وتعتبر تصريحات سيبيها أول إقرار رسمي باستعمال روسيا لهذا الصاروخ الممنوع في الصراع الأوكراني، أو في أي منطقة نزاع أخرى.
وصرح مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة “رويترز” بأن روسيا قد أطلقت هذا النوع من الصواريخ 23 مرة منذ شهر أغسطس الماضي. كما سجلت أوكرانيا إطلاقين مماثلين في عام 2022.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد انسحبت من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى بعد اتهامها لموسكو بخرقها عبر تطوير الصاروخ “9إم729″، الذي لديه القدرة على الطيران لمسافة تزيد عن 500 كيلومتر. في المقابل، نفت روسيا هذه الاتهامات الأميركية في ذلك الوقت.
وبحسب موقع “Missile Threat” التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يصل مدى الصاروخ إلى حوالي 2500 كيلومتر، ويمكن تزويده برؤوس حربية نووية أو تقليدية.
ووفقًا لمصدر عسكري، فإن أحد الصواريخ التي أطلقتها روسيا في 5 أكتوبر الجاري قطع مسافة 1200 كيلومتر قبل أن ينفجر فوق الأراضي الأوكرانية.
وأوضح سيبيها في تصريحات مكتوبة: “إنّ استخدام روسيا للصاروخ 9إم729 المحظور بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى ضد أوكرانيا في الأشهر الأخيرة يدلّ على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يحترم الولايات المتحدة وجهود الرئيس ترامب الدبلوماسية لإنهاء الحرب”.
وأضاف الوزير الأوكراني أن بلاده تدعم مقترحات ترامب للسلام، مؤكدًا على ضرورة ممارسة أقصى درجات الضغط على روسيا لإجبارها على إنهاء الحرب. وأكد أن تعزيز القدرات الهجومية الأوكرانية بعيدة المدى سيساهم في تحقيق هذا الهدف.
وقد طلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة تزويدها بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى التي تُطلق من البحر، مؤكدة أن امتلاكها سيعزز قدراتها الدفاعية. بينما اعتبرت موسكو هذه الخطوة “تصعيداً خطيراً”.
ويرى محللون عسكريون غربيون أن استخدام روسيا لصاروخ “9إم729” يشير إلى توسيع ترسانتها الهجومية واستعراض قوتها بعيدة المدى، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.
ويأتي هذا التطور في أعقاب إعلان موسكو الأسبوع الماضي عن اختبار صاروخ كروز نووي من طراز “بوريفيستنيك”، بالإضافة إلى طوربيد نووي “بوسيدون”، وهو ما يعكس – بحسب مراقبين – سباق تسلح متجدد بين القوى الكبرى.
