باسيل: سلاح “حزب الله” دفاعي بقرار من سبع حكومات.. فهل ترامب جاد بالسلام؟

لبنان اليوم

صرّح جبران باسيل، رئيس “التيار الوطني الحر”، في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الجديد”، بأن السلام الحقيقي في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بحلول قائمة على الحقوق وليس على القوة.

وأشار إلى أنه “إذا كان الرئيس الأميركي جادًّا بالسلام، فعليه أن يسعى إلى تسوية عادلة تُعطي إسرائيل الأمن، وفي المقابل تمنح لبنان والدول العربية حقوقهم، بما يفتح الباب أمام سلامٍ قائم على التنمية والتنافس الاقتصادي والتكنولوجي، لا على الصراع والدمار”.

وأضاف باسيل: “من دون هذا الحل، سنبقى في صراع الآلهة، حيث لا رابح فعليًّا”، معتبراً أن “التهديدات الإسرائيلية يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، لكن في الوقت نفسه، جزء منها هو ضغط سياسي ونفسي، إذ إنّ إسرائيل دمّرت غزة لكنها لم تستطع القضاء على حماس، وفي لبنان لا نريد تكرار هذا السيناريو”.

وشدّد على أنّ “إسرائيل، بمحاولاتها احتلال الأرض، لم تنجح، ولا يمكن لحزب الله أن يتعاطى مع الواقع من دون الإقرار بوجود وضع عسكري جديد”، مضيفًا: “نحن نعرف الغطرسة الإسرائيلية جيدًا”.

وانتقد باسيل أداء الحكومة اللبنانية، معتبرًا أنها “لا تتعاطى مع هذا الملف بجدّية، لأنها تُقدّم وعودًا متناقضة”، وأضاف أن “السلطة الحالية جاءت على أساس أجندة عنوانها تسليم السلاح، لكنها لم تنفذ في هذا الملف ولا في ملف الإصلاحات، والنتيجة صفر”.

وأوضح أنّه “بدل أن تبادر الحكومة إلى حوار وطني حول الاستراتيجية الدفاعية، أقرّت ورقة لم تستطع تنفيذها”، مشيرًا إلى أن “العلة الأساسية أن إسرائيل تبقى دولة محتلة، وكان هناك اتفاق ضمني، لكنها فعلت العكس لتعطي حزب الله ذريعة للاحتفاظ بسلاحه، وهو أساسًا لا يريد تسليمه”.

وتساءل باسيل: “هل السلاح وسيلة أم غاية؟ هل نربطه بحماية لبنان أم بقضية الشرف والكرامة؟”، معتبرًا أنّ “الخطوة المطلوبة اليوم هي طمأنة حزب الله إلى أن هدف حماية لبنان يمكن تحقيقه بوسائل متفق عليها”.

وأشار إلى أنّ “حتى الشهيد السيد حسن نصر الله تحدث سابقًا عن الحالة الاستثنائية”، لافتًا إلى أن “الواقع العسكري يُظهر أن حزب الله لا يستطيع الدفاع وحده، لكن لماذا قبل جميع اللبنانيين منذ ما بعد الطائف بشرعية سلاح الحزب؟ فمنذ حكومة الرئيس سليم الحص، كان هناك قبول عام بوظيفة هذا السلاح الدفاعية”.

وأضاف أنّ “سبع حكومات تمثلت فيها القوات اللبنانية والكتائب لم تتحفظ على بند سلاح المقاومة، وكذلك حكومة عمر كرامي، وحتى بعد التحالف الرباعي، وفي حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2009، كان هناك إجماع لبناني على أن سلاح حزب الله له وظيفة دفاعية”.

وفي ما يخص الجيش اللبناني، قال باسيل: “يجب أن يكون لدى الجيش حدّ أدنى من التسليح، مثل صواريخ الكورنيت وأنظمة الدفاع الجوي، فهذا أبسط حقوقه”. وتساءل: “هل اعتدى لبنان مرة في تاريخه؟”.

ورأى أنّ “إسرائيل أبطلت كل أشكال التفاوض، رغم أنه كان جزءًا من صلابة الدولة، ونحن لا نرفض التفاوض، فالإسرائيليون يجلسون في الناقورة بالغرفة نفسها مع الوفد اللبناني”.

وأضاف أن “شكل التفاوض مهم بقدر المضمون، وليست هذه المرة الأولى التي يُجرى فيها تفاوض عبر لجان أمنية”، مشيرًا إلى أنّ “ملف الترسيم البحري مثلاً ليس عسكريًا فقط، بل له جانب اقتصادي، وكان في الوفد اللبناني مدير عام القصر الجمهوري وأصحاب اختصاص، ووجودهم كان ضروريًا، وهذا ليس (تابو)”.

وقال باسيل: “تحدثت سابقًا عن السلام مع قناة الميادين، وفي كنيسة مار مخايل أكدت أننا لا نستنسخ مواقف أحد، لكننا نريد حقوقنا”. وتابع: “هل هناك سلام حقيقي بين مصر وإسرائيل؟ أنا أعتقد أنه يجب أن يأتي يوم نصلي فيه في القدس، لكن ذلك لا يتحقق إلا حين يسترد لبنان أرضه، وتتوقف الاعتداءات، وتُستثمر ثرواته، ويعود اللاجئ الفلسطيني إلى وطنه والنازح السوري إلى بلده”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن “هذه الرؤية تضمن للبنان تحييده عن الحروب، لأن الحرب ليست هدفًا، بل إنّ لبنان يجب أن يبقى ضمن الحضن العربي، والسعودية متمسكة بحل الدولتين”.