الدافع الأساسي لارتفاع الذهب يأتي من عاملين: أولاً، تراجع ثقة المستهلك الأميركي في القراءة الأولية لشهر تشرين الثاني نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي، مسجلاً أدنى مستوى له منذ حوالي ثلاث سنوات ونصف، مما يعزز دور الذهب كملاذ آمن في الأوقات غير المستقرة. ثانياً، تتوقع الأسواق بنسبة تتراوح بين 60 و 65% خفض أسعار الفائدة في كانون الأول، وهو ما يميل إلى دعم الأصول “عديمة العائد” مثل الذهب عندما تنخفض تكلفة الفرصة البديلة.
وفي هذا السياق، صرح مصدر اقتصادي لـ”لبنان24″ بأن المستثمرين يلاحظون استمرار الشراء الرسمي من بنك الشعب الصيني للشهر الحادي عشر على التوالي، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات وحيازات صناديق الذهب في الصين بنسبة تقارب 164% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، لتصل الحيازات المحلية إلى حوالي 194 طناً، بينما ارتفعت الاحتياطات الرسمية إلى نحو 2,303 أطنان بنهاية الربع الثالث. هذه المؤشرات تجعل من الصعب على البائعين كسر الاتجاه الصعودي.
ويضيف المصدر: “في غرف التداول، يجري تثبيت مراكز صعودية تدريجيًا بدل القفزات الكبيرة. بعض المتعاملين يحوّلون جزءًا من أرباح الأسهم إلى المعدن، وآخرون يفضّلون الشراء المتدرّج للحفاظ على المتوسّط السعري. والفكرة واحدة، حماية ما تحقق، والإبقاء على مساحة للحاق بأي موجة ارتفاع جديدة.”
ويشير المصدر إلى أن الطلب المتوقع من آسيا، وخاصة الصين، يعطي التجار سببًا إضافيًا للثبات. لذلك، تُعتبر منطقة الأربعة آلاف كخط دفاع نفسي، حيث يعود الشراء بسرعة عند اقتراب الأسعار منها. وما لم تظهر مفاجآت اقتصادية قوية تعاكس هذا الاتجاه، سيبقى المزاج العام مائلاً نحو صعود هادئ، مما يعني شراء بحذر عند الهبوط، مع بيع جزئي عند القمم، في انتظار إشارة أوضح نحو 4200.
