على الغرب الالتزام بتحقيق النصر في أوكرانيا
الغرب قوي وليس ضعيفا، لقد أخفى قوته وراء أعمال الضعف وصوّر ازدهاره على أنه فقر، ولم تكن هذه الأكاذيب إلا بمثابة أعذار للتخلي عن قيمه ومصالحه وشركائه.
وبحسب صحيفة “The Hill” الأميركية، “لقد حان الوقت لعكس المسار والتخلي عن الضعف والالتزام بانتصار أوكرانيا. القادة غير الديمقراطيون المروجون للحرب هم من بين أخطر القادة على وجه الأرض، وما يشجعهم هي التنازلات التي يقدمها الغرب. ففي مؤتمر ميونيخ الأمني في عام 2007، التزم رئيس الوزراء الروسي آنذاك فلاديمير بوتين بسحب قوات حفظ السلام الروسية من جورجيا، والتي تم نشرها منذ الحرب الأهلية الجورجية في التسعينيات، وفق “جدول زمني متسارع”. وبدلاً من الوفاء بهذا الالتزام، قام الجيش الروسي بغزو جورجيا في العام التالي. حينها، كان بإمكان الغرب أن يفرض عواقب مدمرة على موسكو بسبب عدوانها، ولكن بدلاً من معاقبة الكرملين، تم استرضاء روسيا”.
وتابعت الصحيفة، “لكي نكون واضحين: فإن تكاليف وقف العدوان الروسي في هذه اللحظة من الزمن ستكون هامشية مقارنة بالفاتورة التي دفعتها دول مثل أوكرانيا والغرب منذ ذلك الحين. حينها، توسط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وقف إطلاق النار الذي لم تحترمه موسكو قط. وبعد فترة وجيزة، دعا الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى “إعادة ضبط” العلاقات مع روسيا. من جانبها، كافأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بوتين بنورد ستريم 1. واستضافت روسيا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014″.
وأضافت الصحيفة، “بتشجيع من ضعف الغرب، ضاعف بوتين، الرئيس الروسي الحالي، سياسته الخارجية العدوانية. ولقتل حلم أوكرانيا في مستقبل أوروبي أطلسي حر ومزدهر، غزت روسيا دونباس وضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، مباشرة بعد استضافة الألعاب الأولمبية في سوتشي. وفي الحقيقة، كانت العقوبات الغربية المفروضة على موسكو محدودة النطاق، وكافأ الأوروبيون بوتين بخط نورد ستريم 2، واستضافت روسيا كأس العالم في عام 2018، واستمرت الأعمال كالمعتاد، كما توقع بوتين”.
وبحسب الصحيفة، “لم يتم استغلال ضعف الغرب في المسرح الأوروبي فحسب، بل وأيضاً في الشرق الأوسط. وفي عام 2012، حذر أوباما من أن أميركا ستتدخل عسكريا إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية السورية. وعندما تجاوز الأسد “الخط الأحمر” الذي وضعه أوباما، لم تنفذ الولايات المتحدة تحذيرها، وبدلاً من ذلك، أقنع أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن النهج الصحيح يتلخص في عقد صفقة مع الأسد. وتوسطت روسيا في الاتفاق، وتعهدت سوريا بتدمير “كل” أسلحتها الكيميائية، إلا أن ذلك لم يحدث. واستمرت هجمات الأسد بالأسلحة الكيميائية، على الأقل حتى عام 2018. ففي نظر بوتين، فإن “الصفقات” هي مجرد كلمات مكتوبة على ورق”.
وتابعت الصحيفة، “بتشجيع من تقاعس الغرب بعد الغزو الأول لأوكرانيا في عام 2014، تدخلت روسيا في سوريا في العام التالي. ولقد ساعد بوتين نظام الأسد ووكلاء إيران مثل حزب الله على البقاء على قيد الحياة في الحرب الأهلية السورية، وتحويل سوريا إلى دولة مخدرات. وبعد سنوات، ظهرت الهشاشة الغربية مرة أخرى في أفغانستان. وانسحبت الولايات المتحدة من كابول على الرغم من التضحية بـ 2352 جنديًا، واستثمرت أكثر من 2 تريليون دولار في المجهود الحربي وأمضت عقدين من الزمن في بناء دولة انهارت ضد طالبان في 10 أيام. ومع إدراكه أن الغرب أصبح ضعيفاً مرة أخرى، شن بوتين غزوه الثاني لأوكرانيا بعد أقل من ستة أشهر، وكانت روسيا تعتزم الاستيلاء على كييف في غضون أسابيع قليلة”.
ورأت الصحيفة أن “مقامرة بوتين فشلت، فقد بالغ في تقدير ما يستطيع الجيش الروسي تحقيقه، وقلل من تقدير الشجاعة الأوكرانية. كما أخطأ بوتين في قراءة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي، على الرغم من أخطائه، ليس الرئيس السابق جورج بوش أو أوباما. لقد عاد صراع ذو حجم كبير بين القوى العظمى إلى القارة الأوروبية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك فإن ما يحدث في أوروبا لا يبقى في أوروبا. ومن خلال الفشل في إطفاء الحريق، تحول ما بدأ كجمرة إلى عاصفة نارية تهدد بإشعال النيران في بقية العالم”.
وختمت الصحيفة، “إن أوجه التشابه بين مقدمة الحرب العالمية الثانية والبيئة الأمنية الدولية اليوم مثيرة للقلق. ومع ذلك، يستطيع الغرب أن يقلل من احتمالات نشوب حرب عالمية من دون التضحية بجندي واحد. ويبدأ كل شيء بالتخلي عن الضعف والالتزام بانتصار أوكرانيا بدلاً من مجرد ضمان بقائها”.
سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة
تطوّر لافت.. أهالي القتلى الإسرائيليين سيقاضون جيشهم!