الوضع متأزم جداً والأنظار تتجه نحو زيارة رئيس “المخابرات المصرية”!

لبنان اليوم

تضطلع جمهورية مصر العربية بدور حيوي في الشأن اللبناني، وذلك منذ اجتماعات اللجنة الخماسية وحتى الآن.
لا يخفى على أحد وجود قنوات اتصال بين مصر و”حزب الله” اللبناني من جهة، وبينها وبين الجانب الإسرائيلي من جهة أخرى، مما يمنحها دور الوسيط في نقل الرسائل الأمنية بين الطرفين.

من هذا المنطلق، تكتسب زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد أهمية بالغة.
تأتي هذه الزيارة بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 21 من الشهر الجاري، مما يثير احتمال حمله رسالة من الجانب الإسرائيلي، أو تحذيراً استشفّه من اللقاء بشأن عملية أمنية محتملة على الأراضي اللبنانية.

وقد سبق زيارة اللواء رشاد لقاء بين السفير المصري ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا.
عقب اللقاء، أوضح السفير أن “زيارة مدير المخابرات المصرية تدخل في إطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان”، مؤكداً أن “مصر تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع”.

وأضاف السفير: “ما يحدث من تطور في الاعتداءات الإسرائيلية في مداها ووتيرتها يدعونا للتحوط مما يجري”.
كما أكد أن “مصر تدعم مواقف رئيس الجمهورية في حصرية السلاح ولطرحه استعداد لبنان للدخول في مفاوضات، وتقف إلى جانب مقاربة الرئيس بشكل كامل وواضح، وتمد يد العون في هذا المجال”.

وفيما يتعلق بالتنسيق بين الجانبين المصري والأمريكي، يرى المحللون أن زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى لبنان لا تعني بالضرورة وجود تنسيق مصري – أمريكي في هذا الملف.
فالولايات المتحدة ليست بحاجة إلى دور مصري لإيصال رسائلها إلى المسؤولين اللبنانيين.

ويشير المحللون إلى أن التحرك المصري يأتي من موقعها التقليدي كقناة تواصل مع الإسرائيليين، إضافة إلى نقلها المزاج العربي العام الذي يبدو مستاءً من سلوك الدولة اللبنانية، ومن تباطئها، بل ومن استقالتها الفعلية من تحمّل مسؤولياتها تجاه الوضع الأمني والسيادي.
هناك انطباع عربي بأن الدولة اللبنانية تتغاضى عن ملفات حساسة، وتتعامى عن واجباتها الدستورية في ضبط الوضع العسكري، مما يزيد من قلق الدول العربية المهتمة بمنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة في المنطقة.

ويرى المراقبون أن المصريين يسعون إلى الاستفادة من قنوات التواصل التي تجمعهم بـ”حزب الله”.
وسيعمل رئيس المخابرات على توظيف هذه العلاقة المباشرة لإبلاغ الحزب رسالة واضحة مفادها أن الوضع بلغ مستوى خطيراً للغاية.

تشير المعلومات المتوفرة إلى أن رئيس المخابرات المصرية كان قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام.
الأمر الذي يرجّح أن يكون الملف اللبناني قد تصدر جدول المباحثات بين الطرفين، خصوصاً في ظل التوتر المتصاعد جنوباً والضغوط الدولية المتزايدة.