أرقام قياسية مرتقبة للذهب… فهل يبقى الملاذ الآمن في 2026؟

بعد موجة الإقبال الكبيرة على شراء الذهب في لبنان خلال الأسابيع الماضية، وما نتج عنها من فقدان الأونصات والليرات من السوق وارتفاع عمليات الاحتكار، يشهد السوق حالياً تراجعاً ملحوظاً في الطلب، تزامناً مع عوامل داخلية متعلقة بالوضع السياسي، ما أعاد المعروض إلى طبيعته بعد فترة من الشحّ. لكن يبقى السؤال: هل يتجّه الذهب إلى ارتفاع جديد؟

تغيّر في حركة السوق المحلي

يوضح نقيب تجار الذهب والمجوهرات نعيم رزق أنّ الأونصة كانت قد لامست مستوى 4380 دولاراً قبل نحو شهرين بسبب الطلب العالمي الضخم، حيث شهدت الأسواق في مختلف الدول طوابير شراء، فيما انعكس ذلك محلياً باختفاء الأونصات والليرات نتيجة الإقبال المكثّف.

ومع بداية 2025 تغيّر نمط الطلب في لبنان، إذ انتقل التركيز نحو الذهب المشغول خلال شهري آب وأيلول، تزامناً مع الموسم السياحي وعودة المغتربين الذين اعتادوا شراء الذهب خلال زياراتهم. ويؤكد رزق أنّ الحركة هذا الصيف كانت نشطة مقارنة بالعام الماضي.

المشهد الدولي… العوامل الأساسية ما زالت قائمة

على الصعيد العالمي، يشير رزق إلى أنّ اللقاء السياسي الذي جمع الرئيسين الأميركي والصيني خفّض حدّة التوترات، ما ساهم في تراجع سعر الأونصة إلى حدود 3900 دولار. إلا أنّ مقوّمات الارتفاع لا تزال قوية، أبرزها:

  • طلب ضخم من المصارف المركزية.
  • مشتريات قياسية من الصين.
  • تراجع إنتاج المناجم عالمياً.
  • مستويات فائدة مرتفعة على الدولار.

ويكشف رزق أنّ هناك معلومات مؤكّدة عن توجّه الاحتياطي الفدرالي الأميركي لبدء خفض الفائدة قبل نهاية 2025. ومع انخفاض الفائدة، يُتوقّع أن يعود الذهب إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة، خصوصاً أنّ التوقعات تشير إلى وصول الفائدة في 2026 إلى أقل من 4%، ما سيخفّف الضغط عن الاقتصاد الأميركي ويُعيد الطلب على المعدن النفيس.

سوق الذهب في لبنان بين شحّ مؤقت وعودة الاستقرار

أما محلياً، فيشير رزق إلى أن موجة الطلب الكبيرة قبل أسابيع تسبّبت بشحّ استمر لأيام، خصوصاً أن عملية استيراد الذهب محصورة بين ثلاثة أو أربعة تجار كبار فقط. كما ارتفع شغل الأونصة في تلك الفترة نتيجة الطلب الاستثنائي.

لكن هذا الضغط لم يدم طويلاً، إذ عاد السوق إلى الاستقرار وتوفّرت الليرات والأونصات من جديد.

التوتر السياسي يجمّد الحركة حالياً

ويختم رزق بأن التراجع الحالي في الطلب مرتبط مباشرة بالوضع السياسي الملبّد، ما دفع المواطنين إلى التريّث بانتظار اتّضاح المشهد، فعادت السوق إلى مستويات ما قبل موجة الشراء الأخيرة.


إذا رغبت، يمكنني أيضًا: