يبدو أن الحارس الكتالوني على أتم الاستعداد للمشاركة في مباراة الفريق القادمة أمام أتلتيك بيلباو. وتشير الأرقام إلى تفوقه الواضح على منافسه فويتشيك تشيزني، حيث يمتلك نسبة تصديات أعلى بنحو 20%.
وفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، تعرض جارسيا لإصابة في الغضروف الداخلي لركبته اليسرى في 25 سبتمبر الماضي خلال مباراة ضد أوفييدو. كان جارسيا قد قدم أداءً مفاجئًا ومميزًا مع برشلونة في بداية الموسم.
على الرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى عودته في بداية نوفمبر، وتحديدًا في مباراة ضد كلوب بروج أو سيلتا فيجو، إلا أن الحارس فضل عدم الاستعجال واتباع خطة تعافٍ دقيقة دون أي مخاطرة.
أكدت مصادر مقربة من جارسيا (24 عامًا) أنه “منذ عودته للعمل على العشب، شعر بأفضل الأحاسيس”. وأشارت المصادر إلى التزامه الكامل بالبرنامج العلاجي، مما جعله جاهزًا للعب ضد أتلتيك بيلباو يوم السبت القادم في الدوري الإسباني.
يسود جو من التفاؤل الحذر داخل أروقة برشلونة بشأن عودة جارسيا، خاصةً بعد الأرقام المتواضعة التي سجلها تشيزني خلال فترة غياب زميله، حيث استقبل 17 هدفًا في 9 مباريات فقط.
وعلى الرغم من بعض اللحظات الجيدة، مثل تصديه لركلة جزاء أمام كيليان مبابي في الكلاسيكو، إلا أن أداء الحارس البولندي وُصف بأنه “متوسط”.
يمتلك تشيزني خبرة كبيرة، لكنه لم يتمكن من تقديم التصديات الحاسمة التي أظهرها جارسيا في مباريات سابقة مثل مواجهتي رايو فاليكانو ونيوكاسل في سانت جيمس بارك في بداية الموسم.
أشارت “آس” إلى أن الفارق في الأرقام واضح، حيث يمتلك جارسيا نسبة تصديات تبلغ 83% (19 تصديًا من أصل 24 تسديدة)، بينما يملك تشيزني نسبة 64% (24 تصديًا من أصل 42 تسديدة).
يعلق المدرب هانز فليك آمالًا كبيرة على عودة الحارس السابق لإسبانيول، خاصةً في ظل المعاناة الدفاعية التي يمر بها الفريق في بداية الموسم. باستثناء خطأه في ملعب كارلوس تارتيري أمام أوفييدو، كان جارسيا مثالًا للثبات، مع تطور ملحوظ في اللعب بالقدم والقدرة على التقدم خارج منطقة الجزاء للسيطرة على المساحات خلف الدفاع.
من الناحية الفنية، يتميز جارسيا بقوته على خط المرمى، وبراعته في المواجهات الفردية، وشجاعته في التعامل مع الكرات الهوائية، مما ساهم في رفع مستوى حراسة المرمى في برشلونة مقارنة بالسنوات الماضية.
سيواجه جارسيا اختبارات مهمة في رحلة العودة، أبرزها زيارة ملعب ستامفورد بريدج لمواجهة تشيلسي بطل العالم، والتي تعتبر واحدة من أولى مبارياته الكبرى في أعلى مستويات المنافسة.
كما حدث في نيوكاسل، سيخوض جارسيا تحديًا جديدًا من بين التحديات التي دفعته لقبول عرض برشلونة، وذلك لاختبار قدراته كحارس مرمى قادر على التألق في قمة كرة القدم الأوروبية.
يُعتبر جارسيا أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الإسبانية، بعد أن أثبت نفسه بسرعة على المستوى الاحترافي.
وُلِد جارسيا في سالينت بإقليم كتالونيا، ونشأ في بيئة كروية محفزة، مما ساعده على تطوير موهبته منذ الصغر والتفوق في مركز حراسة المرمى، الذي يتطلب الانضباط والذكاء التكتيكي والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في لحظات قليلة.
بدأ جارسيا مسيرته الشبابية في أكاديمية نادي سالينت المحلي، حيث لفت انتباه كشافي المواهب لنادي إسبانيول بفضل مهاراته الفنية العالية وثباته النفسي في المرمى.
انضم لاحقًا إلى فرق الشباب في إسبانيول، وتألق بقدرته على توقع تحركات المهاجمين والتعامل بجرأة مع الكرات الهوائية، بالإضافة إلى تطوير مهاراته في اللعب بالقدم، مما جعله قادرًا على المشاركة في بناء اللعب من الخلف، وهو أسلوب أصبح ضروريًا في كرة القدم الحديثة.
بدأت انطلاقة جارسيا الفعلية مع الفريق الرديف لإسبانيول، حيث قدم أداءً مميزًا جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، لكنه اختار الطريق الذي يضمن له فرصة تطوير مستواه، مع متابعة دقيقة لمراحل النمو البدني والفني.
كانت نقطة التحول في مسيرته بعد انتقاله إلى برشلونة. فمع بداية موسم 2025-2026، أصبح جارسيا أحد أبرز الحراس الشباب الذين تركوا انطباعًا إيجابيًا سريعًا، بفضل تصدياته الحاسمة في مباريات الدوري الإسباني، وأبرزها تألقه في مواجهات مثل رايو فاليكانو ونيوكاسل.
على الرغم من إصابته في الغضروف الداخلي للركبة اليسرى في سبتمبر الماضي، إلا أن التزامه ببرنامج التأهيل الصارم وحرصه على العودة تدريجيًا إلى الملاعب يعكس شخصيته الاحترافية ومواظبته على تطوير مستواه الفني والبدني.
تضع جماهير برشلونة آمالًا كبيرة على عودة جارسيا، خاصةً في ظل تذبذب الأداء الدفاعي للفريق هذا الموسم والانتقادات الموجهة لأسلوب لعب هانز فليك الذي يعتمد على الدفاع المتقدم، مما يترك مساحات كبيرة خلف الخط الخلفي، وهو ما يتعين على الحارس الإسباني الشاب ملؤه والسيطرة عليه.
