاقتصاد العالمي، بسبب تورط الصين في الأزمة التي ستكون أكبر بكثير حتى من صراع الشرق الأوسط أو حرب أوكرانيا نفسها”.

ومع ذلك أكد الأكاديمي البريطاني أنه “لا يمكن التنبؤ بهذه الأشياء، إذ قد يصبح العالم أكثر استقرارا، رغم أن مرور كل شهر يحمل المزيد من مخاطر التصعيد ليس محليا فقط لكن أيضا على الصعيد العالمي”.

 

واعتبر نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث للموقع، أن “الشرق الأوسط هو الأكثر إثارة للقلق من بين النزاعات الدولية الراهنة، إذ بات أخطر مما كان عليه منذ عام 1973”.

ويعتقد ملروي أن هناك العديد من التوترات العالمية التي يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية أو حتى حرب عالمية، لكنه اتفق مع ليدويدج في أن هذه الحرب العالمية الثالثة “ليست حتمية”.

 

في المقابل، قال الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن للموقع: “نسير بالفعل في خضم حرب عالمية ثالثة، لكن اختلاف أساليب الحرب والقتال هو ما قد يجعلنا لا نراها بوضوح”.

 

ويحذر المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة ساسكس البريطانية ديفيد ويرينغ، من أن الوضع الحالي أصبح “أكثر خطورة بكثير” مما كان عليه قبل الحرب العالمية الأولى عام 1914 وقبل الحرب العالمية الثانية عام 1939، قبل أن تمتلك القوى الكبرى الآن أسلحة نووية.

ويقول ويرينغ إن توفر الأسلحة النووية يعني أن “خطر التصعيد قائم إذا بدأ أحد الأطراف خطوة أساء تفسيرها طرف آخر، ثم بدأ تبادل هجمات نووية وسط تصاعد التوترات الدولية في عدة مناطق بالعالم”. (سكاي نيوز عربية) 

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

«
زر الذهاب إلى الأعلى