ببالغ الحزن، ننعى اليوم السبت، رحيل قامة شعرية لبنانية أصيلة، هو الشاعر الكبير طليع حمدان، عن عمر يناهز 81 عامًا. لقد ترك الفقيد بصمة لا تُمحى في عالم الشعر، وإرثًا عظيمًا سيظل يتردد صداه في الأجيال القادمة، فقد كان بحقٍّ أحد أهم أعمدة فن الزجل والمنبر اللبناني.
اشتهر الراحل بلقبه المحبب “أبو شادي”، كما عُرف بـ “شاعر المنبرين”، وهذا اللقب لم يأتِ من فراغ، بل تقديرًا لمكانته الرفيعة في ساحة الزجل اللبناني، وقدرته الفائقة على المزج بين عراقة الشعر وأصالته، وحضوره الآسر والمميز على المسرح.
ولد طليع حمدان في كنف أسرة لبنانية بسيطة الحال في قرية عين عنوب – قضاء عاليه، وذلك في التاسع عشر من شهر كانون الثاني عام 1944. كان والده :نجيب حمدان، يعمل مزارعًا، بينما كانت والدته :فاطيني يحيى، تتولى مسؤولية رعاية المنزل وتربية الأبناء الأحد عشر.
تميز الفقيد بقصائده التي لامست قلوب المغتربين وعبرت عن معاناتهم، كما لم ينسَ قضايا الشعب الفلسطيني العادلة. وإلى جانب ذلك، أبدع الراحل في كتابة القصائد الوطنية والاجتماعية، وكلمات الأغاني التي أداها نخبة من الفنانين العرب، ليحجز لنفسه مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين والعرب على حد سواء.
من أبرز أعماله الخالدة: “براعم الورد”، “جداول عطر”، “ليل وقمر”، “انطريني أنا جايي”، وكتاب “افتتاحيات طليع حمدان” الذي رسخ مكانته كشاعر مبدع، ساهم في الارتقاء بفن الزجل اللبناني إلى آفاق أرحب من الإبداع والتأثير.
برحيل طليع حمدان، تفقد الساحة الأدبية في لبنان رمزًا من رموزها الشعرية، وقامة أثرت التراث الزجلي بصوتها الصادق وحضورها الفريد.
