FBL-MLS-USA-MIAMI-NASHVILLE

لبنان اليوم

سيفتتح “إنتر ميامي” ملعبه الجديد “ميامي فريدوم بارك” في الرابع من أبريل المقبل بمواجهة “أوستن”.

من المقرر أن يبدأ الموسم المنتظم للدوري الأمريكي في 21 فبراير القادم.

خلال الموسم المنتظم، سيخوض كل فريق 34 مباراة، على أن يختتم الموسم في السابع من نوفمبر القادم.

سيتوقف الدوري الأمريكي خلال الفترة من 25 مايو وحتى 16 يونيو بسبب بطولة كأس العالم، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.

المثير للاهتمام أن الدوري الأمريكي أعلن عن استئناف المباريات قبل موعد نهائي مونديال 2026 في 19 يونيو.

ستشهد المرحلة الافتتاحية من الدوري الأمريكي، في 21 فبراير، إقامة 13 مباراة، من بينها لقاء يجمع بين “إنتر ميامي” بقيادة “ليونيل ميسي”، ومضيفه “لوس أنجلوس إف سي” بقيادة الكوري الجنوبي “هيونج مين سون”.

“لابورتا يقطع طريق عودة ميسي برد حاسم”

حسم “خوان لابورتا”، رئيس نادي برشلونة، موقفه من إعادة “ليونيل ميسي” قائد “إنتر ميامي”، إلى ملعب “سبوتيفاي كامب نو” مرة أخرى.

وكان “ميسي” قد غادر النادي الكتالوني في صيف 2021 بعد فترة وجيزة من انتخاب “لابورتا” رئيسًا للبارسا، بسبب عدم وجود أموال كافية لتسجيله ومنحه عقدًا جديدًا.

وخلال تصريحات نشرها الصحفي الإيطالي “فابريزيو رومانو” عبر حسابه بموقع إكس، قال “لابورتا” عن احتمالية عودة “ميسي” للبارسا: “عودته كلاعب أمر بعيد تماما عن الواقع، وفي الوقت الراهن، فهو يرتبط بعقد مع إنتر ميامي”.

وأضاف: “النادي يبني مشروعًا للحاضر والمستقبل، لذا يبدو معقدا، ومن الصعب العيش في الماضي مع رغبتك في المضي للأمام”.

رحلة ذهبية

تُعد مسيرة “ليونيل ميسي” مع برشلونة، واحدة من أعظم الرحلات في تاريخ كرة القدم، حيث صنعت أسطورة لا مثيل لها داخل جدران الكامب نو، وعلى مستوى اللعبة بأكملها.

فمنذ ظهوره الأول مع الفريق الأول عام 2004، وحتى رحيله في صيف 2021، قدم “ليونيل ميسي”، كل ما يمكن أن يقدمه لاعب لنادٍ واحد، وحقق مجموعة أرقام خيالية وإنجازات جعلته رمزًا خالدًا في تاريخ برشلونة.

خلال 778 مباراة خاضها مع الفريق، سجل “ليونيل ميسي” 672 هدفًا وصنع 303 أهداف، ليصبح اللاعب الأكثر مساهمة تهديفية في تاريخ كرة القدم مع نادٍ واحد.

لم يكن “ليونيل ميسي”، مجرد هداف، بل صانع لعب استثنائي، قادر على بناء الهجمة، وصناعة الفارق وإنهاء الهجمة في آن واحد، وقد شكّلت هذه الثنائية بين التسجيل والصناعة، جزءًا أساسيًا من شخصية “ميسي” الكروية داخل النادي.

قاد “ميسي”، برشلونة، إلى حقبة ذهبية غير مسبوقة، حيث ساهم في التتويج بـ 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و10 ألقاب للدوري الإسباني، إلى جانب كأس العالم للأندية، كأس الملك، والسوبر الأوروبي والإسباني.

مع كل موسم، لم يكن يكتفي بالحفاظ على مستواه، بل كان يرفع سقف التوقعات لما يمكن أن يفعله لاعب واحد داخل منظومة الفريق.

ومع جيل المدرب “بيب جوارديولا” الذهبي تحديدًا، بلغ “ليونيل ميسي”، قمة المجد، حين تحوّل إلى حجر الزاوية في فريق تاريخي قدّم أحد أعظم أساليب كرة القدم.

كان “ميسي” في تلك الفترة، نموذجًا للمهاجم الوهمي، لاعبًا يربك المدافعين بتحركاته العميقة، وصانعًا لحقبة من اللعب الاستعراضي الذي جعل برشلونة مرجعًا عالميًا.

رغم تغير المدربين والأجيال، ظل “ميسي” العنصر الثابت، المنقذ، والقائد الذي يُعتمد عليه في الأوقات الصعبة، وقد ازدادت أهميته في السنوات الأخيرة قبل رحيله، حيث حمل الفريق على كتفيه، وكان القوة الإبداعية الأولى دون منازع.

ربما ترك رحيل “ميسي”، فراغًا هائلًا، ليس فقط داخل الفريق، بل في قلوب الجماهير التي عاشت معه أجمل اللحظات، ورغم النهاية العاطفية والمؤلمة، يبقى إرثه مع برشلونة أكبر من مجرد أرقام.

الحياة بعد برشلونة

مثّلت مغادرة “ميسي” لصفوف برشلونة في صيف 2021، نقطة تحول كبرى في مسيرته الكروية، بعدما اضطر إلى الرحيل عن الكامب نو بسبب الأزمة المالية الخانقة التي عاشها النادي.

رغم ارتباطه العاطفي العميق بالبلوجرانا، كان عليه خوض تحديات جديدة بقميص باريس سان جيرمان، لينطلق في رحلة مختلفة تمامًا عن تلك التي قضى خلالها أكثر من عقدين في كامب نو.

مع باريس، بدأ “ليونيل ميسي”، مرحلة تكيف صعبة في موسمه الأول، نتيجة تغيّر البيئة التكتيكية، إضافة إلى الضغوط الكبيرة المصاحبة لضمّه إلى فريق يضم أيضًا “نيمار” و”مبابي”.

رغم ذلك، قدّم النجم الأرجنتيني، موسمًا ثانيًا أكثر نضجًا وتأثيرًا، حيث ساهم بالأهداف والتمريرات الحاسمة، وأظهر لحظات من فنه المعتاد.

على الرغم من الانتقادات، خصوصًا بسبب الإخفاق الأوروبي، نجح “ميسي” في التتويج بالدوري الفرنسي، ووضع بصمته كأحد أفضل صناع اللعب في الفريق، إلى جانب قيادته لمنتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم 2022 في واحدة من أعظم لحظات مسيرته.

لكن أجواء باريس لم تكن الأنسب له على المستوى النفسي والجماهيري، ليقرر بدء مغامرة جديدة خارج أوروبا، وهذه المرة في الدوري الأمريكي عبر بوابة “إنتر ميامي” في صيف 2023.

مثّل هذا الانتقال نقطة تحول إيجابية، إذ وجد “ميسي”، بيئة هادئة مع أجواء مناسبة للاسترخاء بعد سنوات من الضغوط الأوروبية.

مع “إنتر ميامي”، أعاد “ميسي”، إشعال شغف الجمهور الأمريكي بكرة القدم، وساعد النادي على تحقيق أول بطولة في تاريخه عبر كأس الدوريات، مقدّمًا مستويات فنية مبهرة.

كما جذب اهتمامًا عالميًا غير مسبوق للدوري الأمريكي، وأعاد تعريف دور اللاعب النجم خارج أوروبا، بمزيج من الأداء الراقي والقيمة التسويقية الهائلة.

وهكذا، أثبتت رحلة “ميسي” بعد برشلونة، أنه لا يزال قادرًا على التأثير أينما ذهب، محافظًا على سحره الكروي، وراسماً فصولًا جديدة في مسيرته الأسطورية داخل أوروبا وخارجها.