التعامل بلطف مع الآخرين: ما هو تأثيره على صحتك؟

لبنان اليوم

أظهرت الأبحاث أن إظهار اللطف قد يساهم في تخفيف الضغوط، وتقليل الشعور بالألم الجسدي، ومكافحة الشعور بالوحدة، والحفاظ على “الصحة” لفترة أطول.

جوهر اللطف

نظن في الغالب أن اللطف هو فعل نؤديه تجاه الآخرين، مثل فتح باب، أو توجيه إطراء، أو مساعدة شخص غريب على عبور الطريق. إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذه الإيماءات الصغيرة والنبيلة قد تعود بالنفع علينا أيضًا.

تقول “زيتا أورافيتش”، أستاذة التنمية البشرية ودراسات الأسرة في جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة: “يمكن للطف أن يمنحك شعورًا إيجابيًا ودافئًا للغاية يربطك بالشخص الآخر”.

حتى أن علماء النفس أطلقوا عليها اسمًا: “صدى الإيجابية” وهي لحظة وجيزة ولكنها مؤثرة من حسن النية المشتركة التي يمكن أن يتردد صداها في الجسم بأكمله.

وأوضحت “أورافيتش” أن “ذلك يحدث على المستويين البيولوجي والسلوكي”. يتبادل الناس الابتسامات، ويتم إفراز هرمون الحب الأوكسيتوسين، وتتزامن دقات قلوبهم.

عندما تفرز أدمغتنا مواد كيميائية عصبية مثل الأوكسيتوسين والدوبامين والسيروتونين، فإنها تساعد في الحد من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. بمرور الوقت، يمكن أن يساعد ذلك في خفض ضغط الدم وتقليل الالتهابات.

علم “رنين الإيجابية”

لهذه الظاهرة تأثيرات صحية واضحة. تُظهر الدراسات أن أعمال اللطف يمكن أن تخفف التوتر، وتقلل القلق، وتحسن المزاج، وحتى تخفف الألم الجسدي.

في دراسة تجريبية نُشرت عام 2022، أظهر الأشخاص الذين طُلب منهم القيام بأعمال طيبة بانتظام انخفاضًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب والقلق مقارنة بمن لم يُطلب منهم ذلك.

تشير “مؤسسة الصحة النفسية” في المملكة المتحدة إلى فوائد مماثلة: فمساعدة الآخرين تقلل من التوتر وتحسن احترام الذات والسعادة والصحة النفسية بشكل عام.

كما أشارت دراسة دولية نُشرت عبر الإنترنت من قِبل “مجلة الطب النفسي الاجتماعي وعلم الأوبئة النفسية”، إلى أن اللطف يقلل من العزلة الاجتماعية والوحدة، وهما أمران يرتبطان بشكل متزايد بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.

(ترجمات)