لبنان اليوم

أفادت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بنجاة قيادي بارز في “سرايا القدس”، الجناح العسكري للحركة، من محاولة اغتيال إسرائيلية بطائرة مُسيّرة، وذلك مساء السبت في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

صرّحت المصادر لـ”الشرق الأوسط” بأن الغارة استهدفت القيادي (م.ع)، المسؤول عن تسيير أعمال لواء الوسطى في سرايا القدس، وأكدت نجاته من الهجوم دون أن يصاب بأذى.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه، مساء السبت، غارة “محددة الهدف” ضد أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي في وسط غزة، مبرراً ذلك بادعاء أنه كان يخطط لمهاجمة القوات الإسرائيلية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في المقابل، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بياناً اتهمت فيه إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار، معتبرة أنّ ما ورد في بيان الجيش الإسرائيلي حول الإعداد لهجومٍ جديد هو “ادعاء كاذب وافتراء لتبرير العدوان”. ودعت الحركة الوسطاء إلى تحمّل مسؤولياتهم والضغط على إسرائيل لوقف هذه الاعتداءات التي “قد تستدعي ردوداً من المقاومة”.

أوضحت مصادر الحركة أنّ الصاروخ المستخدم وُجّه نحو هاتف القيادي المستهدف، ولكنه لم يكن بحوزته لحظة الضربة، ممّا أدى إلى إصابة مراسله الشخصي (ناقل البريد) وعدد من المدنيين، بينما نجا القيادي الذي كان يبعد بضعة أمتار عن موقع القصف.

أفادت المصادر بأن الهجوم وقع عند الساعة السابعة مساءً في أحد الشوارع الفرعية داخل مخيم النصيرات، واستهدف دراجة نارية ومركبة بشكل مباشر، ممّا أسفر عن إصابة عدد من المواطنين.

كشفت المصادر أن القيادي المستهدف نجا سابقاً من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، من بينها اثنتان خلال الحرب الأخيرة على غزة، إحداهما أسفرت عن إصابته ومقتل 14 فلسطينياً، فيما أودت أخرى بحياة عدد من أفراد عائلة زوجته.

تجدر الإشارة إلى أنّ القيادي يُعد من الوجوه البارزة في “الجهاد الإسلامي” منذ عام 2000، وشارك في هجمات ضد أهداف إسرائيلية على مدى العقدين الماضيين.

نفت مصادر مقربة من القيادي الرواية الإسرائيلية بأنه كان يخطط لهجوم جديد، مؤكدة أنّ العملية تمثل “ذرائع مكرّرة” لتطبيق “النموذج اللبناني” في غزة، عبر استهداف كوادر الفصائل بذريعة منع التهديدات الأمنية.

واعتبرت مصادر الجهاد أنّ محاولة الاغتيال تشكّل جرس إنذار لما وصفته بـ”نوايا إسرائيلية واضحة لاستئناف سياسة الاغتيالات”، مشيرة إلى أن قيادة الحركة تتابع التطورات مع الوسطاء الإقليميين الذين أكدوا عملهم على منع تكرار الخروقات.

وبحسب تقارير ميدانية، كثّفت إسرائيل نشاطها الاستخباراتي في وسط قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، في وقت تشارك طائرات مراقبة أميركية في عمليات الرصد، وفق ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وتأتي هذه التطورات على الرغم من تقارير إسرائيلية أفادت بأن أي ضربة جوية في غزة لا تُنفّذ إلا بعد موافقة القوات الأميركية المنتشرة في موقعٍ قرب كريات غات جنوب إسرائيل.

يذكر أنّ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الحالي، منهياً حرباً استمرت نحو عامين، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق التفاهمات منذ ذلك الحين.