تستمر تبعات فضيحة جيفري إبستين، المجرم الجنسي الأمريكي، في التكشف بعد قيام مشرعين أمريكيين بنشر مجموعة واسعة من رسائل البريد الإلكتروني التي تكشف طبيعة علاقاته مع شخصيات بارزة في مجالات الاقتصاد والعلوم والسياسة والإعلام. يخضع الآن العشرات ممن تواصلوا معه على مر السنين للتدقيق، على الرغم من أن هذه المراسلات جرت بعد تسجيله رسمياً كمرتكب جرائم جنسية في عام 2008.
وفقاً لصحيفة USA TODAY، فإن غالبية هؤلاء الأشخاص هم من الرجال، وتضمنت اتصالاتهم مع إبستين طلب المشورة بشأن العلاقات الشخصية، أو مناقشات سياسية، أو تبادل رسائل ودية، وذلك على الرغم من سجله الإجرامي. يُتهم إبستين بتجنيد واستغلال أكثر من 1000 فتاة قاصر في الولايات المتحدة وخارجها، بالتعاون مع شريكته غيسلين ماكسويل.
لاري سامرز… ومستشارته الشابة:
كشفت الرسائل أن لاري سامرز، وزير الخزانة الأمريكي السابق ورئيس جامعة هارفارد سابقاً، طلب من إبستين نصيحة بشأن علاقة عاطفية “غير مناسبة” مع خبيرة اقتصادية وصفها بأنها “طالبته ومرشدته”. تطورت علاقته بإبستين من تبادل الرسائل إلى استقالة سامرز من منصبه الأكاديمي في هارفارد، وسط تحقيقات أوسع في علاقة الجامعة بإبستين.
زوجة سامرز… ورسائل عن “لوليتا”:
تظهر الرسائل أيضاً أن إليسا نيو، زوجة سامرز وأستاذة الأدب الأمريكي في هارفارد، راسلت إبستين حول الكتب، وأرسلت له توصيات تتضمن رواية “لوليتا” الشهيرة التي تتناول علاقة رجل بطفلة في الثانية عشرة—الرواية ذاتها التي ارتبط اسمها بطائرة إبستين الخاصة “لوليتا إكسبريس”.
لورانس كراوس… وطلب نصيحة في اتهامات تحرش:
التجأ عالم الفيزياء لورانس كراوس إلى إبستين للحصول على مشورته عندما بدأت وسائل الإعلام في التحقيق في مزاعم التحرش ضده. ناقش معه تفاصيل لقاء مع إحدى المشتكيات، فيما نصحه إبستين بعدم الرد على الصحفيين.
ستيف بانون… مشاركات ودّية:
تُظهر الرسائل أن المستشار السابق للرئيس ترامب، ستيف بانون، كان على اتصال متكرر مع إبستين، وشمل ذلك تنسيق المواعيد ووجبات الإفطار والمراسلات حول السفر.
جوناثان فاركاس… نصائح “عاطفية” من إبستين:
في رسالة تعود لعام 2017، طلب رجل الأعمال جوناثان فاركاس نصيحة إبستين حول امرأة كان يواعدها، ليرد إبستين بوصف مهين لها ويتهمها بالإدمان والكذب و”عدم الثقة”.
مايكل وولف… طلب مقابلة قبل انتخابات 2016:
تشير المراسلات إلى أن الصحفي مايكل وولف حاول عام 2016 إقناع إبستين بإجراء مقابلة لكتابه حول حملة ترامب الانتخابية، من دون وجود أدلة على أن إبستين تجاوب. وفي 2019، أرسل إبستين إلى وولف رسالة مطولة يصف فيها ما يزعم أنها طبيعة “جلسات المساج” التي كان يدفع مقابلها، في محاولة لتقليل خطورة الاتهامات.
بوريس نيكوليتش… ورسائل خفيفة من سويسرا:
ناقش المستثمر التكنولوجي بوريس نيكوليتش مع إبستين حضوره مؤتمراً في سويسرا، وتفاخر أمامه بأنه كان “يغازل” فتاة شابة خلال رحلته.
إيلون ماسك… “هل سيذهب إلى الجزيرة؟”:
ورد اسم إيلون ماسك في جدول أجندة إبستين عام 2014، في إشارة إلى “رحلة مزعومة” إلى جزيرته الخاصة. إلا أن ماسك نفى ذلك تماماً، مؤكداً أنه لم يزر الجزيرة رغم محاولات إبستين المتكررة لاستضافته.
كاثرين رويميلر… مزاح سياسي ورسائل مهينة:
أظهرت رسائل المديرة التنفيذية في “غولدمان ساكس” والمستشارة السابقة لباراك أوباما تبادلاً لمزاح اعتُبر مسيئاً، إضافة إلى لقاءات وأحاديث شخصية مع إبستين، جرت قبل انضمامها للشركة.
يذكر أن إبستين كان ممولاً ثرياً يمتلك شبكة علاقات دولية واسعة. أُلقي القبض عليه عام 2019 بتهمة الاتجار الجنسي بالقاصرات، قبل أن يُعثر عليه ميتاً داخل زنزانته في سجن مانهاتن في حادثة أثارت شكوكاً كبيرة، نظراً لشبكة معارفه التي شملت رؤساء دول وسياسيين وشخصيات مالية وإعلامية عالمية.
