أعرب هانز فليك، مدرب “برشلونة”، عن أسفه الشديد بعد الخسارة أمام “تشيلسي” بثلاثة أهداف نظيفة في “ستامفورد بريدج”، وأكد أن طرد المدافع “رونالد أراوخو” كان السبب الرئيسي في انهيار الفريق خلال هذه المباراة الصعبة.
وأوضح المدرب الألماني أن هذه النتيجة تجعل مهمة الفريق في إنهاء الدوري ضمن المراكز الثمانية الأولى أكثر صعوبة، وهو المركز الذي يضمن التأهل المباشر للدور التالي.
وأشار فليك عقب المباراة إلى أن فريقه بدأ اللقاء بشكل جيد وكان قريبًا من التسجيل، لكن اللعب بعشرة لاعبين أمام فريق يتمتع بالجودة مثل “تشيلسي” جعل الأمور في غاية التعقيد.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، قال فليك: “سنحت لنا فرصة للتقدم، لكن اللعب بعشرة لاعبين جعل المهمة شبه مستحيلة. رأيت بعض الإيجابيات، لكننا فقدنا الكثير من الكرات السهلة تحت الضغط”.
وبخصوص تأثير النقص العددي، أكد فليك أن الفريق لعب “عدداً كبيراً من الدقائق” بلاعب أقل، مما منح “تشيلسي”، الذي يتميز بقدرته العالية على الاستحواذ، أفضلية كبيرة، مضيفًا: “علينا تقبل الهزيمة والتفكير بصورة إيجابية”.
لم يخف المدرب الألماني قلقه بشأن صعوبة الدخول ضمن المراكز الثمانية الأولى، لكنه ظل متمسكًا بالأمل قائلاً: “الوصول لهذا الهدف سيكون صعبًا، لكن كل شيء ممكن. نحتاج إلى المزيد من العدوانية والضغط، فاليوم كان تشيلسي أكثر ديناميكية، وهذا ما أريده من فريقي”.
وتحدث فليك أيضًا عن الأخطاء الفردية وفقدان السيطرة في لحظات حاسمة من المباراة، لكنه شدد على أن الفريق لا يزال يملك ما يكفي لتقديم ردة فعل قوية: “لدينا ثلاثة مباريات متبقية، وأنا واثق أننا قادرون على الفوز بها. ارتكبنا أخطاء واضحة، ولم نحافظ على الكرة، لكن هناك أمور إيجابية أيضًا مثل عودة رافينيا وتطور مستوى ماركوس”.
وعن طرد أراوخو، أكد فليك على أهمية مراجعة اللقطات قبل إصدار الأحكام، قائلاً: “يجب أن أتحدث معه وأرى ما حدث في البطاقة الأولى. الثانية لم يكن يجب الدخول فيها هكذا، لكنها أمور تحدث في كرة القدم”.
واختتم المدرب الألماني تصريحه بنبرة إيجابية: “أعدكم أننا سنرى برشلونة مختلفًا. ما أراه في التدريبات من جودة وشدة أفضل بكثير مما كان عليه الفريق قبل أسابيع. لدي شعور جيد بما هو قادم”.
يتواجد “برشلونة” في المركز الخامس عشر في ترتيب دوري أبطال أوروبا برصيد 7 نقاط، بينما يحتل “تشيلسي” المركز الخامس برصيد 10 نقاط.
أحداث المباراة
شهدت بداية المباراة إعلانًا مبكرًا عن نوايا أصحاب الأرض، حيث سجل إنزو فيرنانديز هدفًا في الدقيقة الثالثة، لكن تم إلغاؤه بعد لمسة يد واضحة من فوفانا قبل التسديد.
ولم يتأخر “برشلونة” في الرد، فبعد ضغط ناجح في الثلث الأخير، وصلت الكرة إلى فيران توريس داخل المنطقة بعد تمريرة رائعة من لامين يامال، لكن الإسباني أضاع فرصة التسجيل في الدقيقة 4، حيث سدد الكرة بزاوية ضيقة.
وسجل إنزو فيرنانديز هدفًا آخر لـ”تشيلسي” في الدقيقة 22 بتسديدة قوية داخل المنطقة، لكن الحكم ألغاه بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو بداعي التسلل.
وكاد نيتو أن يسجل بعد كرة أرسلها له إستيفاو خلف الدفاع في الدقيقة 24، إلا أن تسديدته كانت عالية.
بدا “تشيلسي” هو الطرف الأفضل والأكثر راحة، ونجح في التقدم في الدقيقة 27 من ركلة ركنية قصيرة، حيث تُرك كوكوريا دون رقابة، فأرسل كرة عرضية منخفضة انتهت بتسجيل كوندي هدفًا عكسيًا بالخطأ في مرماه بعد تسديدة أولى من نيتو.
ورغم الشك في وجود تسلل على كوكوريا، احتُسب الهدف.
حاول “برشلونة” التماسك، لكنه بدا بعيدًا عن مستواه المعهود، مع فقدان للكرة وصعوبة في تجاوز ضغط “البلوز”.
استمرت معاناة “برشلونة”، وفي الدقيقة 31، حصل رونالد أراوخو على بطاقة صفراء للاعتراض، قبل أن يتلقى بطاقة ثانية في الدقيقة 44 بعد تدخل عنيف على كوكوريا، ليترك فريقه بعشرة لاعبين في لحظة حرجة.
وانتهى الشوط الأول بتقدم “تشيلسي” بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني، وفي الدقيقة 50، ألغى الحكم هدفًا ثالثًا لـ”تشيلسي” بعدما تسلم جارناتشو تمريرة من إنزو جاء منها في وضع تسلل قبل أن يصنع الكرة لزميله سانتوس.
ولم ينتظر “تشيلسي” طويلًا حتى ضرب من جديد، ففي الدقيقة 55، فقد دي يونج الكرة في منطقة حساسة، ليخطفها إستيفاو، وينطلق بمراوغة رائعة أمام كوبارسي قبل أن يسدد كرة قوية سكنت الزاوية العليا، مضيفًا الهدف الثاني لـ”البلوز” بطريقة رائعة، وسط عجز تام من لاعبي “برشلونة” عن مجاراة الإيقاع.
وفي الدقيقة 69، كاد بيدرو نيتو أن يسجل الهدف الثالث بعد انفراد سريع، لكن الحارس خوان جارسيا تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعدها إلى ركلة ركنية. ومن الركلة الركنية نفسها، سقطت الكرة أمام فوفانا داخل المنطقة في الدقيقة 70، لكنه أطاح بها فوق المرمى.
ولم يتأخر “البلوز” في توسيع الفارق، إذ خسر “برشلونة” كرة أخرى في وسط الملعب في الدقيقة 74، لينطلق بيدرو نيتو بالهجمة ثم يمرر لإنزو على الطرف، الذي بدوره أرسل كرة عرضية مثالية حولها ديلاب داخل الشباك، معلنًا الهدف الثالث المستحق لـ”تشيلسي” وسط انهيار واضح في دفاع “الكتالوني”.
وواصل “تشيلسي” سيطرته التامة، بينما أصبح “برشلونة” محاصرًا تمامًا في مناطقه دون القدرة على تجاوز منتصف الملعب، ليحقق “البلوز” فوزًا مستحقًا.
