أصدر النادي بيانا رسميا جاء فيه: “يُعلن نادي فيورنتينا أن ستيفانو بيولي قد تم إعفاؤه من مهامه كمدرب للفريق الأول”، وأضاف البيان: “يودّ النادي أن يشكر المدرب وطاقمه الفني على الاحترافية التي أظهروها خلال فترة عملهم مع فيورنتينا”.
وأشار البيان إلى أن “جالوبّا”، مدرب فريق الشباب تحت 20 عاما، سيبدأ مهامه في قيادة الفريق بشكل مؤقت، وذلك ابتداءً من التدريب المسائي اليوم.
يأتي قرار الإقالة بعد سلسلة من النتائج غير المرضية، والتي أدت إلى تراجع فيورنتينا إلى المركز الـ20 في ترتيب الدوري الإيطالي، حيث لم يتمكن الفريق من تحقيق أي فوز خلال أول 10 مباريات من الموسم.
وكان “بيولي” قد عاد إلى ملعب “أرتيميو فرانكي” في الصيف الماضي، ووقع عقدا لمدة ثلاث سنوات، إلا أن البداية السيئة للفريق في الدوري وضعت مستقبله على المحك، خاصة بعد الخسارة على ملعبه أمام ليتشي بهدف نظيف، وهو ما دفع إدارة النادي لاتخاذ قرار الإقالة بعد رفض المدرب الاستقالة.
وعلى الرغم من الأداء المتذبذب في الدوري المحلي، فقد قدم الفريق أداء جيدا في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، حيث حقق الفوز في أول مباراتين له في المسابقة، لكن ذلك لم يشفع لبيولي في ظل تدهور الأوضاع في “الكالتشيو”.
ومن المتوقع أن يقود “جالوبّا” الفريق في المباراة القادمة في دوري المؤتمر الأوروبي أمام ماينز، والمقررة يوم الخميس القادم.
ووفقا لما ذكره موقع “فوتبول إيطاليا”، فإن إدارة فيورنتينا قد بدأت بالفعل محادثات أولية مع “باولو فانولي”، ولكن المرشح الأقوى لتولي المهمة بشكل دائم هو “روبيرتو دافيرسا”.
“ستيفانو بيولي”: رحلة مدرب إيطالي جمع بين الهدوء والانضباط.
يعتبر “ستيفانو بيولي” من المدربين الإيطاليين البارزين في العقدين الأخيرين، حيث نجح في ترك بصمة واضحة في العديد من الأندية داخل إيطاليا، وذلك بفضل أسلوبه التكتيكي المتوازن وشخصيته الهادئة التي تمزج بين الحزم والهدوء.
وُلد “بيولي” في مدينة بارما الإيطالية عام 1965، وبدأ مسيرته في عالم كرة القدم كلاعب في مركز قلب الدفاع قبل أن يتجه إلى التدريب بعد اعتزاله اللعب.
بدأ “بيولي” مسيرته الاحترافية كلاعب في صفوف نادي بارما في أوائل الثمانينيات، لكنه سرعان ما لفت أنظار الأندية الكبيرة لينتقل إلى يوفنتوس، حيث لعب إلى جانب نجوم كبار مثل “ميشيل بلاتيني” و”أنطونيو كابريني”.
وعلى الرغم من أن فترته في تورينو لم تكن طويلة، إلا أنها منحته خبرة كبيرة في التعامل مع الضغط والمنافسة على أعلى المستويات.
لاحقا، ارتدى قمصان عدد من الأندية الأخرى مثل فيورنتينا وهيلاس فيرونا، قبل أن يعتزل اللعب في منتصف التسعينيات.
بعد نهاية مسيرته كلاعب، اتجه “بيولي” إلى التدريب بسرعة، وبدأ مسيرته الفنية في فرق الشباب بنادي بولونيا، حيث أظهر مهاراته في تطوير اللاعبين الشبان وتنظيم الخطط الدفاعية.
ومع مرور السنوات، بدأ في تولي مسؤولية تدريب فرق في الدرجات الأدنى من الدوري الإيطالي، مثل ساليرنيتانا وبياتشينزا، قبل أن يحصل على أول فرصة حقيقية له في دوري الدرجة الأولى مع نادي بارما عام 2006.
تنقل “بيولي” بعد ذلك بين عدة أندية في الكالتشيو، من بينها كييفو وباليرمو وبولونيا ولاتسيو، حيث حقق مع الأخير نتائج جيدة في موسم 2014-2015 وقاد الفريق لاحتلال المركز الثالث في الدوري الإيطالي، مما سمح له بالمشاركة في التصفيات المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.
تميزت تلك الفترة بأسلوب لعب هجومي مرن يعتمد على السرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما جعل اسمه يتردد بين الأندية الكبيرة.
وفي نهاية عام 2016، تولى “بيولي” تدريب إنتر ميلان، في تجربة لم تستمر طويلا لكنها أكسبته خبرة في إدارة النجوم والتعامل مع الضغوط الكبيرة في الأندية الجماهيرية.
بعد ذلك، انتقل إلى فيورنتينا حيث حظي بمحبة خاصة من جماهير النادي بسبب شخصيته المتزنة وتعامله الإنساني الرائع، خاصة خلال الفترة الصعبة التي مر بها الفريق بعد وفاة قائده “دافيدي أستوري” عام 2018، حيث لعب “بيولي” دورا مهما في تهدئة الأجواء واحتواء اللاعبين.
لكن اللحظة الأهم في مسيرته كانت عندما تولى قيادة ميلان في أكتوبر/ تشرين الثاني 2019، حيث قاد ثورة حقيقية أعادت “الروسونيري” إلى الواجهة بعد سنوات من الغياب.
تمكن “بيولي” من بناء فريق شاب ومتوازن، يعتمد على اللعب الجماعي والضغط العالي، وقاد ميلان إلى الفوز بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022 بعد غياب دام 11 عاما، ليحظى بتقدير كبير من جماهير وإدارة النادي.
وعلى الرغم من فترات التراجع اللاحقة مع ميلان وفي تجربته السعودية مع النصر، ظل “بيولي” مثالا للمدرب الإيطالي المجتهد الذي يعتمد على الانضباط والعمل الجماعي أكثر من الأسماء الكبيرة.
كما اشتهر “بيولي” بقدرته على تطوير المواهب الشابة، مثل “رافاييل لياو” و”ثيو هرنانديز”، وتحويلهم إلى عناصر أساسية في مشروع ميلان.
في عام 2025، عاد “بيولي” إلى فيورنتينا في محاولة لإعادة الاستقرار للفريق، إلا أن النتائج السلبية في الدوري الإيطالي أدت إلى إقالته من منصبه في وقت مبكر.
