وفي نتائج دراسة نُشرت في مجلة Physical Review D، ظهرت إمكانية استخدام قمر غانيميد في البحث عن آثار المادة المظلمة. أوضحت الدراسة أن اصطدام التجمعات الصغيرة من المادة المظلمة بسطح القمر قد خلف “ندوبا” واضحة، وهو الأمر الذي قد يشكل هدفًا لبعثات ناسا الفضائية المستقبلية.
وورد في متن البحث ما يلي:
“من الناحية النظرية، يمكن لتكتلات المادة المظلمة ضمن نطاقات كتل معينة أن تصطدم بالكواكب والأجسام السماوية وتولد هياكل سطحية تبقى لفترات طويلة تمتد عبر عصور جيولوجية عديدة. تُظهر الحسابات أن قمر غانيميد، أكبر أقمار المشتري، يمثل أداة مثالية للبحث عن آثار مثل هذه التصادمات، ويعود ذلك إلى القدم الشديد لسطح هذا القمر.”
توصل الباحث ويليام ديروكو من جامعة ماريلاند الأميركية إلى هذا الاستنتاج، وذلك ضمن مشروع يهدف إلى إيجاد بدائل طبيعية للكواشف الصناعية المستخدمة للكشف عن المادة المظلمة، والتي لم تسجل حتى الآن أي دليل قاطع على وجودها، ويعزى ذلك جزئياً إلى محدودية معرفتنا بخصائص جسيماتها وتوزيعها غير المنتظم في الفضاء.
وأوضح ديروكو أن التجمعات الكبيرة من المادة المظلمة لا بد أن تقترب أو تمر بشكل دوري عبر الكواكب والأجرام السماوية الصغيرة الأخرى، وهذا الأمر نادر جدًا من منظور بشري. ومع ذلك، فإن هذه الاصطدامات تحدث بشكل متكرر وفقًا للمعايير الجيولوجية والفلكية، بمعدل مرة واحدة كل 10 آلاف إلى 100 ألف سنة، مما يسمح بتتبع آثارها على سطح غانيميد والأجرام السماوية الأخرى التي حافظت على شكلها لعدة مليارات من السنين.
