تَكتُّمٌ على النَّكهة الإسرائيلية في أوروبا: طُهاةٌ يُخْفُون هُوِيَّتَهُم

تشهد المطاعم الإسرائيلية في أوروبا ظاهرة غير مسبوقة من المقاطعة والتهديد منذ بدء العمليات العسكرية في غزة في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد الزبائن وإشاعة جو من الخوف والقلق بين أصحاب هذه المطاعم والعاملين فيها. فبعد أن كانت المطاعم الإسرائيلية في باريس ولندن وبرلين مكتظة بالزبائن وتعتبر من أبرز التجارب في عالم الطهي الحديث، أصبحت اليوم عرضة لحملات معادية تستهدفها بسبب هويتها، وفقًا لتقرير عرضته القناة 12 الإسرائيلية.

في بروكسل، ذكرت سيمونا الحَرّار، مالكة مطعم “كيتشن 151″، أن زبائنها المعتادين اختفوا تمامًا بعد الحرب، وأضافت أنها تتجنب حاليًا تشغيل الموسيقى الإسرائيلية أو تقديم النبيذ الإسرائيلي، وأنها تلقت طلبًا من رئيس البلدية بإزالة كلمة “إسرائيلي” من لوحة المطعم لحمايته. ومع ذلك، تعرض المكان للتخريب واستقال بعض الموظفين خوفًا من العمل في مطعم ذي طابع إسرائيلي، مما دفعها إلى تحويله إلى مطبخ خاص للمناسبات.

وفي باريس، يواجه الشيف متان زاكين، صاحب مطعم “نوم” الحائز على نجمتي ميشلان، عداءً خفيًا وعلنيًا على الرغم من نجاحه الكبير. يقول زاكين: “إذا أردت البقاء، عليك أن تخفي نفسك. أنا شيف ولست سياسياً، لكن مجرد انتمائي يُستخدم ضدي”. وأشار إلى أنه تلقى تعليقات كراهية لمجرد تناوله الطعام في مطعم يملكه إسرائيلي.

أما في لندن، فيروي الشيف ران شموئيلي، الذي افتتح مطعم “كلارو لندن” خلال الحرب، أن مطعمه أصبح في منطقة تشهد مظاهرات أسبوعية مؤيدة لفلسطين، وأن بعض الزبائن يضيفون في تقييماتهم ملاحظات تقول: “مطعم ممتاز، لكن إسرائيلي”. بينما اضطر الشيف عران طيبي، صاحب مطعم “كفاراه”، إلى إزالة اللافتات العبرية من واجهة مطعمه بعد تعرضه لاعتداءات وتهديدات متكررة، وصلت إلى رش الجدران بالشعارات وتهديد العاملين بالقتل، مما أجبره على استئجار حراس أمن.

وقال طيبي إن مطاعمه أُدرجت على قوائم المقاطعة التابعة لحركة BDS، مما تسبب في انخفاض كبير في الإيرادات، مضيفًا: “كنا على وشك أن نجعل المطبخ الإسرائيلي من المطابخ العالمية الرائدة، لكن الحرب غيّرت كل شيء”. وعلى الرغم من الخسائر والضغوط، يؤكد الطهاة الإسرائيليون أنهم سيواصلون العمل، معتبرين أن الطعام يبقى وسيلتهم “لسرد القصة الإسرائيلية” في مواجهة موجة العداء المتصاعدة ضدهم في أوروبا.