وبحسب الصحيفة، عقدت ريغيف مباحثات في الإمارات تناولت مشروعًا لإنشاء خط سكة حديد يربط بين أبوظبي ومدينة حيفا الفلسطينية المحتلة، علمًا بأن مشروع “سكة حديد السلام” كان معلقًا في السابق.
وأشارت الصحيفة إلى أن “ما ميّز الزيارة الأخيرة للوزيرة الإسرائيلية عن سابقاتها أنها كانت سرية”، موضحة أن ريغيف التقت بمسؤولين من “قطارات الاتحاد” الإماراتية، حيث ناقشوا إحياء مشروع “سكة حديد السلام”.
ويهدف المشروع إلى نقل البضائع المستوردة من الهند عبر قطار فائق السرعة يمر بالإمارات والسعودية والأردن وصولًا إلى ميناء حيفا، ومن ثم بحرًا إلى أوروبا والولايات المتحدة، وفقًا للتقرير.
وأوضحت “يديعوت” أن المشروع توقف قبل عامين بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة وأسباب أخرى، لكنه عاد إلى الواجهة تزامنًا مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن في 18 نوفمبر الحالي.
وأفادت الصحيفة بأن الإمارات أحرزت تقدمًا في محادثاتها حول المشروع مع الهند والسعودية والأردن خلال العامين الماضيين، بينما ينتهي جزء من خط السكة الحديد في منطقة البحر الميت بالضفة الغربية المحتلة، وتسعى تل أبيب إلى نقله شمالًا، في حين تفضل الإمارات تمديده جنوبًا.
وخلال اجتماع ريغيف في أبوظبي، تم الاتفاق على تنظيم لقاءات بين كبار مسؤولي السكك الحديدية من الجانبين، وإنشاء إدارة مشتركة للإشراف على حركة القطارات بين الدول المشاركة في المشروع. كما تم الاتفاق على أن تدرس هذه الإدارة إمكانية تمديد خط السكة الحديد عبر جنوب البحر الميت بين الأردن وإسرائيل لتجنب أي تعقيدات سياسية. ولم يصدر أي تعليق فوري من الإمارات على هذه التطورات.
يُذكر أنه خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند في عام 2023، تم الكشف عن مشروع “الممر الاقتصادي” (IMEC) الذي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، وهو مشروع متعدد الجنسيات يعتمد على شبكات السكك الحديدية والبحرية.
وعلى الرغم من أن المشروع يُنظر إليه على أنه تحد للصين، حيث يربط الهند بالإمارات مرورًا بالسعودية والأردن وإسرائيل وصولًا إلى أوروبا، إلا أن دراسة الجدوى الخاصة به أثارت جدلاً واسعًا.
وفي نوفمبر 2018، كان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير النقل والمواصلات، قد اقترح في مؤتمر النقل الدولي في مسقط مشروع “سكة حديد السلام” الذي يربط دول الخليج بإسرائيل عبر الأردن.
وتواصل السعودية رفض التطبيع مع إسرائيل قبل تحقيق تقدم في اتجاه حل الدولتين، حيث صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 18 نوفمبر الحالي: “نرغب في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام ضمن مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل”.
