وفي مقال نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، أوضح هاريسون أن العديد من الأسر الأمريكية تجد صعوبة متزايدة في تسديد فواتير الطاقة مع انخفاض درجات الحرارة. وأشار إلى أن بعض الولايات اضطرت إلى تأجيل برامج المساعدة الشتوية بسبب عدم وصول التمويل الفيدرالي المخصص لها.
أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن ثلاثة من كل أربعة أمريكيين يشعرون بالقلق حيال ارتفاع تكاليف الطاقة، وأن حوالي ربع السكان لم يتمكنوا من سداد فواتير الكهرباء بالكامل خلال الأشهر الماضية، مما أجبرهم على العيش في ظروف حرارية غير آمنة. وتشير التقارير إلى أن شركات المرافق الأمريكية تقطع الكهرباء سنوياً عن أكثر من 3 ملايين أسرة بسبب عدم القدرة على الدفع.
أشار هاريسون إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في اليوم الأول من ولايته الثانية عام 2025 حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، معتبراً أن الأسعار المرتفعة “تدمّر الأميركيين، خصوصًا ذوي الدخل المنخفض”. وفي المقابل، تعهد وزير الطاقة كريستوفر رايت بالوصول إلى “صفر حالات قطع كهرباء”.
إلا أن ترامب اقترح في ميزانية عام 2026 إلغاء التمويل بالكامل لبرنامج LIHEAP، وهو البرنامج الفيدرالي الوحيد المخصص لمساعدة الأسر ذات الدخل المحدود على دفع فواتير التدفئة والتبريد.
وأضاف هاريسون أن الإدارة الأمريكية قامت في 1 نيسان 2025 بتسريح جميع موظفي مكتب LIHEAP، مما أضعف قدرة الحكومة على توزيع الأموال حتى بعد انتهاء الإغلاق الحكومي، على الرغم من وجود دعم من الحزبين في الكونغرس لاستمرار البرنامج.
وأوضح أن برنامج LIHEAP، الذي تأسس عام 1981، دعم حوالي 5.9 مليون أسرة في السنة المالية 2023، بميزانية بلغت 6.1 مليار دولار. ومع ذلك، لم يكن البرنامج كافياً لتغطية جميع المستحقين، حيث ساعد في عام 2020 فقط 16% من الأسر المؤهلة، في حين أن إلغاء هيكله الإداري جعل توزيع أي تمويل مستقبلي أكثر تعقيداً.
وأشار إلى أن الأسر المتعثرة باتت تعتمد على الجمعيات الخيرية والكنائس وأفراد العائلة، لكن هذه المصادر لا تملك القدرة على تغطية الفجوة، خاصة مع تراجع التمويل الخيري وتضرر بنوك الطعام والخدمات الاجتماعية بسبب الإغلاق.
وذكر أن “إحدى المشاركات في الدراسة، وتُدعى ديبرا، قالت إنها ذهبت من كنيسة إلى أخرى بحثًا عن مساعدة لتجنب قطع الكهرباء”، موضحًا أنّ منظمة “يونايتد واي” في ساوث كارولاينا تلقت أكثر من 16 ألف طلب مساعدة في عام 2023.
وحذر هاريسون من أن هذه التخفيضات تأتي في وقت حرج، حيث شهدت موجات البرد في مطلع عامي 2024 و 2025 حالات وفاة بسبب انخفاض حرارة الجسم، كان يمكن تفاديها لو توفرت المساعدات في الوقت المناسب.
وختم بالقول إن توسيع برامج الدعم الفيدرالية لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة، داعياً إلى زيادة تمويل LIHEAP، وتحسين برامج عزل المنازل، وفرض قيود على شركات المرافق لمنع قطع الخدمة، وتبني أنظمة دفع مرنة تعتمد على نسبة الدخل، محذراً من أن استمرار الأزمة يهدد بفصل شتاء قارس يحمل مخاطر صحية وحياتية متصاعدة.
