توصلت تجربة دولية إلى أن المرضى المصابين بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة والذين خضعوا لاستئصال الثدي لديهم معدلات بقاء مماثلة لمدة 10 سنوات سواء تلقوا العلاج الإشعاعي أم لا.
ويقول الخبراء إن النتائج يجب أن تساعد في توجيه مناقشات العلاج، حيث إن العديد من المرضى الذين يتأهلون حاليًا للعلاج الإشعاعي بعد استئصال الثدي بموجب الإرشادات الحالية قد لا يحتاجون إليه بالفعل.
العلاج الإشعاعي غير ضروري
بالنسبة للعديد من المرضى المصابين بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة والذين يعالجون باستئصال الثدي والأدوية المضادة للسرطان، كان العلاج الإشعاعي لجدار الصدر منذ فترة طويلة هو المعيار لقتل أي خلايا سرطانية متبقية وتقليل خطر تكرار المرض.
دراسة SUPREMO (الاستخدام الانتقائي للعلاج الإشعاعي بعد استئصال الثدي)، التي تقودها جامعة إدنبرة، درست تأثير العلاج الإشعاعي لجدار الصدر لدى المرضى المعرضين لخطر متوسط لعودة سرطان الثدي.
وشملت المجموعة نساءً من 17 دولة مصابات من 1 إلى 3 عقد ليمفاوية، بالإضافة إلى نساء ليس لديهن أي عقد ليمفاوية ولكن لديهن سمات ورمية أخرى للسلوك العدواني التي تزيد من فرصة تكرار المرض.
خضعت المريضات الـ 1607 في الدراسة لاستئصال الثدي، وجراحة الإبط (إزالة الغدد الليمفاوية من الإبط)، وعلاجات حديثة مضادة للسرطان. ووزعت عشوائيًا على جدار الصدر (808 نساء) أو لم يتلقين أي علاج إشعاعي (799).
ولم يكن هناك فرق في معدل البقاء على قيد الحياة بشكل عام بين المرضى بعد 10 سنوات من المتابعة، حيث ظل 81.4% من الذين تلقوا العلاج الإشعاعي على قيد الحياة، مقارنة بـ 81.9% من الذين لم يتلقوه.
كما وجدت الدراسة أن العلاج الإشعاعي لم يكن له تأثير على البقاء على قيد الحياة خاليًا من المرض – وهي المدة الزمنية التي لا يعود فيها السرطان – أو على انتشار السرطان من الثدي إلى جميع أنحاء الجسم.
هل عاد السرطان؟
كان للعلاج الإشعاعي تأثير ضئيل على عودة السرطان في موقع استئصال الثدي. عاد سرطان الثدي إلى جدار الصدر لدى تسع مريضات تلقين العلاج، مقارنةً بعشرين مريضة لم يتلقينه. كانت الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي خفيفة، ولم يبلغ عن أي وفيات زائدة لأسباب قلبية.
ويعزو الخبراء تقديم العلاج الإشعاعي لفوائد أقل مما كان يعتقد في السابق، إلى التحسن التدريجي في العلاج، وخصوصًا العلاجات الدوائية الأفضل، والتي تستمر في تقليل فرص عودة السرطان، وتعزز معدلات البقاء على قيد الحياة.
يحذر فريق البحث من أن الدراسة اقتصرت على المريضات المصابات بسرطان الثدي متوسط الخطورة.
وأضافوا أن المريضات الأكثر عرضة لعودة السرطان، قد يستفدن من العلاج الإشعاعي لجدار الصدر.
قالت الدكتورة نيكولا راسل، من المعهد الهولندي للسرطان ومنسقة الدراسة نيابةً عن المركز الأوروبي لبحوث الأورام والسرطان:
* “نعلم أنّ جميع المرضى تقريبًا يعانون من بعض الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي، والتي قد تظهر حتى بعد بضع سنوات من العلاج.”
* “تجنب الإشعاع غير الضروري سيخفف من عبء العلاج، ومن الآثار الضارة على إعادة بناء الثدي لدى مريضات استئصال الثدي.”
بينما قال مدير برنامج تقييم فعالية وآلية البحث الطبي (MRC-NIHR) البروفيسور جون سيمبسون: “من المحتمل أن تسمح هذه النتائج للمرضى بتجنب العلاجات غير الضرورية، ما يؤدي إلى استخدام أكثر فاعلية وكفاءة لموارد الصحة والرعاية”.
(ترجمات)
