قرر المدير الفني لريال مدريد، تشابي ألونسو، إحياء عادة قديمة كان يتبعها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خلال فترة تدريبه للنادي، وذلك بفرض سرية كاملة على استعدادات الفريق قبل مباريات دوري أبطال أوروبا.
وقرر ألونسو أن يخوض الفريق الملكي تدريباته في مدينة “فالديبيباس” في صباح يوم المباراة، ولن يتوجه إلى ملعب الخصم إلا لحضور المؤتمر الصحفي الرسمي فقط، وذلك بهدف حماية الجوانب الفنية من أعين المنافسين.
وذكرت صحيفة “آس” الإسبانية أن هذه الخطوة تمثل “عودة إلى الماضي” في ريال مدريد، وتعيد إلى الذاكرة الطريقة التي كان يتبعها مورينيو أثناء قيادته للفريق.
وأوضحت الصحيفة أن ألونسو اعتمد سياسة جديدة في أيام الاستعداد للمباريات الأوروبية، تقوم على التدريب في فالديبيباس (المدينة الرياضية لريال مدريد) صباحًا، والسفر في المساء، دون إجراء أي تدريب في ملعب الخصم، باستثناء حضور المؤتمر الصحفي الذي يحضره المدرب وأحد اللاعبين.
تحدث المدرب الإسباني بصراحة عن قراره خلال المؤتمر الصحفي الأخير قائلاً: “نعم، هذا قراري. لماذا؟ لأن علينا التحضير للمباراة ونفضل القيام بذلك في مدينتنا الرياضية، في مساحتنا الخاصة، حتى لا تلتقطنا 200 كاميرا”، قالها بابتسامة، مشيراً إلى قلقه من أن تكون تدريبات الفريق مكشوفة أمام أعين المنافسين.
وأكدت الصحيفة أن حديثه لا يستهدف وسائل الإعلام مباشرة، بل كاميرات التجسس التي قد تراقب تحركات الفريق وخططه.
قناعة ألونسو
وترى الصحيفة أن هذه الخطوة نابعة من قناعة لدى ألونسو بأن التدريب في ملعب الخصم يمنحه فرصة للاطلاع على الخطط التكتيكية. وقد تم تطبيق هذه القاعدة منذ بداية الموسم، باستثناء مواجهة ألماتي، والتي كانت حالة خاصة بسبب صعوبات السفر، حيث اضطر الفريق إلى السفر قبل يومين من المباراة، مما جعل تطبيق الخطة غير ممكن.
ومع أول فرصة سانحة، أعاد ألونسو تفعيل فكرته، لتصبح قاعدة ثابتة في ريال مدريد: تدريب صباحي في فالديبيباس، وسفر مسائي، وزيارة ملعب المنافس فقط لحضور المؤتمر الصحفي.
وتضيف “آس” أن هذا الأسلوب يأتي ضمن سلسلة من التغييرات التي أدخلها ألونسو منذ توليه المسؤولية، حيث أصبحت استعدادات الفريق أكثر دقة من فترة كارلو أنشيلوتي، مع استخدام مكثف للتكنولوجيا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك استخدام الطائرات المسيرة “الدرون” أثناء التدريبات لتحليل الأداء الفني من زوايا مختلفة.
وسيبدأ ريال مدريد تطبيق هذه الخطة اليوم تحديدًا، حيث من المقرر أن يسافر الفريق إلى ليفربول في تمام الساعة الرابعة عصرًا، ليصل إلى هناك في الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي (السادسة والنصف بتوقيت إسبانيا).
وسيتوجه ريال مدريد بعد ذلك إلى الفندق، وهو نفس مكان الإقامة الذي استخدمه الفريق في الموسم الماضي، حيث سيمكث جميع اللاعبين هناك باستثناء ألونسو واللاعب الذي سيرافقه إلى المؤتمر الصحفي المقرر في ملعب “أنفيلد” عند الساعة 19:15 بتوقيت إسبانيا، بينما لم يتم تحديد من سيرافق المدرب في المؤتمر بعد، علمًا بأن جود بيلينجهام كان من تولى هذه المهمة في الموسم الماضي.
وفي الجانب البدني، تلقى ريال مدريد أخبارًا غير سارة بوجود أربعة غيابات مؤثرة قبل مواجهة ليفربول. فقد غاب داني كارفاخال بعد خضوعه لعملية جراحية بالمنظار في الركبة اليمنى، ومن المتوقع ألا يعود للمشاركة حتى عام 2026.
كما يعاني أنطونيو روديجر من تمزق في العضلة المستقيمة بالفخذ الأيسر، ومن المتوقع أن يعود بعد فترة التوقف الدولي المقبلة، بينما يعاني ديفيد ألابا من إجهاد عضلي في الساق اليمنى.
لكن المفاجأة الكبرى كانت بانضمام الشاب فرانكو ماستانتونو إلى قائمة المصابين، بعدما كشفت الفحوصات إصابته بالتهاب العانة.
وأكد التقرير أن حالته لا تستدعي راحة تامة، لكن مشاركته في أنفيلد غير ممكنة، دون تحديد فترة التعافي بدقة.
في المقابل، حملت الأخبار القادمة من فالديبيباس تطمينات بشأن النجم التركي أردا جولر، الذي غادر مباراة فالنسيا السابقة بسبب التواء بسيط في الكاحل الأيمن.
وأشارت “آس” إلى أن إصابته كانت طفيفة ولم تتسبب في أي أضرار، حيث عاد اللاعب للتدرب بشكل طبيعي ومن المتوقع أن يبدأ أساسيًا أمام ليفربول.
مركز الظهير الأيمن
وينصب التركيز في التشكيلة على مركز الظهير الأيمن، حيث يدرس ألونسو الإبقاء على فيدي فالفيردي في هذا الدور، أو الدفع بأرنولد الذي تعافى تمامًا من إصابته، لكنه لم يشارك في أي مباراة منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي.
أما التدريب الأخير فكان خفيفًا كالمعتاد في مثل هذه الظروف، حيث ركز الجهاز الفني على تحليل فيديو لدراسة أسلوب الخصم وتحديد نقاط الضعف، مع تدريبات فنية خفيفة دون بذل مجهود بدني كبير.
وبهذا، أصبحت فالديبيباس هي المقر الدائم لتدريبات ريال مدريد قبل مواجهات دوري الأبطال، تطبيقًا لرؤية ألونسو الذي أعاد إلى النادي تقليدًا غاب منذ فترة مورينيو، معلنًا رسميًا إعادة تطبيق ما أصبح يعرف داخل النادي بـ”خطة المخبأ السري”.
