
لبنان اليوم
صرّح وزير العدل عادل نصار، في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات المؤتمر الإقليمي حول التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب، وما يواجهه من تحديات، واستشراف آفاق العمل المتعلقة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، بأن هذا الاجتماع يمثل خطوة جادة نحو توحيد مساعي الدول العربية في ميدان العدالة ومكافحة الإرهاب، لا سيما في مجابهة ظاهرة المقاتلين الأجانب.
وأضاف نصار: “يشرفني أن أمثل اليوم أمامكم كوزير للعدل في الجمهورية اللبنانية، ورئيسًا للمعهد العربي للدراسات القضائية التابع لجامعة الدول العربية”، مؤكدًا على أن رعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لهذا المؤتمر تحمل معنى بالغ الأهمية، فهو “رجل وقف سدًّا منيعًا أمام مخاطر الإرهاب، إن كان في الميدان من خلال دوره السابق كقائد للجيش اللبناني أو بقيادة البلاد كرئيس للجمهورية يقود ورشة بناء دولة القانون والمؤسسات”.
وأردف الوزير نصار قائلاً: “لقد عانى لبنان الأمرين، وفقد الكثير من أبنائه ورجالاته الذين سقطوا ضحايا للإرهاب. واليوم، وبعد استعادة سيادته، يجب علينا العمل بجد لبناء دولة قوية تكون في طليعة الصفوف في معركة مكافحة الإرهاب”.
وأكمل نصار: “لقد تصدينا في لبنان للإرهاب الذي يستهدف الدولة ومؤسساتها، كما واجهنا الإرهاب الذي يهدد المجتمع وحياة الناس اليومية. وشهدنا عمليات إرهابية واغتيالات سياسية كثيرة، وتضرر المدنيون جراء السيارات المفخخة واستهداف التجمعات والأسواق والأماكن العامة”.
وأشار إلى أن القضاء والأجهزة الأمنية هما خط الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب، فلا يمكن للدولة أن تحمي مجتمعها أو تحافظ على سيادة القانون دون قضاء مستقل وفاعل، “فهو الذي يضفي على الإجراءات طابعها العادل ويضمن التوازن بين الأمن والحريات”.
وفي هذا السياق، أوضح الوزير نصار أن الوزارة قد أعادت فتح ملفات الاغتيالات السياسية المتعلقة بالإرهاب، قائلاً: “مكافحة الإرهاب تبدأ بمحاسبة مرتكبيه أيًّا كانوا. فلا عدالة بلا مساءلة، ولا أمن بلا ثقة بالقضاء، ولا جريمة إرهابية تسقط بالصمت”.
كما أكد على أن تفعيل دور القضاء والتعاون الدولي عنصران أساسيان لضمان تحقيق العدالة الفعالة ومواجهة الإرهاب بشجاعة وشفافية، مشيرًا إلى مشاركة المركز العربي في هذه الجهود، وأهمية دراسة إنشاء Arab Just على غرار Euro Just.
وذكر نصار: “الإرهاب لا يُهزم بالعزلة، بل بالتكاتف، ولا بالقوة وحدها، بل بالعدالة والوقاية والتثقيف والمصالحة مع المجتمع”. وأضاف: “علينا العمل معًا لمواجهة الأيديولوجيات التي تدعو إلى العنف وتسعى لفرض مخططاتها بالإرهاب والترويع، وتحويل الخوف والدمار إلى وسيلة للاستيلاء على السلطة أو أداة للحفاظ عليها”.
واختتم الوزير نصار كلمته قائلاً: “إن أمن العرب واحد ومصيرهم واحد، ولبنان -رغم كل التحديات- سيظل مؤمنًا بالعدالة وبالتضامن العربي في مواجهة هذا الخطر المشترك، وسنعمل سويًا من أجل استقرار المنطقة وحماية الحرية والأمن والسلام لمجتمعاتنا”.