لبنان اليوم

أثار “ليونيل ميسي”، نجم “إنتر ميامي” الأمريكي وقائد منتخب الأرجنتين، تساؤلات جديدة حول مشاركته المحتملة في كأس العالم 2026. وأكد أنه لم يتخذ قراره النهائي بعد، وسيقيّم وضعه البدني والفني قبل اتخاذ أي قرار حاسم.

وفي مقابلة مع قناة “إن بي سي” الأمريكية، صرح “ميسي”: “اللعب في كأس العالم 2026؟ لا أعرف بعد.. أود أن أكون هناك وأن أكون في حالة جيدة، وأن أكون ركيزة مهمة في مساعدة المنتخب الوطني، إذا شاركت في البطولة”.

وأضاف النجم الحائز على الكرة الذهبية ثماني مرات: “سأقيّم وضعي يوما بعد يوم عندما أبدأ فترة الإعداد مع إنتر ميامي استعدادا للموسم الجديد، وسأرى ما إذا كنت قادرا حقاً على أن أكون جاهزا بنسبة 100%، وإذا كنت قادرا على أن أكون مفيدا للفريق وزملائي، ثم سأتخذ قراري”.

وأعرب “ليو”: “أتمنى أن يمنحني الله فرصة جديدة للمشاركة في كأس العالم”، علما بأنه شارك في خمس نسخ متتالية بين عامي 2006 و2022.

وأكد “ميسي” (38 عاما) أنه ما يزال يشعر بالشغف تجاه تمثيل بلاده في البطولات الكبرى، مضيفا: “من الواضح أنني متحمس للغاية، لأننا نتحدث عن كأس العالم.. نحن أبطال العالم، ومحاولة الدفاع عن اللقب سيكون أمرا رائعا، لأن اللعب مع المنتخب الوطني دائما ما يكون حلما، خاصة في البطولات الرسمية”.

يذكر أن “ميسي” قاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم 2022 في قطر، بعد أداء متميز توّج بحصوله على جائزة أفضل لاعب في البطولة، في إنجاز اعتبره الكثيرون تتويجا لمسيرة حافلة استمرت لأكثر من عقدين في الملاعب، كما ساهم في الفوز بلقب كوبا أمريكا مرتين في 2021 و2024.

منذ انتقاله إلى “إنتر ميامي” الأمريكي عام 2023 قادما من “باريس سان جيرمان” الفرنسي، ازدادت التساؤلات حول قدرة “ليو” على الحفاظ على مستواه البدني والفني مع تقدمه في العمر، خصوصا في ظل الجدول المزدحم لمنافسات الدوري الأمريكي.

ويُتوقع أن يكون مدى جاهزية “ليونيل ميسي” واستمراريته في تقديم الأداء أحد العوامل الرئيسية في قراره النهائي بشأن المشاركة في كأس العالم المقبلة، المقرر إقامتها في ثلاث دول: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

وتابع نجم “برشلونة” و”باريس سان جيرمان” السابق: “لست لاعبا أبديا، ولم أعد بنفس قوتي وسرعتي قبل 10 سنوات، ولكن أحاول حاليا إضافة أساليب جديدة لطريقة لعبي، مثل أن أكون فعالا بشكل أكبر في خط الوسط”.

وأضاف: “لقد أصبح العديد من اللاعبين مهووسين بالأرقام القياسية الفردية، وينتهي بهم الأمر بإغفال الهدف الرئيسي، وهو نجاح الفريق والتتويج بمختلف الألقاب، ولتحطيم الأرقام القياسية، يجب على الفريق أن يحقق الانتصارات”.

ستُقام نسخة عام 2026 من البطولة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها ثلاث دول البطولة معا، كما أنها ستشهد مشاركة 48 منتخبا بدلا من 32، في توسعة تاريخية ستزيد من عدد المباريات وفرص المنتخبات في المنافسة.

ووفقا لوسائل إعلام أرجنتينية، فإن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة “ليونيل سكالوني” لن يغلق الباب أمام “ميسي”، وسيظل القرار النهائي بيد اللاعب حتى اللحظات الأخيرة قبل البطولة. يُنظر إلى “ميسي” على أنه ليس مجرد لاعب أساسي، بل رمز وقائد معنوي داخل الفريق، وهو ما يجعله عنصرا محوريا حتى لو لم يشارك في جميع المباريات.

ويرى بعض المحللين أن “ميسي” قد يختار الاستمرار حتى كأس العالم المقبلة إذا شعر بأنه قادر على تقديم الإضافة المطلوبة، خاصة في ظل رغبته القوية في الدفاع عن اللقب الذي فاز به قبل أربع سنوات، بينما يرجح آخرون أن اللاعب قد يكتفي بالمشاركة في المباريات الودية أو حتى بالتواجد فقط بين زملائه إذا لم يكن في أفضل حالاته البدنية.

وتشير التقارير إلى أن “ميسي” يركز حاليا على موسمه الجديد مع “إنتر ميامي”، بعد تجديد عقده حتى 2028، حيث يسعى لقيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية في الدوري الأمريكي وكأس أبطال الكونكاكاف، قبل أن يبدأ التفكير بجدية في مستقبله الدولي.

وفي ظل عدم إعلان “ليونيل ميسي” لقراره النهائي حتى الآن، يبقى احتمال مشاركته في كأس العالم 2026 محط اهتمام عالمي، إذ أن ظهوره في البطولة المقبلة قد يمثل نهاية لمسيرة استثنائية تُعتبر من بين الأعظم في تاريخ كرة القدم.