ففي حين شهدت أرباح “CMA CGM” انخفاضًا بنسبة 72.6% في الربع الثالث من عام 2025 لتصل إلى 749 مليون دولار، وتراجعت أرباح “Maersk” إلى 1.3 مليار دولار، تظل أفريقيا من بين الوجهات القليلة التي توفر أسعار شحن مرتفعة. على سبيل المثال، تبلغ تكلفة شحن حاوية من الصين إلى لاغوس 5000 دولار، وإلى داكار 4500 دولار، وهو ما يقارب ضعف الأسعار في المسارات المتجهة نحو أوروبا وأمريكا الشمالية.
على الرغم من أن القارة السمراء لا تمثل سوى أقل من 8% من حجم صادرات الحاويات العالمية، إلا أنها تعتبر سوقًا نشطة وحيوية، مدفوعة بالزيادة الكبيرة في الصادرات الصينية إلى أفريقيا، والتي ارتفعت بنسبة 25% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025. ولا يزال الساحل الغربي يحتفظ بمكانته كمركز رئيسي للنقل الأوروبي، وذلك على الرغم من التوسع الكبير للشركات الصينية في المنطقة.
وتعزز هذه الحركة التجارية القوية توقعات صندوق النقد الدولي بتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 4.1% في عام 2025 و4.4% في عام 2026 في منطقة غرب إفريقيا.
وتقوم شركات الشحن باستثمارات كبيرة في البنية التحتية بهدف تعزيز أرباحها.
“CMA CGM” أقامت شراكات لتشغيل محطات جديدة في كل من الكونغو والمغرب، بينما استحوذت “MSC” على 16 محطة في أفريقيا كجزء من صفقة بولوري التي بلغت قيمتها 5.7 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، تسمح موانئ المياه العميقة باستقبال السفن العملاقة، كما حدث عند رسو السفينة “MSC تركيا” التي تتسع لـ 24 ألف حاوية في ميناء كريبي بالكاميرون.
وعلى الرغم من بعض العقبات والتحديات، مثل قرار “MSC” بتعليق عمليات النقل البري إلى مالي، تظل أفريقيا سوقًا جاذبة وقوية، وذلك بفضل الأسعار المرتفعة والطلب المستمر والتطوير المتسارع للبنية التحتية.
