FBL-FRA-BALLONDOR-GALA

لبنان اليوم

تتزايد حدة التوتر داخل نادي ريال مدريد خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بدأت الشكوك تحوم حول المدرب تشابي ألونسو من قبل إدارة النادي. تفيد تقارير صحفية بأن رئيس النادي فلورنتينو بيريز لم يعد مقتنعًا بقدرة المدرب على السيطرة على غرفة الملابس وإدارة فريق مليء بالنجوم والطموحات الفردية.

ووفقًا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن الهزيمة التي تلقاها ريال مدريد أمام ليفربول بنتيجة 0-1، بالإضافة إلى سلوك اللاعبين في مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة، قد زادت من قناعة بيريز بأن مشروع ألونسو لا يسير في الاتجاه الصحيح حتى الآن.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن جذور هذه الأزمة تعود إلى فترة ما بعد الهزيمة القاسية أمام أتلتيكو مدريد في ملعب “ميتروبوليتانو”، حيث قرر بيريز وضع مباراتي الكلاسيكو ومواجهة ليفربول تحت المجهر لتقييم أداء المدرب الجديد.

وذكرت الصحيفة أن الإخفاق في تلك المرحلة منح الرئيس فرصة لتوجيه اللوم إلى المقربين منه الذين روجوا لفكرة “ريال مدريد العصري” الذي يبنيه ألونسو، على الرغم من أنه لم يكن الخيار الأول لخلافة كارلو أنشيلوتي، حيث تم تعيينه فقط بعد رفض الألماني يورجن كلوب العودة إلى التدريب.

أزمات داخل غرفة الملابس

أكدت الصحيفة أن الأحداث التي وقعت في الكلاسيكو زادت من قناعة بيريز بمحدودية قدرة ألونسو على إدارة غرفة الملابس، خاصة مع أزمة فينيسيوس جونيور الذي أبدى غضبه الشديد بعد استبداله، على الرغم من أن بيريز كان قد نبه المدرب مسبقًا إلى تراجع مستوى اللاعب البرازيلي.

وقرر النادي الملكي عدم معاقبة فينيسيوس، مما ترك ألونسو وحيدًا في مواجهة الموقف، على الرغم من اعتذار اللاعب لزملائه دون التحدث مباشرة إلى مدربه.

وتابعت “سبورت” أن هذه الواقعة لم تكن الوحيدة، حيث تفاقم التوتر بعد تصريحات فيدي فالفيردي حول استخدامه كظهير، بالإضافة إلى سوء إدارة ملف المهاجم الشاب إندريك، والتغيير المفاجئ لترينت ألكسندر أرنولد في مباراة ليفربول قبل 10 دقائق من النهاية. هذه الأحداث كشفت لبيريز عن وجود حالة من الاستياء بين عدد من اللاعبين تجاه أسلوب تعامل ألونسو.

لا تدوير ولا ضغط عالٍ

على الصعيد الفني، عززت نتائج الفريق الأخيرة شكوك الرئيس حول قدرة ألونسو على تطوير أسلوب اللعب. وأكدت مباراة الكلاسيكو لبيريز أن ريال مدريد يعتمد على النجوم دون تغييرات جوهرية، حيث فاز الفريق بتشكيل أساسي يضم مبابي وفينيسيوس وبيلينجهام، ومن دون تدوير أو ضغط عالٍ كما وعد المدرب سابقًا.

ورأت “سبورت” أن الفريق الذي انتصر على برشلونة بقيادة فليك لم يختلف كثيرًا عن النسخة التي كان يشرف عليها أنشيلوتي، حيث اعتمد على وسط قوي ودفاع متراجع، بانتظار أخطاء الخصم للانطلاق في الهجمات المرتدة.

ويعتقد بيريز أن هذه النسخة بعيدة كل البعد عن “ريال مدريد الحديث” الذي تحدث عنه المقربون من ألونسو، مستشهدًا بمقولته القديمة: “ريال مدريد يدرب نفسه، فقط ضع الأفضل في الملعب وسيلعبون وحدهم”.

إرهاق بدني وقلق متزايد

بالإضافة إلى المشاكل الفنية، أعرب بيريز عن قلقه بشأن تراجع اللياقة البدنية للفريق، وهي المشكلة التي عانى منها الفريق في الموسم الماضي. استقدم ألونسو المعد البدني المبتكر إيسمايل كامينفورتي لوبيز، الذي استخدم تقنيات حديثة في مركز “فالديبيباس”، لكن الإحصائيات أظهرت أن ريال مدريد ركض في “أنفيلد” مسافة تقل أربعة كيلومترات عن ليفربول.

وذكرت الصحيفة الإسبانية أن لاعبي ريال مدريد لا يبذلون الجهد الكامل إلا في المباريات الكبيرة مثل الكلاسيكو.

يفوز مثل أنشيلوتي ويخسر مثل مورينيو

بعد الهزيمة في “أنفيلد”، خرج فلورنتينو بيريز باستنتاجات أكثر حدة، حيث يرى المقربون منه أن “ألونسو عندما يفوز يلعب مثل كارلو أنشيلوتي، لكنه عندما يخسر يتصرف مثل جوزيه مورينيو”.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن تصريحات تشابي ألونسو عقب المباراة، حين قال إن “اللقاء حُسم بالتفاصيل”، لم تلقَ استحسانًا في مكاتب الإدارة، التي رأت أنه يحاول تبرير الأداء الضعيف على طريقة مورينيو القديمة.

وأوضحت الصحيفة أن بيريز اعتبر أن 9 تصديات من كورتوا هي ما أنقذت الفريق من هزيمة ثقيلة جديدة، مؤكدًا أن الأداء في ليفربول لم يكن يليق بريال مدريد. وبالنسبة له، فإن الطريقة التي فاز بها الفريق في الكلاسيكو وخسر بها في إنجلترا أثبتت أن مشروع ألونسو يفتقر إلى الثبات والهوية.

مدرب تحت الضغط

يعيش تشابي ألونسو حاليًا واحدة من أصعب فتراته مع ريال مدريد، حيث تراجعت الثقة به داخل النادي وبين الجماهير، في وقت لم يعد المقربون من بيريز يبدون الحماسة ذاتها التي أظهروها عند تعيينه.

واختتمت “سبورت” تقريرها قائلة: “رغم كل الضغوط، فإن ما يُبقي ألونسو في موقعه هو أن هاتف يورجن كلوب، الخيار المفضل دائما لبيريز، الذي ما زال لا يستقبل المكالمات ويحولها إلى البريد الصوتي”.