القصة الكاملة لتعيين "سيمون كرم": خطوة ساهمت في تهدئة الأوضاع!

لبنان اليوم

مع إعلان رئاسة الجمهورية عن تعيين السفير سيمون كرم كعضو مدني في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار “الميكانيزم” بهدف بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر هذه اللجنة، بدأت تساؤلات عديدة تطفو على السطح.

هل كان هذا التعيين مفاجئًا، أم أنه جاء نتيجة لسلسلة طويلة من المناقشات الداخلية والخارجية؟

في هذا السياق، أوضحت مصادر مطلعة في محيط قصر بعبدا لـ أن هذا التعيين يمثل تتويجًا لمسار طويل بدأ بهدوء بعيدًا عن الأضواء، وذلك منذ أن أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لا يمكن أن يكون هناك تفاوض مباشر بين إسرائيل ولبنان، بل يجب أن يتم ذلك عبر لجنة الميكانيزم. ومع ذلك، كان هناك عائق رئيسي أمام بدء هذه المفاوضات، وهو الرفض الإسرائيلي.

لكن المصادر ترى أن الرغبة الأميركية لعبت دورًا في تغيير هذا الواقع، مما أدى إلى تسريع هذه العملية، بالتزامن مع تعيين سفير أميركي جديد هو ميشال عيسى، والذي يبدو أن له دورًا حاسمًا في التوجه نحو تعيين مندوب مدني وتسريع هذه الخطوة.

أما التغيير الأهم الذي أدى إلى هذا القرار، فهو التحول في الموقف الإسرائيلي، الذي تجاوب مع فكرة التفاوض غير المباشر، حتى أنه بالتزامن مع القرار اللبناني قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتعيين مندوب له في لجنة الميكانيزم.

وتشير المصادر إلى أن بيروت تلقت خلال الأيام الماضية رسالة عبر الوسطاء الأميركيين، تفيد بموافقة الجانب الإسرائيلي على تفعيل المفاوضات غير المباشرة من خلال آلية الميكانيزم.

وتعتبر المصادر أن هذه الخطوة ستسهل مسار المباحثات، مع التأكيد على عدم المساس بأي شرط من الشروط الواردة في الخطة التنفيذية للجيش اللبناني والمتعلقة بحصرية السلاح. فالأسس تبقى كما هي، ولكن مع تسهيل أكبر لعملية التفاوض، حيث ستساعد الشخصيات المدنية في طرح الأفكار السياسية خلال المناقشات.

وبالتالي، فإن الأنظار اليوم، كما عبرت المصادر، متجهة نحو اجتماع لجنة الميكانيزم والنتائج التي ستصدر عنه، والتي يمكن أن تشكل أساسًا للمسار الجديد.

وتشير المصادر إلى أن هذه الخطوة قد نزعت فتيل الحرب التي كانت إسرائيل تلوح بها، وذلك مع اقتراب المهلة التي منحتها الولايات المتحدة الأميركية للبنان لإنهاء سلاح حزب الله من جنوب وشمال الليطاني.

وتختتم المصادر بالقول إنه لا يسعنا إلا أن نقول إننا بدأنا مرحلة جديدة قد لا تكون سهلة، ولكنها بالتأكيد دقيقة، مع التمني أن تكون نتائجها إيجابية.