أعرب خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، عن استيائه الشديد من الأحداث التي رافقت مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين ريال مدريد وبرشلونة، والتي أقيمت على ملعب سانتياجو برنابيو وشهدت اشتباكات بين اللاعبين بعد نهاية المباراة.
خلال مشاركته في فعالية لإطلاق خطة الليجا لمكافحة التنمر في المدارس، صرح تيباس قائلاً: “الصور التي شاهدناها في الكلاسيكو الأخير، ليست جيدة، ولا تُقدم مثالًا يُحتذى به”.
وأضاف: “يجب علينا أن نتفهم أن اللاعبين يكونون في حالة توتر عالية داخل الملعب، بمعدل نبضات لا ندركه نحن من الخارج، لكن رغم ذلك أتمنى ألا تتكرر مثل هذه المشاهد”.
وأكد رئيس رابطة الليجا أن هذه الأحداث تبقى استثناءً في كرة القدم الإسبانية، مشيرًا إلى أنه “في الغالبية العظمى من مباريات الدوري، لا تحدث مثل هذه الاشتباكات، وهذا ما يجب أن نُركز عليه”.
شهدت المباراة فوضى عارمة في الدقائق الأخيرة، حيث قام الحكم بطرد أندريه لونين، حارس ريال مدريد، على خلفية مشادة مع لاعبي برشلونة، كما تم إشهار ست بطاقات صفراء نتيجة للاشتباكات التي وقعت بين مقاعد البدلاء.
من جانب ريال مدريد، تلقى كل من فينيسيوس جونيور ورودريجو وإيدير ميليتاو إنذارات، بينما حصل فيرمين لوبيز وأليخاندرو بالدي وفيران توريس على إنذارات من صفوف برشلونة.
واختتم تيباس حديثه بالتأكيد على أن رابطة الليجا تبذل قصارى جهدها للحفاظ على “صورة الليجا كمسابقة نظيفة ومحترمة”، مشددًا على ضرورة ألا يتحول الانفعال إلى سلوكيات تشوه صورة كرة القدم الإسبانية.
شهدت الدقائق الأخيرة من مواجهة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة أجواء متوترة داخل الملعب وعلى مقاعد البدلاء، واشتعلت الأجواء في الوقت بدل الضائع.
بدأت الاشتباكات بعد تدخل قوي أدى إلى طرد بيدري، الذي تلقى البطاقة الصفراء الثانية وغادر الملعب في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني.
ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، حيث نشبت مشادات بين أفراد الجهازين الفنيين ولاعبي الفريقين بالقرب من المنطقة الفنية، مما أدى إلى حالة من الفوضى على الخطوط الجانبية قبل أن يتدخل الطاقم التحكيمي لتهدئة الوضع.
بعد صافرة النهاية، تجدد التوتر بسبب مشادة كلامية بين تيبو كورتوا ولامين يامال، وتدخل اللاعبون ليتحول الموقف إلى اشتباك بين عدة عناصر، بمن فيهم أنطونيو روديجر ورافينيا، اللذان كانا متواجدين في محيط الأحداث رغم عدم مشاركتهما في القائمة.
تعكس هذه اللقطات حجم التوتر والانفعال الذي ساد الأجواء حتى اللحظات الأخيرة من الكلاسيكو، في مباراة اتسمت بالندية والصراع البدني والضغط النفسي الشديد.
أزمة فينيسيوس
اندلعت أزمة جديدة داخل ريال مدريد خلال الكلاسيكو، بعد أن أظهر النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور غضبه الشديد من مدربه تشابي ألونسو، بعد استبداله في الدقيقة 70 من المباراة. ولم يخفِ جناح الفريق استياءه واحتج على القرار بالإيماءات والكلمات قبل أن يغادر الملعب متجهًا مباشرة إلى غرف الملابس دون الجلوس على مقاعد البدلاء، ثم عاد إليها بعد دقائق.
عندما رأى فينيسيوس رقمه على لوحة الحكم الرابع، بدت عليه علامات الصدمة والذهول، وأطلق عبارات احتجاج واضحة وهو يغادر الملعب غاضبًا، دون أن يتبادل التحية مع مدربه.
تجاهل ألونسو الموقف تمامًا وركز نظره على الملعب، بينما تدخل عدد من زملاء فينيسيوس لتهدئته.
لم يجلس اللاعب البرازيلي على مقاعد البدلاء في البداية، وغادر مباشرة إلى غرف خلع الملابس، قبل أن يعود لاحقًا بعد دقائق قليلة بوجه متجهم وملامح غاضبة.
أثناء خروجه، فقد فينيسيوس أعصابه وصرخ غاضبًا مرددًا عبارة نابية تحمل إهانة مباشرة لألونسو، وتعكس مدى غضبه وإحباطه.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها فينيسيوس جونيور غضبه من قرارات مدربه.
وفي لقطات إضافية بثتها قناة DAZN، ظهر فينيسيوس وهو يصرخ قائلاً: “دائماً أنا! سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل”.
بينما التُقطت مشاهد للمدرب ألونسو وهو يرد عليه بوجه جاد قائلاً: “هيا يا فيني، اللعنة!” في إشارة واضحة لغضبه من تصرف اللاعب البرازيلي.
هدوء تشابي ألونسو
تحدث تشابي ألونسو، المدير الفني لريال مدريد، بثقة وهدوء أمام وسائل الإعلام بعد تحقيقه أول فوز له كمدرب في الكلاسيكو بنتيجة (2-1)، وحلل أسباب الفوز وأكد أهميته من الناحيتين الذهنية والمستقبلية.
وقال ألونسو في بداية حديثه: “أنا سعيد جدًا من أجل اللاعبين، كانوا بحاجة لمعرفة أن لديهم القدرة على الفوز في مباراة من هذا النوع، كان انتصارًا مستحقًا، بل وأقل من مجريات اللقاء، وهذا مهم للمستقبل”.
وعن شعوره الشخصي بعد الفوز، أكد مدرب ريال مدريد أنه لا يعتبر الأمر تحررًا من ضغط أو عبء معين، موضحًا: “لم يتحرر شيء بالنسبة لي، لا يزال أمامنا الكثير، يجب أن نتحلى بالهدوء”.
لم يخل المؤتمر الصحفي من الأسئلة المثارة حول غضب فينيسيوس جونيور بعد استبداله، إلا أن ألونسو تعامل مع الأمر بهدوء.
وقال المدرب: “خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء فيني، سنتحدث عن الأمر بالتأكيد، لكن لا أريد فقدان التركيز عن النقاط المهمة، هناك لاعبون يملكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل المجموعة”.
ورغم تكرار الأسئلة حول النجم البرازيلي، فضل ألونسو عدم التوسع في الجدل، مؤكدًا أن التوتر جزء طبيعي من مباريات الكلاسيكو.
وأشار: “هذا طبيعي، في كل كلاسيكو يحدث الكثير وسيستمر ذلك، فالتوتر دائمًا موجود، طالما أن الأمور تبقى في إطار المنافسة الصحية فلا يوجد ما يدعو للقلق”.
