
لبنان اليوم
نشر في 26/10/2025 | آخر تحديث: 10:41 (توقيت مكة)
قد يشهد المرء منافسة بين الإخوة في البيت الواحد، ولكن عندما يواجه أحدهم صعوبة خارج الدار، فإنه لن يجد سندًا أقرب من أخيه يمد له يد العون لينهض ويكمل مسيرته في هذه الحياة.
هذا السيناريو لا يقتصر على البشر فحسب، بل يتكرر أيضًا في عالم الطيور، كما أظهرت دراسة حديثة ومدهشة من جامعة كاليفورنيا في ديفيس ومعهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان، حيث كشفت أن الأشقاء قد يكونون معلمين أفضل من الآباء أنفسهم، بعد مغادرة الأعشاش.
إليكم مقطع فيديو أصدره الباحثون يوضح هذا السلوك:
## إخوة ومعلمون
أظهرت الدراسة أن صغار الطيور، في بعض الأنواع التي لا تحظى برعاية أبوية طويلة الأمد، يكتسبون مهارات البقاء ومصادر الغذاء من إخوتهم أكثر مما يتعلمونه من آبائهم.
تعتبر الدراسة المنشورة بدورية “بلوس بيولوجي” الأولى من نوعها التي تدرس التعلم الاجتماعي في هذه الأنواع من الطيور، وقد استخدم الباحثون طائر القرقف الكبير كنموذج، وهو طائر يغادر العش بعد أيام قليلة من الفقس ليبدأ مغامرته في العالم شبه وحيد.
وصرحت سونيا وايلد، باحثة ما بعد الدكتوراة في جامعة كاليفورنيا والباحثة الرئيسية في الدراسة، في بيان رسمي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: “حين تترك هذه الطيور العش، تكون عاجزة تمامًا عن إطعام نفسها أو حماية ذاتها، في حين أن الآباء المنهكين يبدؤون بالابتعاد عنها. لذا، يكون أمام الصغار وقت قصير جدًا لتعلم كل ما يحتاجونه للبقاء”.
## صناديق الطعام
خلال تجربة استمرت 10 أسابيع وشملت 229 فرخًا و 51 زوجًا من الآباء، استخدم الباحثون صناديق طعام معقدة تسمح بمراقبة كيفية تعلم الطيور فتحها. وبعد تحليل آلاف السجلات، تبين أن الصغار الذين تعلموا من إخوتهم أو من طيور بالغة أخرى (ليست آبائهم) كانوا الأسرع في اكتساب المهارات.
أظهرت النتائج أن حوالي 94% من الطيور الصغيرة تعلمت من أشقائها، بينما كانت نسبة التعلم من الآباء أقل بكثير.
توضح وايلد أن هذا النمط من التعلم الجماعي يعزز مرونة الأنواع في مواجهة التغيرات البيئية، مشيرة إلى أن “التنوع في طرق التعلم والسلوك يجعل المجموعات الحيوانية أكثر قدرة على التكيف والبقاء”.