Real Madrid CF v FC Barcelona - LaLiga EA Sports

لبنان اليوم

استمر غياب “بيدري” عن التدريبات الجماعية لبرشلونة، مما أدى إلى استبعاده من المواجهة المنتظرة أمام تشيلسي. في المقابل، سيكون “ماركوس راشفورد” و”فرينكي دي يونج” متاحين للمدرب “هانز فليك” بعد تعافيهما.

أفادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” بأن برشلونة أجرى تدريبه الأخير، صباح يوم الإثنين، في مدينة خوان جامبر الرياضية قبل السفر إلى لندن لمواجهة تشيلسي يوم الثلاثاء، ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

السمة البارزة في التدريب كانت استمرار غياب “بيدري”، حيث واصل العمل بشكل منفرد، ولم يتمكن من المشاركة في التدريبات الجماعية للفريق على الرغم من التحسن الملحوظ في تعافيه.

كان “بيدري” قد أصيب في عضلة الفخذ الخلفية منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي، بعد مباراة الكلاسيكو في سانتياجو برنابيو، وهو الآن في المرحلة النهائية من التعافي، لكن الجهاز الفني يفضل تجنب أي مخاطر في هذه الفترة الحاسمة من الموسم.

من جهة أخرى، استعاد المدرب “هانز فليك” جهود عنصرين مهمين، وهما “ماركوس راشفورد” و”دي يونج”. المهاجم الإنجليزي، الذي غاب عن الفوز على أتلتيك بيلباو بسبب الإنفلونزا، تدرب بشكل طبيعي يوم الأحد. أما “دي يونج” فقد عاد بعد انتهاء فترة إيقافه في الدوري، ويستعد ليكون أحد قادة خط الوسط في لندن.

كما أصبح الظهير الإسباني “أليخاندرو بالدي” متاحًا بعد خروجه من الملعب في الشوط الأول من مباراة السبت ضد أتلتيك بيلباو.

حافظ المدرب “فليك” على روتين التدريبات المعتاد هذا الموسم، حيث يجري الفريق حصصه الصباحية في برشلونة قبل السفر مساءً بعد تناول وجبة الغداء في المدينة الرياضية، مع تأجيل ظهور اللاعبين والجهاز الفني للإعلام إلى ملعب المباراة، ستامفورد بريدج.

من المقرر أن تسافر بعثة الفريق الكتالوني إلى لندن في الساعة 15:45 بالتوقيت المحلي، على أن يعقد “فليك” و”رافينيا” مؤتمرهما الصحفي الرسمي قبل اللقاء عند الساعة 19:45 بتوقيت إسبانيا، حيث من المتوقع أن يتحدث المدرب عن عودة “دي يونج” و”راشفورد”، بالإضافة إلى مواضيع أخرى.

يصل برشلونة إلى لندن بمعنويات عالية بعد النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الأسابيع الأخيرة، مع عودة بعض العناصر الأساسية، لكنه يدرك أن مواجهة تشيلسي تتطلب أفضل أداء من الفريق الكتالوني.

قصة صعود صاروخي

يعتبر “بيدرو جونزاليس لوبيز”، المعروف باسم “بيدري”، أحد أبرز المواهب الكروية الصاعدة في العالم، وقد لفت الأنظار بأسلوبه الهادئ ورؤيته الثاقبة في خط الوسط.

في سن مبكرة جدًا، تمكن اللاعب الإسباني من فرض نفسه كعنصر أساسي في تشكيلة نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا، ليصبح رمزًا للجيل الجديد في عالم كرة القدم.

النشأة وبداية المسيرة

وُلد “بيدري” في 25 نوفمبر 2002 في تيجويستي بجزر الكناري، ونشأ في بيئة محبة لكرة القدم.

بدأ “بيدري” ممارسة اللعبة في سن مبكرة، وسرعان ما لفت الانتباه بموهبته الفطرية، وانضم إلى أكاديمية نادي لاس بالماس في مايو 2018، حيث تبلورت موهبته الكروية الحقيقية.

أدرك مدربو النادي قيمة الموهبة التي يمتلكونها، وقام المدرب “بيبي ميل” بترقيته إلى الفريق الأول وهو في السادسة عشرة من عمره فقط.

خاض “بيدري” أول مباراة احترافية له في 18 أغسطس 2019، ليصبح أصغر لاعب يشارك مع الفريق في دوري الدرجة الثانية الإسباني آنذاك.

الانتقال إلى برشلونة والانفجار الكبير

في 2 سبتمبر 2019، توصل نادي برشلونة إلى اتفاق مع لاس بالماس للتعاقد مع “بيدري”، في صفقة قُدرت قيمتها بنحو 22 مليون يورو كحد أقصى (شاملة المتغيرات)، لينضم رسميًا إلى الفريق الكتالوني في صيف عام 2020.

لم يحتج “بيدري” لوقت طويل للتأقلم مع أسلوب لعب برشلونة، المعروف بفلسفة “التيكي تاكا”. تحت قيادة المدرب “رونالد كومان” في البداية، أصبح “بيدري” لاعبًا أساسيًا لا غنى عنه في موسمه الأول، مقدمًا أداءً ناضجًا يفوق عمره بكثير.

تميز “بيدري” بقدرته على المراوغة، التمريرات الدقيقة، الرؤية الثاقبة في صناعة اللعب، والجهد الكبير الذي يبذله في أرضية الملعب، مما جعله يُقارن بأسطورة النادي “أندريس إنييستا”.

إنجازات وألقاب فردية وجماعية

على الرغم من صغر سنه، حقق “بيدري” سجلًا حافلًا بالإنجازات مع برشلونة ومنتخب إسبانيا. تُوج مع برشلونة بـ 6 ألقاب حتى الآن، أبرزها لقبان في الدوري الإسباني (2022/23، 2024/25) ولقبان في كأس ملك إسبانيا (2020/21، 2024/25) ولقبان في كأس السوبر الإسباني.

على المستوى الفردي، نال “بيدري” اعترافًا دوليًا واسعًا، ففي عام 2021، فاز بجائزة “الفتى الذهبي” لأفضل لاعب شاب في أوروبا، وجائزة “كوبا” من مجلة فرانس فوتبول. كما اختير ضمن التشكيلة المثالية لبطولة أمم أوروبا 2020 (التي أقيمت في 2021) وحصل على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.

مسيرته الدولية والتحديات البدنية

شارك “بيدري” في جميع مباريات إسبانيا في يورو 2020، وساهم في وصول الفريق إلى نصف النهائي. بعد فترة وجيزة، كان جزءًا من المنتخب الأولمبي الذي فاز بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020، كما توج مع إسبانيا بلقب يورو 2024.

على الرغم من التحديات البدنية، يظل “بيدري” عنصرًا محوريًا في خطط المدربين، ويُعتبر أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم بفضل ذكائه الكروي وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب.