وبحسب التقرير الطبي الصادر عن النادي، يعاني اللاعب من إصابة في عضلة الساق اليسرى، وهي إصابة ستبعده عن الملاعب لمدة تقدر بثلاثة أسابيع، مما يعتبر ضربة قوية للمدرب “تشابي ألونسو”.
يعتبر “تشواميني” أحد أهم اللاعبين في ريال مدريد في الفترة الحالية، حيث يعتمد عليه “ألونسو” بشكل أساسي في مركز الارتكاز الدفاعي، وهو المركز الذي يمنح الفريق توازناً تكتيكياً واضحاً سواء في التحولات الدفاعية أو في الخروج المنظم بالكرة. ويعتبر اللاعب الفرنسي بمثابة الصمام الذي يغلق أمام هجمات الخصوم ويمنح خط الدفاع حماية إضافية.
تظهر أهمية “تشواميني” في أن المدرب الإسباني أشركه أساسياً في جميع المباريات الـ 15 التي خاضها الفريق هذا الموسم قبل إعلان الإصابة، مما يعكس حجم الثقة والدور الذي يلعبه اللاعب في منظومة المدرب الجديد.
كان “تشواميني” قد خرج بين شوطي مباراة ريال مدريد أمام فالنسيا، ولكن ذلك التغيير جاء لأسباب تكتيكية بعد حصوله على بطاقة صفراء قد تقيد أداءه الدفاعي.
عاد اللاعب بعدها ليشارك أساسياً أمام ليفربول على ملعب أنفيلد ولعب الدقائق التسعين كاملة دون ظهور أي علامات إصابة واضحة.
إلا أن الآلام التي شعر بها اللاعب في نهاية المباراة دفعت الطاقم الطبي لإجراء فحوصات دقيقة، ليؤكد ريال مدريد اليوم إصابته وغيابه المتوقع لثلاثة أسابيع.
تشير التقارير إلى أن “تشواميني” يقدم أفضل مستوياته منذ انتقاله إلى مدريد، وأصبح عنصراً ثابتاً لا يمكن الاستغناء عنه في التشكيلة، خصوصاً في المباريات الكبيرة مثل الكلاسيكو أمام برشلونة، حيث قدم أداءً دفاعياً مميزاً تخلله اعتراضات ناجحة وتمركز مثالي ساعد الفريق على تفادي أخطار محققة.
وسط الأخبار السلبية، حمل التقرير الطبي بعض التفاؤل، حيث أكد الجهاز الطبي للفريق جاهزية الأوروجوياني “فيدي فالفيردي”، الذي أنهى مباراة أنفيلد بإجهاد عضلي، لكنه خالٍ من الإصابات، وسيكون متاحاً للمشاركة في مواجهة رايو فاليكانو المقبلة في الدوري.
عودة “فالفيردي” تعطي دفعة مهمة للوسط المدريدي، لكنها لا تعوض تماماً غياب “تشواميني” الذي يعتبر حجر أساس في بناء الهجمات، ومن أكثر اللاعبين اتزاناً في الجانب الدفاعي.
“تشواميني” كان عنصرا أساسيا في صفوف ريال مدريد في عهد المدرب السابق “كارلو أنشيلوتي”، وزادت أهميته مع قدوم “ألونسو”.
مسيرة “تشواميني”:
ظهر “تشواميني” لأول مرة على الصعيد الاحترافي مع بوودو العام 2018 خلال مباراة في الدوري الأوروبي أمام فنتسبلس اللاتفي، ولعب 89 دقيقة كاملة في أول ظهور رسمي له.
وسجل اللاعب الفرنسي هدفه الأول في مسيرته في التاسع من أغسطس/آب من العام نفسه أمام فريق ماريوبول الأوكراني، ليبدأ رحلته مع التألق تدريجياً في الملاعب الأوروبية.
في يناير/كانون الثاني 2020، وقّع “تشواميني” عقداً مدته أربع سنوات ونصف مع نادي موناكو في صفقة مهمة للنادي الفرنسي. وبعد عام من العمل الجاد، سجل هدفه الأول في الليج 1 أمام مارسيليا في يناير/كانون الثاني 2021.
وفي 11 يونيو/حزيران 2022، أعلن ريال مدريد التعاقد رسمياً مع “تشواميني” مقابل 80 مليون يورو، ترتفع إلى 100 مليون بالحوافز، ليبدأ اللاعب رحلته الحقيقية في واحد من أكبر أندية العالم.
خاض أول مباراة رسمية له في 10 أغسطس/آب 2022 عندما شارك كبديل أمام آينتراخت فرانكفورت في كأس السوبر الأوروبي، وحقق أول لقب له مع النادي في أول ظهور.
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2023، سجل اللاعب هدفه الأول مع ريال مدريد، برأسية جميلة أمام جيرونا في فوز بثلاثية نظيفة خارج الديار.
ويأتي غياب “تشواميني” في مرحلة حساسة للغاية، إذ يتطلع ريال مدريد للحفاظ على نسق الانتصارات والاستمرار في المنافسة على ألقاب الموسم. ويجمع المحللون على أن اللاعب سيكون عنصراً حاسماً في شهري أبريل ومايو الحاسمين، حيث تتحدد مصائر البطولات الكبرى.
ومع غيابه ثلاثة أسابيع، سيكون “ألونسو” مطالباً بإيجاد حلول تكتيكية لتعويض دوره المحوري، في وقت يبدو فيه الفريق مقبلاً على تحديات مزدحمة ومصيرية، بيد أن فترة التوقف الدولية ستساعد الفريق في إعداد اللاعب الفرنسي وتحضيره للمواجهات المقبلة دون أن يشعر بغيابه عن العديد من المباريات.
لكن من المؤكد أن يغيب “تشواميني” عن مباراتي منتخب فرنسا هذا الشهر أمام أوكرانيا وأذربيجان، في ختام مشواره بتصفيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
