وذكرت القناة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن تعتبر هؤلاء المسلحين “مصدراً للتوتر وتهديداً لاتفاق وقف إطلاق النار”، وتسعى لإزالة هذا “اللغم الأمني” من خلال تسوية محدودة تتيح إنهاء الوجود المسلح داخل الأنفاق دون تجدد العمليات العسكرية.
وأضاف المسؤولون أن إدارة ترامب أبلغت إسرائيل بأن هذا المقترح يمكن أن يكون بمثابة “مشروعاً تجريبياً” لنزع سلاح حماس في غزة، على أن يتم توسيعه لاحقاً ليشمل مناطق أخرى في القطاع، وذلك ضمن خطة أوسع تهدف إلى تفكيك القدرات العسكرية للحركة.
يتزامن هذا الاقتراح مع تصاعد الاهتمام الإسرائيلي بملف الأنفاق في رفح، حيث وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذه الجبهة بأنها “العمود الفقري لقدرات حماس العسكرية”.
وبعد مرور أكثر من عامين على المواجهات الدامية، وضعت تل أبيب ملف الأنفاق في صدارة أولوياتها العسكرية، معتبرة أن السيطرة على ما تسميه “المنطقة الصفراء” في رفح هي المفتاح لإنهاء التهديد المستقبلي من القطاع.
وفي تصريحات حديثة، قال كاتس إنّ “60 في المئة من أنفاق حماس ما تزال قائمة”، مؤكداً أنّ عملية “تجريد غزة من السلاح” لا تقتصر على مصادرة الأسلحة بل تشمل “القضاء الكامل على شبكة الأنفاق”، مشيراً إلى أنّه وجّه الجيش لجعل هذا الملف أولوية مركزية في العمليات الجارية.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن شبكة أنفاق حماس تتكون من حوالي 1300 نفق، يبلغ طولها الإجمالي حوالي 500 كيلومتر، ويصل عمق بعضها إلى 70 متراً تحت الأرض، مما يجعل تدميرها عملية معقدة تتطلب تقنيات متطورة.
ووفقًا لتقارير عسكرية إسرائيلية، استخدم الجيش خلال عملياته الأخيرة روبوتات مفخخة وأجهزة استشعار متقدمة لاختراق باطن الأرض، بالإضافة إلى أنظمة مراقبة جوية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرسم خريطة دقيقة للأنفاق.
وكشف موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي أن إسرائيل استخدمت تقنيات استشعار متعددة الطبقات تم تطويرها خصيصًا لاستكشاف طبقات التربة في غزة، وذلك في إطار مشروع تكنولوجي مشترك بين وزارة الدفاع وشركات أمنية متخصصة.
