
لبنان اليوم
تشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى انخفاض ملحوظ في حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين خلال الأشهر الأخيرة. ويعزى هذا التراجع إلى تصاعد حدة الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” مرة أخرى منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع عام 2025.
ووفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، فقد انخفضت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 18% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، لتصل إلى 317 مليار دولار. وهذا الرقم يمثل أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، ويعكس استمرار التدهور منذ بداية الحرب التجارية بين البلدين في عام 2017. ويمثل هذا الانخفاض مبلغًا يقارب 131 مليار دولار مقارنة بعام 2022، أي ما يعادل تراجعًا بنسبة 29%.
وتظهر البيانات أيضًا انخفاضًا بنسبة 50% في شحنات الطرود الصغيرة منذ نيسان 2025، لتصل إلى 1.15 مليار دولار في أيلول 2025. وفي الوقت نفسه، سجلت صادرات أجهزة تلفزيون “LCD” تراجعًا حادًا بنسبة 73% خلال الربع الثالث من العام نفسه. هذه الأرقام تؤكد حجم التأثير الكبير الذي أحدثته سياسات الرسوم الجمركية الأميركية على أكبر اقتصادين في العالم.
وتتعقد العلاقات التجارية أكثر بسبب سلسلة من الإجراءات المتبادلة بين الطرفين. فبعد أن فرض “ترامب” رسومًا جمركية تجاوزت 100% على السلع الصينية، وشدد القيود على وصول بكين إلى التكنولوجيا الأميركية، ردت الصين بإجراءات مماثلة، بما في ذلك تقليص صادرات المعادن النادرة التي تستخدم في الصناعات الاستراتيجية.
ويستعد “ترامب” لمواجهة مباشرة خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، المقرر عقدها في كوريا الجنوبية بين 31 تشرين الأول و1 تشرين الثاني، حيث سيلتقي الرئيس الصيني “شي جين بينغ”. يأمل العديد من الخبراء أن تساهم القمة في تهدئة الحرب التجارية وإعادة العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين عالميين إلى مسارها الطبيعي، وذلك بعد أسابيع من التوتر والاشتباك الاقتصادي المكلف على كلا الجانبين.