لقد قدم رونالدو وميسي فصولًا من المنافسة الشديدة على الألقاب الفردية وتحطيم الأرقام القياسية، بالإضافة إلى الفوز بالبطولات مع أنديتهم، وخاصة بقميصي ريال مدريد وبرشلونة على التوالي، في تنافس شرس استمر لسنوات.
في “بودكاست” مع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورجان، تحدث رونالدو عن العديد من المواضيع، بما في ذلك صراعه الشهير مع ميسي.
استعرض مورجان علاقة رونالدو بزميله السابق في مانشستر يونايتد، واين روني، حيث قال له: “حسنا إنه لا يكرهك لكنه لا يزال يرى أن ميسي أفضل منك”. قاطعه رونالدو قائلاً: “هذا ليس صحيحا، لا أتفق معه في ذلك. ولن أدعي التواضع حيال هذا الأمر”.
يحمل تصريح رونالدو اعترافًا صريحًا بأنه يرى نفسه أفضل من ميسي، الذي تفوق عليه في صراع خاص على الكرة الذهبية، حيث توقف رصيد النجم البرتغالي عند 5 كرات ذهبية، بينما عزز النجم الأرجنتيني رصيده بالحصول على 8 كرات، آخرها قبل عامين، بعد فوزه بكأس العالم في قطر عام 2022 مع منتخب بلاده.
من الفخر إلى التشكيك:
لطالما افتخر رونالدو بالجائزة التي حصل عليها لآخر مرة عام 2017، متفوقًا على ميسي ونيمار. ولكن منذ أن تراجعت حظوظه في المنافسة على الجائزة، بعد رحيله عن ريال مدريد في 2018 وحل وصيفًا في العام نفسه خلف الكرواتي لوكا مودريتش، بدأ يشكك في نزاهة الكرة الذهبية ومعايير اختيار الفائزين بها، خاصة بعد فشل البرازيلي فينيسيوس جونيور في الفوز بالجائزة لصالح الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي، على الرغم من مساهمات نجم ريال مدريد التهديفية المؤثرة مع فريقه.
وقبل أشهر قليلة، قلل رونالدو من شأن الكرة الذهبية عندما سُئل في إحدى المناسبات عن الصراع حول الجائزة قبل أن يتوج بها مؤخرًا الفرنسي عثمان ديمبلي، حيث قال النجم البرتغالي: “إنها زائفة”.
صراع الأرقام:
لطالما اعتبر رونالدو نفسه الأفضل تاريخيًا في اللعبة. يتسلح “الدون” بسجل تهديفي مرعب، حيث وصل إلى 952 هدفًا في مسيرته الاحترافية، مما يجعله قريبًا من تحقيق إنجاز الـ 1000 هدف، وهو الإنجاز الذي افتخر به الأسطورة البرازيلية الراحل بيليه. ولكن عندما يتحدث رونالدو عن هذا الأمر، يقول إن أهدافه كلها مسجلة ويمكن الرجوع إليها والتحقق من صحة الرقم، في إشارة إلى التشكيك في صحة احتساب عدد أهداف بيليه.
في المقابل، حقق ميسي القطعة الناقصة في لوحة تبحث عن الاكتمال لمسيرة نجم ذهبي، فبفوز “البرغوث” الأرجنتيني بكأس العالم مع منتخب بلاده، كسر لعنة البطولات الكبرى دوليًا، وبدد الاتهامات التي طالته بسبب الإخفاق الدولي، علمًا بأنه فاز من قبل بلقب كوبا أمريكا أيضًا.
وإذا كان رونالدو يتفوق على مستوى دوري أبطال أوروبا سواء كعدد ألقاب أو كهداف تاريخي للمسابقة، فإن ميسي لا يزال يواصل رحلة التألق في الملاعب الأمريكية ويتأهب لمشاركة ستكون الأخيرة في مسيرته الدولية بكأس العالم 2026، وهي البطولة التي ينتظرها رونالدو أيضًا ويرى فيها فرصة جيدة للتعادل على مستوى الألقاب.
كان العام الحالي سعيدًا بالنسبة لرونالدو على المستوى الدولي، حيث حقق لقبه الثالث مع البرتغال، وهو بطولة دوري الأمم الأوروبية، بالفوز على العملاق إسبانيا بطل اليورو والبطل المونديالي السابق أيضًا.
كان فوز البرتغال، وبمساهمة واضحة من رونالدو، أبلغ رد على المشككين في دور نجم النصر مع منتخب بلاده، خاصة أنه منذ انتقاله إلى الدوري السعودي في الميركاتو الشتوي 2023، بدأت حملة تشكيك في قدرة اللاعب صاحب الـ 40 عامًا حاليًا على مواصلة العطاء، واعتبر البعض أن انضمامه لقائمة المدرب روبرتو مارتينيز يعد مجاملة له.
جيل مميز:
يمكن اعتبار أن رونالدو لديه فرصة معقولة للمنافسة على الأقل على لقب المونديال المقبل، في ظل وجود جيل رائع للكرة البرتغالية على غرار فيتينيا لاعب باريس سان جيرمان، صاحب المركز الثالث في صراع الكرة الذهبية، وزميله في الفريق نونو مينديز، بالإضافة إلى روبن دياز وبرناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز وجونزالو راموس، ورافائيل لياو. لم تحظ البرتغال بجيل شبه متكامل في مختلف المراكز مثل الذي تمتلكه حاليًا، مما قد يجعل المستحيل ممكنًا في النسخة القادمة من البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك صيف العام المقبل، فيما ستُجرى القرعة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
