أثار النجم البرازيلي الكثير من اللغط بسبب ردة فعله.
قدّم اللاعب البرازيلي “فينيسيوس جونيور”، نجم فريق ريال مدريد، اعتذاره عن ردة فعله الغاضبة أثناء استبداله في المباراة التي جمعتهم ببرشلونة. انتهت المباراة بفوز الفريق الملكي بنتيجة (2-1) يوم الأحد الماضي في ملعب “سانتياجو برنابيو”، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
في الدقيقة 72، عبّر “فينيسيوس” عن استيائه من قرار التغيير بكلمات غاضبة، حيث قال وهو في طريقه إلى غرفة تبديل الملابس، دون أن يلتفت إلى المدرب “تشابي ألونسو”: “أنا دائمًا! سأترك الفريق! الأفضل أن أغادر، سأرحل”.
وعلّق “فينيسيوس” على ذلك عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام” قائلًا: “أود اليوم أن أتقدم بالاعتذار لجميع مشجعي ريال مدريد عن ردة فعلي عندما تم استبدالي في الكلاسيكو. وكما فعلت شخصيًا خلال تدريبات اليوم، أود أيضًا أن أكرر اعتذاري لزملائي في الفريق، وللنادي، وللرئيس”.
وأضاف: “في بعض الأحيان، يتغلب عليّ الحماس، لأنني دائمًا ما أرغب في الفوز ومساعدة فريقي. شخصيتي التنافسية تنبع من حبي لهذا النادي وكل ما يمثله. أعدكم بالاستمرار في القتال في كل لحظة من أجل ريال مدريد، كما فعلت منذ اليوم الأول”.
وبهذا الفوز في الكلاسيكو، رفع فريق ريال مدريد رصيده إلى 27 نقطة ليتربع على قمة ترتيب الدوري الإسباني، بفارق 5 نقاط عن برشلونة الذي يحتل المركز الثاني.
غضب شديد
خلال مباراة الكلاسيكو، تفجرت أزمة جديدة داخل فريق ريال مدريد، حيث أظهر النجم البرازيلي “فينيسيوس جونيور” غضبه الشديد من مدربه “تشابي ألونسو”، وذلك بعد استبداله باللاعب “رودريجو جويس”. احتج “فينيسيوس” على هذا القرار بالإيماءات والكلمات، قبل أن يغادر أرض الملعب متجهًا مباشرةً إلى غرف تبديل الملابس، دون الجلوس على مقاعد البدلاء، ولكنه عاد إليها بعد بضع دقائق.
عندما رأى “فينيسيوس” رقمه على لوحة الحكم الرابع، بدت عليه علامات الصدمة وعدم التصديق، وأطلق عبارات احتجاج واضحة وهو يغادر الملعب بغضب، دون أن يصافح مدربه.
من جانبه، تجاهل “ألونسو” الموقف تمامًا، وركز نظره على أرض الملعب، بينما تدخل عدد من زملاء “فينيسيوس” لتهدئته.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها اللاعب الدولي البرازيلي غضبه من قرارات مدربه.
هدوء “ألونسو”
تحدث مدرب الفريق الملكي، “ألونسو”، بهدوء وثقة أمام وسائل الإعلام، عقب تحقيقه أول انتصار له كمدرب في الكلاسيكو بنتيجة (2-1)، وقام بتحليل أسباب الفوز.
وقال “ألونسو”: “أنا سعيد جدًا من أجل اللاعبين، كانوا بحاجة إلى أن يعرفوا أن لديهم القدرة على الفوز في مباراة من هذا النوع. كان انتصارًا مستحقًا، بل وأقل من سير المباراة، وهذا مهم للمستقبل”.
وعن شعوره الشخصي بعد الفوز، أكد مدرب ريال مدريد أنه لا يرى الأمر بمثابة التخلص من ضغط أو عبء معين، وقال: “لم يتحرر شيء بالنسبة لي، ما زال أمامنا الكثير، يجب أن نتحلى بالهدوء”.
لم يخل المؤتمر الصحفي من الأسئلة المثارة حول غضب “فينيسيوس جونيور” بعد استبداله، إلا أن “ألونسو” تعامل مع الأمر بهدوء قائلًا: “خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء “فيني”، سنتحدث عن الأمر بالتأكيد، لكن لا أريد أن أفقد التركيز على النقاط المهمة، هناك لاعبون يمتلكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل الفريق”.
وعلى الرغم من تكرار الأسئلة حول النجم البرازيلي، فضّل “ألونسو” عدم الخوض في الجدل، مؤكدًا أن التوتر جزء طبيعي من مباريات الكلاسيكو: “هذا طبيعي، في كل كلاسيكو تحدث الكثير من الأمور، وسيستمر ذلك، فالتوتر دائمًا موجود. طالما أن الأمور تبقى في إطار المنافسة الصحية، فلا يوجد ما يدعو للقلق”.
“مبابي” يخطف الأضواء
من جهته، نجح اللاعب الفرنسي في فرض نفسه كنجم أول في الثلث الأخير من الملعب، سواء على مستوى الحسم أو المساهمة التهديفية. فقد سجل “مبابي” هذا الموسم حتى الآن – خلال 13 مباراة بين الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا – 16 هدفًا وصنع هدفين.
وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على طريقة تعامل الخصوم مع فريق ريال مدريد، حيث أصبحت الكثافة الدفاعية موجهة نحوه أولًا، وليس نحو “فينيسيوس” كما كان يحدث في المواسم السابقة.
كما ساهمت تحركات “مبابي” في زيادة فعالية الهجوم المدريدي، ومنحت الفريق حلولًا لم تكن متاحة دائمًا مع “فينيسيوس”، الذي يعتمد بصورة أكبر على المواجهات الفردية.
هذا التحول جعل اللاعب البرازيلي يبدو أقل أهمية مما كان عليه، ليس بسبب تراجع مستواه، ولكن كنتيجة لتغير “المعادلة الهجومية” داخل الفريق، إذ حصل “مبابي” على المساحة الأكبر في اتخاذ القرار داخل المناطق المؤثرة، بينما تراجع دور “فينيسيوس” تدريجيًا من “قائد المشهد” إلى “شريك”.
يواجه “فينيسيوس” الآن اختبارًا هامًا على مستوى النضج الذهني، إذ يتعين عليه التأقلم مع واقع جديد داخل ريال مدريد، الذي لم يعد يعتمد عليه كنقطة ارتكاز وحيدة في الهجوم، بل كعنصر ضمن منظومة أكثر تنوعًا يقودها “مبابي” بثقة وثبات.
وبشكل عام، حقق فريق ريال مدريد فوزًا طال انتظاره على غريمه الكتالوني، بعد خسارته في 4 مباريات كلاسيكو في الموسم الماضي.
