لقد تحول هذا القطاع إلى القوة الدافعة للبورصة، والإنتاجية، والطلب على الخبرات التكنولوجية، بينما تتوسع الشركات في إنشاء مراكز بيانات ضخمة وتستثمر مليارات الدولارات في الأجهزة الرقمية.
ومع ذلك، يثير هذا الاعتماد شبه الكامل على الذكاء الاصطناعي مخاوف متزايدة، حيث تربط نسبة كبيرة من الإنفاق الاستهلاكي ورأس المال بقيمة أسهم عدد محدود من الشركات الكبرى. تحذر تقارير السوق من أن أي تباطؤ مفاجئ قد ينعكس مباشرة على المؤشرات وعلى الأسر ذات الدخل المرتفع التي تقود الطلب الاستهلاكي، في ظل تزايد المخاوف من فقاعة تكنولوجية نتيجة ارتفاع التقييمات إلى مستويات غير مبررة على المدى الطويل.
تشير التحليلات إلى أن الطفرة لا تزال في أوجها، حيث تضخ الشركات الأمريكية استثمارات غير مسبوقة في مراكز البيانات والمعدات المتطورة، بينما ترتفع أرباح شركات الرقائق والمنصات الكبرى إلى مستويات قياسية تجعلها صاحبة التأثير الأكبر في اتجاهات الاقتصاد الأمريكي.
في المقابل، يلفت الخبراء الانتباه إلى مجموعة من المخاطر التي قد تعرقل هذا المسار، وعلى رأسها الضغط الهائل على شبكات الطاقة، وهشاشة سلاسل توريد الرقائق، والجدل التشريعي حول تنظيم النماذج المتقدمة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الامتثال، وتهديد بعض الولايات بالمعاناة من نقص المياه نتيجة التوسع السريع في المراكز الرقمية.
على الرغم من حجم المخاوف، يتوقع الاقتصاديون أن التباطؤ – وليس الانهيار – هو السيناريو الأكثر ترجيحًا، استنادًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من “الأمن القومي الأميركي” وأن المنافسة مع الصين تجعل الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع أولوية لا يمكن التراجع عنها.
باختصار، تبدو الطفرة الحالية تحولاً هيكليًا يعيد تشكيل الاقتصاد الأمريكي، وعلى الرغم من حساسيته للانكماش، يبقى من المرجح أن يظل الذكاء الاصطناعي المحرك الأساسي للنمو في السنوات المقبلة.
(سكاي نيوز)
