بنزيما

لبنان اليوم

أعرب ديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، عن استعداده للنظر في تدريب أحد الأندية في دوري “روشن” السعودي للمحترفين.

أفادت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن نادي اتحاد جدة، الذي يضم النجمين الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي، يُظهر اهتمامًا كبيرًا بضم ديشامب.

وذكرت الصحيفة أن المدرب الفرنسي يركز حاليًا على مهامه مع المنتخب، وسيتخذ قراره بشأن مستقبله بعد انتهاء كأس العالم 2026، المقرر إقامته في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وفي مقابلة مع برنامج “تيليفوت” على قناة TF1، على هامش الإعلان عن قائمة المنتخب الفرنسي لشهر نوفمبر، أثار ديشامب التكهنات حول وجهته المقبلة، حيث قال: “لقد تلقيت بعض الاتصالات (من أندية سعودية)، ولكن لن أذكر أسماء، لكنهم يعرفون وضعي”.

وأضاف: “بمجرد اتخاذي قرارًا، ولن أتراجع عنه، هذا واضح، سأكون متفرغًا بعد المواعيد النهائية المحددة، ولا أستبعد أي شيء”.

يشغل ديشامب منصب المدير الفني لمنتخب فرنسا منذ صيف 2012، خلفًا للوران بلان، الذي فاز معه بلقب كأس العالم 1998 كلاعب.

قاد ديشامب، البالغ من العمر 57 عامًا، منتخب بلاده في 173 مباراة، حقق خلالها 111 فوزًا، مقابل 32 تعادلًا و30 خسارة، وسجل الفريق 368 هدفًا، بينما استقبلت شباكه 164 هدفًا.

على صعيد الألقاب، فاز ديشامب مع منتخب فرنسا بكأس العالم 2018 ودوري أمم أوروبا 2021، بالإضافة إلى فضية أمم أوروبا يورو 2016 في فرنسا، وفضية كأس العالم 2022 في قطر، وبرونزية دوري أمم أوروبا 2025 في ألمانيا.

ضربة

بالإضافة إلى أخبار المفاوضات مع فريق سعودي، تلقى ديشامب ضربة قبل معسكر المنتخب الفرنسي لشهر نوفمبر، حيث اضطر لإجراء تعديل في قائمة الفريق.

يستعد المنتخب الفرنسي لاستضافة أوكرانيا ثم مواجهة أذربيجان يومي 13 و16 نوفمبر، ضمن الجولتين الخامسة والسادسة من المجموعة الرابعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وقبل انطلاق المعسكر، اضطر ديشامب لاستبعاد راندال كولو مواني، مهاجم توتنهام هوتسبير الإنجليزي، بسبب إصابة بكسر في الفك، واستدعى فلوران توفان، لاعب لانس، ليحل محله في قائمة المنتخب.

وكان ديشامب قد اختار قائمة تضم 24 لاعبًا لمواجهتي أوكرانيا وأذربيجان، جاءت كالتالي:

حراسة المرمى: لوكاس شوفالييه (باريس سان جيرمان)، مايك ماينان (ميلان)، بريس سامبا (ستاد رين).

خط الدفاع: لوكاس ديني (أستون فيلا)، مالو جوستو (تشيلسي)، لوكاس هيرنانديز (باريس سان جيرمان)، ثيو هيرنانديز (الهلال السعودي)، إبراهيما كوناتي (ليفربول)، جول كوندي (برشلونة)، ويليام ساليبا (آرسنال)، دايوت أوباميكانو (بايرن ميونخ).

خط الوسط: إدواردو كامافينجا (ريال مدريد)، نجولو كانتي (اتحاد جدة)، مانو كوني (روما)، مايكل أوليسي (بايرن ميونخ)، وارن زاير إيمري (باريس سان جيرمان).

خط الهجوم: ماجنيس أكليوش (موناكو)، برادلي باركولا (باريس سان جيرمان)، ريان شرقي (مانشستر سيتي)، هوجو إيكيتيكي (ليفربول)، راندال كولو مواني (توتنهام)، جون فيليب ماتيتا (كريستال بالاس)، كيليان مبابي (ريال مدريد)، وكريستوفر نكونكو (ميلان).

يعاني المنتخب الفرنسي من عدة غيابات بسبب الإصابات، أبرزها عثمان ديمبلي وديزيريه دوي من باريس سان جيرمان.

وكانت أزمة قد نشبت بين باريس سان جيرمان والاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد اتهام النادي الباريسي لديشامب بالتسبب في تفاقم إصابة ديمبلي.

ويغيب ديمبلي عن صفوف المنتخب الفرنسي في معسكر نوفمبر، بعد إصابة جديدة في عضلة الساق، تعرض لها خلال الخسارة أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا.

عدو بنزيما

على مر السنين، تطورت العلاقة بين كريم بنزيما وديشامب لتصبح واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا في كرة القدم الفرنسية، حيث تحول الخلاف إلى صراع مفتوح.

بدأت الأزمة في عام 2015، عندما تم استبعاد بنزيما من المنتخب الفرنسي بسبب تورطه في قضية “ابتزاز ماتيو فالبوينا”.

على الرغم من مرور السنوات، ظل ديشامب متمسكًا بقراره، معتبرًا أن بنزيما لا يتوافق مع “قيم المنتخب الفرنسي”.

ومع ذلك، مع تألق بنزيما في ريال مدريد، تصاعد الضغط الجماهيري والإعلامي، ليجد ديشامب نفسه مضطرًا إلى استدعائه مجددًا قبل يورو 2020، في خطوة وُصفت بأنها “هدنة مؤقتة”.

لكن بعد كأس العالم 2022، اشتعلت الأزمة من جديد، بعدما لمح بنزيما إلى أن استبعاده لم يكن لأسباب طبية، بل نتيجة قرار فني من ديشامب.

حينها كتب بنزيما عبر حساباته: “ديشامب كاذب.. أنت السبب”، لتعود الحرب الباردة بين الطرفين إلى العلن.

ومنذ ذلك الحين، لم يظهر أي مؤشر على عودة المياه إلى مجاريها، حتى أعلن بنزيما اعتزاله اللعب الدولي.

مستقبل غامض

يبدو أن مستقبل بنزيما مع اتحاد جدة بات أحد أكثر الملفات غموضًا، في ظل الغموض المحيط بموقفه بعد نهاية الموسم الحالي.

فالعقد الذي وقّعه بنزيما في صيف 2023 يمتد حتى يونيو/حزيران 2026، وسط تقارير تشير لإمكانية رحيله.

هذا الوضع جعل مستقبله مفتوحًا على كل الاحتمالات؛ فإما التجديد والاستمرار في التجربة السعودية، أو الاعتزال بهدوء، أو حتى العودة إلى أوروبا من بوابة بنفيكا البرتغالي، الذي يقوده مورينيو، الساعي إلى تدعيم صفوفه بخبرة بنزيما.

ورغم أن بنزيما أظهر في بعض المباريات لمحات من بريقه المعتاد، إلا أن موسمه الحالي لم يكن على قدر التوقعات.

كما أن علاقته بالإدارة لم تكن على ما يرام، وسط أنباء عن توتر بسبب الانتقادات الجماهيرية وغياب الانسجام مع بعض زملائه في الفريق.

كل هذه المعطيات تجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مصيره.